اليمن: توقف العملية السياسية لصالح العمليات العسكرية
بعد عشرة أشهرعلى العدوان السعودي-الأمريكي و الدول الغربية على اليمن و ذلك تحت عنوان اعادة الشرعية، يستمر الشعب اليمني المظلوم بالصمود. فبعد انتهاء محادثات فيينا التي لم تتوصل فيها الأطراف المتنازعة لوقف العدوان السعودي-الأمريكي، تستمر المواجهات على جميع الجبهات من الجنوب الى الشمال، بين الجيش اليمني و أنصار الله من جهة، و قوات العدوان المتمثلة بالجيش السعودي و المرتزقة من جهة أخرى. و تسعى الرياض بعد محادثات فيينا الفاشلة الى استعادة المبادرة بعد الهزائم المتتالية التى تلقتها في الحرب و السياسة.
و رغم الحشد التي تقوم به قوات العدوان من أجل تحقيق انتصارات ميدانية، الا أنّ محاولاتها قد باءات بالفشل حيث تمكنت القوات اليمنية من صد هجمات القوات السعودية-الأمريكية في المناطق الحدودية، و خصوصاً في ميدي والطوال، في المقابل أحرزت القوات اليمنية من جيش و مقاومة تقدماً في تعز ومأرب والجوف تمكنت من خلاله من أسر عدد كبير من الجنود السعوديين وعدد من المسلحين خلال محاولة قوات التحالف السعودي الأمريكي التقدم باتجاه ميدي في محافظة حجة. وأكد مصدر عسكري أن القتلى في صفوف القوات السعودية والمسلحين بالعشرات وأن عدد الجرحى يفوق الثمانين.
تعز
أما على الصعيد الداخلي، تسطر القوات اليمنية نجاحت كبيرة في الميدان اليمني، و خصوصاً في تعز حيث يتابع الجيش و أنصار الله تقدمهم، و تمكنوا أمس من تحرير ثلاثة مواقع مهمة كانت معاقل للمرتزقة و المسلحين المؤيدين للسعودية. اماّ في محافظة البيضاء، تدور اشتباكات عنيفة حيث قتل أكثر من 15 من مرتزقة العدوان السعودي وعناصر أخرى من تنطيم القاعدة، حيث أعلن التنظيم الارهابي على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي عن مقتل القيادي “صقر الصنعاني” و”أبو خليفة” نجل “عبد الوهاب الحميقاني” خلال صدّ محاولة هجوم في منطقة الزاهر.
مأرب
تشهد مأرب في الوقت الحالي معارك عنيفة بين الجيش وأنصار الله من جهة وميليشيات العدوان من جهة أخرى، خصوصاً في مناطق صرواح والمشجع اللتان تقعان بالقرب من جبل هيلان. و اعترفت قنوات العدوان عن مقتل خمسة من المسلحين وبأسر آخرين، إضافةً إلى تدمير آلية عسكرية في كمين في منطقة النقيع التابعة لمديرية مجزر في مأرب.
الحدود الشمالية
الاستراتجية القوية التي فرضها الجيش اليمني و أنصار الله على الحدود الشمالية ما زالت مستمرة، حيث قامت القوات الصاروخية والمدفعية للجيش اليمني وأنصار الله باستهداف مواقع سعودية في جبل الدود و جحفان وبيت المشقف وكناتير المهدف والممشيح وجنوب وشمال الخوبة بجيزان، بالإضافة إلى قصف مواقع أبوهمدان ونهوقة بنجران بعددٍ من قذائف المدفعية . و اعترفت قنوات العدوان بمقتل جنديين سعوديين في موقع الرمضة العسكري في جيزان جراء تعرضهما للقنص من قوات الجيش اليمني. أيضاً، لقي جندي سعودي برتبة رقيب مصرعه في مواجهات مع قوات الجيش واللجان الشعبية بالحد الجنوبي في الربوعة بمنطقة عسير.
رد العدوان
و كما عودتنا قوات العدوان، و عوضاً عن الرد في الميدان تقوم طائراته باستهداف المدنيين، فقد ارتكب طيران العدوان السعودي-الأمريكي مجرزة بشعة في مديرية بلاد الروس بمحافظة صنعاء ، حيث استشهد 14 مواطنا ، هم أربعة أطفال وخمس نساء واثنان مسنان وثلاثة رجال وأصيب العشرات في غارات استهدفت منتجع حمام جارف والمسجد بمديرية بلاد الروس. وتأتي المجزرة التي ارتكبها العدوان بعد يوم واحد من ارتكاب مجزرة بمحافظة صعدة استهدف فيها مستشفى تابع لمنظمة بلا حدود وأحياء سكنية في مناطق متفرقة ما أسفر عن استشهاد وجرح أكثر من 20 مواطناً.
سياسياً
أكد “محمد عبد السلام” المتحدث الرسمي باسم أنصار الله “أن الهدف الأساسي الآن هو وقف العدوان و أنه لا حوار في ظل استمرار العدوان و نحن اليوم مقتنعون بأنه لم يعد هناك إيجابية من أي مشاورات أخرى في أي مكان”. وأضاف “عبد السلام”: “نعتقد أن الرؤية الآن أصبحت واضحة لدى الأمم المتحدة بشكل كبير، خصوصاً بعد المشاورات الأخيرة في سويسرا”، لافتاً إلى أن المسألة الأساسية الآن أصبحت متمثلة في وقف العدوان.
اذاً، على ما يبدو و بحسب المعطيات الميدانية الأخيرة يتضح أن المباحثات قد توقفت لصالح العمليات العسكرية، و ذلك بسبب عدم جدّية الرياض و حلفائها في التعاطي في الملف اليمني. وقوف العملية السياسية و شرط أنصار الله ب”وقف العدوان مقابل الحوار” يعني أن الكلمة الفصل ستكون للميدان في الأيام المقبلة.
المصدر / الوقت