التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

عام على حكم سلمان.. حزم ومنافسة وتدهور سياسي واقتصادي! 

لم يكن العام الأول لاستلام زمام الحكم السعودي من قبل سلمان بن عبد العزيز كما الأعوام الأولى لأسلافه، فلم يلبث أن اعتلى العرش حتى بدأ باتخاذ قرارات وصفت بالانقلابية. فكان أن استهل حكمه بمجموعة من التغييرات الجذرية في مفاصل الحكم عند آل سعود قد يكون أهمها إدخال أحفاد آل سعود على خط ولاية العهد تمهيدا لتسليم ابنه الحكم وفقا لما يؤكده محللون. وهذه التغييرات الداخلية تبعتها سياسة جامحة على المستوى الخارجي. بدأت بسياسة التدخل المباشر في ملفات المنطقة والعدوان على الشعب اليمني مرورا بفاجعة منى وليس ختاما بإعلان المقاطعة لطهران مما أدخل مملكة البترودولار في ركود إقتصادي غير مسبوق وعجز في الميزانية بالموازاة مع إنخفاض غير مسبوق في أسعار النفط الذي كان من صنيعتهم. وهنا عرض لأبرز المحطات والأحداث التي طبعت هذه السنة.

سنة تسوية الحسابات الداخلية، والمنافسة بين الأحفاد

فمنذ تسلم سلمان مقاليد الحكم وقبل أن يجف التراب على قبر سلفه عبدالله، اتخذ مجموعة قرارات انقلابية على العهد السابق، والتي أتى بخلاصتها محمد بن نايف وليا للعهد ومحمد بن سلمان وليا لولي العهد ووزيرا للدفاع. تبع هذه القرارات مجموعة قرارات أخرى تمثلت باجتثاث كل ما يمت إلى عبد الله بصلة للاطمئنان على طي صفحة الأخير إلى غير رجعة. وبذلك يكون سلمان قد قام بالخطوة التي لم يجرأ أحد قبله على القيام بها وهي نقل السلطة إلى أحفاد عبد العزيز. وكان ذلك الضمانة لوصول محمد بن سلمان إلى الحكم حيث يعتبر الآمر الناهي اليوم وسط حال سلمان الصحية والنفسية غير المساعدة. وقد ترتب على هذه التغييرات موجة اعتراضات واسعة داخل العائلة المالكة وصلت بطلال بن عبد العزيز إلى القول علنا “لا سمع ولا طاعة ولا بيعة لمن خالف الشرع” في وصفه لقرارات سلمان.

عام الحزم في اليمن

رغم أن سلمان أعلن بعيد استلامه زمام الحكم استمرار نهج سلفه بالحفاظ على وحدة وسلامة الأمة، الا أنه أعلن بعد شهرين من بداية حكمه بدء عدوان على اليمن شعبا ومؤسسات ومقدرات، العدوان المستمر إلى يومنا هذا بعد ما يقارب 10 أشهر من القصف والتدمير وقتل الآلاف وتشريد وتهجير مئات الآلاف. عدوان لم يصل إلى أي من أهدافه المعلنة رغم حجم الدمار الهائل الذي خلفه في البنية التحتية والمؤسسات والمقدرات اليمنية. وكما يقول المغرد الشهير “مجتهد” ليس من مفر لانهاء الحرب على اليمن سوى بالاعتراف بالهزيمة.

الارهاب يضرب في الداخل السعودي

رغم التهليل لحكم سلمان ومحاربته للارهاب، تمكن الارهاب من الضرب في الداخل السعودي وأكثر من مرة. مما يؤكد حسب مراقبين أن عهد سلمان وسياسته التهاجمية قد أدى إلى تفلت الإرهاب من عقاله في الداخل السعودي وتحوله إلى خطر يتهدد الأمن الداخلي في بلد يعتبر منشأ الحركات التكفيرية والوهابية، التي كانت إلى الأمس القريب تحت السيطرة الكاملة لنظام آل سعود.

فاجعة منى

فاجعة مصرع الحجيج في منى اثر التدافع كانت أيضا واحدة من العلامات الفارقة في العهد السعودي الجديد. حيث فشل في إدارة أهم شعائر المسلمين الدينية. حادثة منى أوقعت حسب بعض الاحصاءات 2121 قتيلا ومفقودا. وقد أكدت الكثير من التقارير الصادرة عن دول إسلامية بالاضافة إلى تقارير دولية على التقصير السعودي وتحميلهم المسؤولية. وتشير المعلومات إلى أن السبب الحقيقي وراء ما حصل كان ضعف الجهات المنظمة بالاضافة إلى إقفال طرقات لمرور مواكب آل سعود وسط الحجيج.

الركود الاقتصادي غير المسبوق

قد تكون سياسة إغراق السوق العالمي بالنفط السعودي هي اليتيمة بين السياسات التي حافظ عليها سلمان بعد وفاة عبد الله، والهدف هو الاضرار باقتصادات نفطية أخرى كايران وروسيا. إلا أن السحر انقلب على الساحر حيث وصلت أسعار النفط إلى مستويات لم تبلغها منذ عقد من الزمن، وبالتزامن مع الحرب على اليمن وتكاليف دعم المجموعات الارهابية المسلحة في سوريا والعراق، فقد خرجت السعودية بعد عام من حكم سلمان بعجز يقدر بمئة مليار دولار أمريكي. وقد بدأت سياسة التقشف السعودية بالظهور حيث رفعت الدعم عن المشتقات النفطية وزادت الضرائب على المواطنين والحديث الآن عن البدء بإعمال الضريبة على القيمة المضافة.

عام الاعدامات بامتياز

لم يكتف سلمان بقرارات الحزم مع الخارج بل تعدى ذلك إلى قرارات إعدام جاوزت الـ150 شخصا خلال العام 2015 وهو الرقم الأعلى منذ 20 سنة من تاريخ السعودية حسب تقارير المنظمات العالمية لحقوق الانسان. وقد ختم الأخير عامه الأول بتنفيذ الاعدام بحق 47 شخصا بينهم الشيخ نمر باقر النمر الذي أدى إعدامه إلى زلزال في العالم الاسلامي بعد أن ضربت السعودية بعرض الحائط كافة الاعتبارات الاسلامية ونفذت حكمها.

وبعد كل ما ورد من الجيد الاشارة إلى أن وسائل الاعلام والصحف السعودية وبعض العربية التي تدور في الفلك السعودي (وهي كثيرة) والتي دأبت كعادتها على مدح السلاطين أفردت صفحاتها خلال الأيام الماضية للثناء والتهليل لملك “الحزم والارادة” و”قلب الأمة” سلمان والانجازات التي حققها خلال العام المنصرم من الانتصارات في اليمن إلى العراق مرورا بلبنان وسوريا والحزم في قرار إستعادة هذه الدول إلى الحضن العربي على حد وصفهم.

ختاما يمكن القول بأن العام المنصرم كان من أشد الفترات تأزيما في تاريخ الأمة، ولآل سعود وعلى رأسهم سلمان النصيب الأكبر من هذا التأزيم. وقد لا يكون السبب وراء ذلك نفس سلمان، بل إن حديثي العهد بالسياسة الذين جمعهم سلمان حوله هم من يديرون الحكم في السعودية اليوم في ظل مرض سلمان وعدم تمكنه من التركيز لأكثر من بضع ساعات يوميا حسب ما نقلته صحف أجنبية مقربة من الإدارة الأمريكية العالمة بأحوال آل سعود أكثر من أنفسهم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق