الإندبندنت: ولي ولي العهد السعودي ساذج يلعب بالنار وابن ملك مخرف
وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ
نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، السبت 9 كانون الثاني/ يناير 2016، مقالاً للكاتب “بيل لو” وصف فيه ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنّه “أخطر رجل في العالم”.
ووصف “لو” بن سلمان بأنه “عدواني وطموح”، يضع “أعداءه في الداخل والخارج نصب عينيه”. ولفت أن الأمير السعودي الذي يُعد أصغر وزير دفاع في العالم، وهو “أغرق بلاده في حرب وحشية في اليمن لا تبدو لها نهاية في الأفق”، وتحدث مبارزة خطيرة تقودها السعودية مع إيران، “بقيادة هذا الرجل الذي يبدو أنه على عجلة من أمره كي يصبح القائد الأقوى في الشرق الأوسط”.
الكاتب تطرق في مقاله إلى سيرة محمد بن سلمان عندما بدأ التداول في سوق الأسهم والعقارات وهو في سن المراهقة، وقبل أن يكمل دراسته في القانون داخل السعودية، وأنه جمع ثروة هائلة.
وبيّن أن قوة سلمان تنبع من اعتماد والده الملك سلمان عليه، مشيراً إلى أن والده مصاب “بالخرف وغير قادر على التركيز إلا لبضع ساعات في اليوم”. ولفت إلى أنه لطالما كان ملازماً لوالده في كل خطوة كلما ارتفع في التسلسل الهرمي للحكم في عائلة “آل سعود”، “داخل النخبة الدينية ورجال الأعمال في السعودية كان من المفهوم جيداً أنه إذا كنت تريد أن ترى الأب كان عليك أن تقصد الابن أولاً”، كتب “لو”.
وأضاف أنّ قوة بن سلمان ازدادت بعد أشهر قليلة من تولي سلمان بن عبدالعزيز منصبه كملك، إذ تم تعيينه وزيرا للدفاع، “وتولى مسؤولية شركة أرامكو، وترأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يمارس الرقابة على كل وزارة، كما أسندت له مسؤولية صندوق الاستثمارات العامة في المملكة. وعُين ولياً لولي العهد، بهدف ضمان سيطرته على منافسه محمد بن نايف، ولي العهد ووزير الداخلية”.
الكاتب أوضح أن قرار بن سلمان شنَّ الحرب على اليمن كان مغامرة أراد أن يُثبت من خلالها أنه منافس لبن نايف. وأوضح أن محمد بن سلمان كان يريد “نصراً سريعاً حاسماً لتأكيد مكانته كقائد عسكري، يضعه في نفس المكانة مع جده ابن سعود، الملك المحارب”.
وأضاف: “كان (بن سلمان) يطمح في تحقيق نصر حاسم على الحوثيين”، لكنه يبدو “غافلاً عن أن الحوثيين أحرجوا السعوديين عام 2009 عندما استولوا على ساحل البحر الأحمر”.
ورأى “لو” أن وزير الدفاع السعودي غفل عن التهديد الحقيقي المتمثل بالقاعدة، وتوجه لمحاربة الحوثيين، مضيفاً: “حتى الآن لم تحقق عملية عاصفة حاسمة أي شيء. وتسببت الحرب، الممتدة مما يقرب من عام، ببؤس لانهائي لشعب اليمن. في قصف جوي مكثفة، تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية للبلاد في حين أبقى الحوثيون بتحدٍ على سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومعظم الشمال. وفي الجنوب، بات للقاعدة حقل مفتوح. ومع ذلك، تعهد بن سلمان على الاستمرار بقصف الحوثيين”.
ينقل الكاتب عن جيسون توفيه، وهو اقتصادي في الشرق الأوسط في كابيتال إيكونوميكس، وصفه بن سلمان بأنه “مولع بالحرب”.
وتحدث عن طبيعة الأمير السعودي المتهورة التي “قد تأتي على التراجع في الصراع المتصاعد مع ايران على الهيمنة الاقليمية”، وفق تعبير “بيل لو”.
وذكّر الكاتب في “الاندبندنت” بالرسالة التي وُزعت على نطاق واسع في الصيف الماضي، “من أفراد داخل الأسرة الحاكمة نددوا بغطرسة الأمير الشاب، وذهبوا إلى حد الدعوة الى الاطاحة به جنباً إلى جنب مع والده ومحمد بن نايف. لكن هذه الدعوات لم تثمر شيئاً”.
وسأل الكاتب عن الطبيعة المتهورة لمحمد بن سلمان: “كم ستأخذه بعيداً في الصراع مع إيران؟”
وتحدث “لو” أن محمد بن سلمان الذي يريد أن يظهر بصورة جده عبدالعزيز كمحارب سني، يوازن الخيارات المطروحة، وقد يفكر في توجيه ضربة عسكرية إلى إيران وهي فكرة “مخيفة وفي منطقة تمزقها الصراعات الطائفية”، بحسب قوله.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق