التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

الإسلاموفوبيا ظاهرة غربية متعددة الجوانب 

اليوم تعتبر الإسلاموفوبيا الغربية سياسةً لا يمكن إنكارها لجزء من الحضارة الأمريكية – الأوروبية – الصهيونية؛ وفي الواقع إنها ظاهرة متعددة الجوانب تتم عبر تلاقي واتصال الملامح الهجومية مع النزعة الإنسانية الغربية في العصر الحديث.

وبالنظر إلى الخلفية التاريخية السلبية للأوروبيين بين المسلمين، وکذلك الآثار السلبية للمفكرين الأوروبيين الکبار من أمثال “أرسطو”، “مونتسكيو”، “مكيافيلي” وغيرهم حول الأمم الشرقية والإسلام، فإن العقل الأوروبي مليء بالأفكار السلبية التي أُلقيت من قبل المبشرين المسيحيين والمستشرقين على مدى فترات طويلة من الزمن. ويجب الإذعان بأن المبشرين المسيحيين کانوا يعتبرون الإسلام منذ البداية انحرافاً وبدعةً من المسيحية، ولكي يفسدوا عقول المسيحيين المؤمنين تجاه الإسلام، کانوا يطرحون قضايا مثل نشر الإسلام عن طريق السيف، القوانين غير المتساوية حول النساء والعبيد، الأحكام العنيفة مثل القصاص والرجم و… .

حرکة الاستشراق الأوروبية

مع انخفاض أنشطة المبشرين المسيحيين، حلّ المستشرقون الأوروبيون محلهم. وغالبية المستشرقين الذين درسوا الإسلام، لم يستطيعوا القيام بذلك عبر نظرة محايدة وعلمية، وتوصلت کل أبحاثهم تقريباً إلى نفس النتائج التي کان قد توصل إليها المبشرون المسيحيون من قبل.

والآن أيضاً، هنالك المئات من المواقع الإلكترونية، والعشرات من شبكات الأقمار الصناعية والعديد من الصحف الغربية التي تقوم وبأعذار مختلفة، بنشر الآراء السلبية وغير العقلانية ضد الإسلام والمسلمين.

في تحليل ظاهرة الإسلاموفوبيا، وکأي ظاهرة أخرى، لا يمكن النظر فيها باعتبارها ذات سبب واحد. فالإسلاموفوبيا لديها العديد من الأسباب التي لديها درجةٌ مختلفة من الأهمية والقوة.

في الواقع يمكن القول، إن مفاهيم أساسية مثل الأصولية العلمانية الغربية، الاستشراق، كراهية الأجانب والعنصرية، من المفاهيم الأساسية التي تحدد حدود سياسة الإسلاموفوبيا الغربية.

الحرکات التکفيرية ظهير الإسلاموفوبيا الغربية

من ناحية أخرى، خلال السنوات القليلة الماضية، وعلى الرغم من عملية التطرف المتزايدة في غرب آسيا والقرن الأفريقي، فإن ظهور المجموعات التکفيرية – الإرهابية مثل تنظيم داعش، وتأثير هذه الاتجاهات في الدول الغربية، قد أجّج الإسلاموفوبيا الغربية وأعطی لها بُعداً جديداً وعمل علی تکثيفها.

هذا الموضوع اقتضی العديد من النقاشات بين خبراء العلوم السياسية والاجتماعية، في مجال الأرضيات الاجتماعية والدلالات السياسية للإسلاموفوبيا الغربية، وقد أثيرت هناك فرضيتان حول علاقتها بموجة هجرة المسلمين.

الفرضية الأولى تركّز علی دور المجموعات المتطرفة المعادية للأجانب، وتشير الفرضية الثانية إلی الفروق الثقافية – الهويائية للمسلمين مع غيرهم من المواطنين الغربيين. وبطبيعة الحال، فإن هاتين الفرضيتين قضيتان متشابكتان، ولذلك قمنا بتحليل كلتاهما فيما يلي.

تقوم الفرضية الأولى على أساس أن تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا، يعود إلی حدوث بعض التغييرات في نسيج المجتمعات الأوروبية، ظهور الجماعات المتطرفة والاهتمام بهذه الجماعات كوسيلة لتنفيذ التوجهات الإسلاموفوبية؛ بينما تنظر الفرضية الثانية إلی هذا الموضوع من خلال النافذة الثقافية – الهويائية، وتری أن انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا، نتج عن الاختلافات الثقافية – الهويائية للأقلية المسلمة في هذه القارة مع نسيجها الاجتماعي.

الأيدي الصهيونية وراء الإسلاموفوبيا

في الواقع، ليست الإسلاموفوبيا مجرد توترات ثقافية بين الهوية الإسلامية والمواطنين الغربيين الآخرين؛ بل هي عمليات معادية للإسلام تقوم بها الجماعات المتطرفة المقربة من الصهيونية العالمية.

بالتأكيد، تجدر الإشارة إلى أننا لا نريد القول إنه لا توجد هناك توترات ثقافية – هويائية بين المسلمين والمواطنين الغربيين الآخرين، بل نقول إن ما يُعرف بالإسلاموفوبيا، قد تجاوزت نطاق رد فعل طبيعي تجاه المهاجرين، ونرى أن بعض الفئات الاجتماعية والسياسية تلعب دوراً وسيطياً أكبر فيها.

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، برزت ظاهرة إسلامية جديدة في الغرب، وعلى الرغم من أن الخبراء المسلمين لم يدعموها كما يجب، ولكن رغم أن الغرب قد رصد هذه الظاهرة باهتمام خاص، فقد برزت هذه الظاهرة في انتشار الإسلام في کل الدول الغربية.

وفقاً لذلك، ازداد عدد المسلمين في أوروبا وأمريكا الشمالية بشكل كبير على مدى العقود الستة الماضية، وتجدر الإشارة إلى أن المسلمين الأوروبيين ليسوا مجتمعاً كاملاً، ويختلفون عن بعضهم البعض من الناحية الثقافية والعرقية.
المصدر – الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق