التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

اسرار مداولات لقاء جنيف للمعارضة السورية والمبعوثين الاميركي والروسي 

كانت مباحثات الإسبوع المنصرم في جنيف متعددة ومؤثرة في مختلف الأطراف التي وصلت إلى المدينة الهادئة التي تعرف الازدحام عادة في مناسبات المعارض التي اشتهرت بها. اثنا عشر مندوبا وسفيرا ونائب وزير اجتمعوا بكل أشكال التواصل الدبلوماسية (اجتماعات ثنائية رسمية وغير رسمية، اجتماع الدول الدائمة في مجلس الأمن، اجتماعات بين المتوافقين في الرأي اجتماع مختلف الدول بأطراف المعارضة، اجتماعات غير مباشرة عبر مؤسسة سويسرية للحوار).
وحسب “راي اليوم”، لم يكن اجتماع ممثلية ما يسمى “مجلس سورية الديمقراطية” في الخارج قد انتهى في جنيف عندما تلقى هيثم مناع طلبا للقاء ثمانية وفود دبلوماسية غربية.. بعض هؤلاء أرسل طلبا رسميا للقاء لأول مرة.. بعضهم الآخر تربطه بتيار قمح ومكونات المجلس علاقات قديمة.
كذلك طلب السيد غاتيلوف من شخصيات سورية معارضة القدوم إلى جنيف للتشاور معها، وهكذا فعلت السيدة آن باترسون نائبة وزير الخارجية الأمريكي.
وقد تأكد لنا وجود الدكتور حميد رضا دهقاني رئيس دائرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الايرانية في سويسرا لمتابعة ما يحدث عن قرب، في حين كان غياب الطرفين السعودي والمصري ملفتا للنظر.. ويبدو أن الطرف السعودي قد آثر إرسال وجهة نظره عبر سفراء دول غربية كانوا في الرياض قبل إسبوع.
“اضطررت للإعتذار من الحزب الشيوعي الفرنسي وحزب الخضر وحزب اليسار على لقاء نوابهم في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي بسبب ضغط أجندة المواعيد، كان من الضروري أن أشرح للنواب الفرنسيين وجهة نظر “مجلس سورية الديمقراطية” كون السيد لوران فابيوس (وزير الخارجية الفرنسي) لم يعد يتصرف بشكل يليق بدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن تحمل لواء الديمقراطية والعلمانية”، صرح لنا هيثم مناع.
بدأت اللقاءات منذ يوم الثلاثاء بسلسلة مواعيد للسفير الأمريكي في سورية مايكل راتني طلب الاجتماع فيها بمن لم يحضر مؤتمر الرياض للمعارضة السورية.
طلب الدكتور جهاد مقدسي أن يكون اجتماعه مع هيثم مناع وليس كل على حدة، كذلك اجتمع صالح مسلم ووفد حزب الاتحاد الديمقراطي بالسفير الأمريكي بعد أربع ساعات. ولكن الرسالة الأولى كانت بأن اللقاء المنفرد يتم بالتنسيق مع مجلس سورية الديمقراطية.
كانت الرسالة الأمريكية غير ملتبسة في دعم الخارجية الأمريكية لوفد الرياض.. ولكن مع الإقرار بأن هناك مشكلة كبيرة يجب حلها، وهي أن وفد الرياض غير وازن وغير تمثيلي ولا ينسجم تماما مع قرار مجلس الأمن 2254.
الدبلوماسي جهاد مقدسي أوضح للجانب الأمريكي بأن “مؤتمر القاهرة يعتبر نفسه “أم الولد” والأحرص على نجاح الحل السياسي.. لأننا منذ سنوات نقول بأن الحل العسكري وهم مدمر للبلاد والعباد، لذا لن نكون حجر عقبة في نجاح المسار السياسي.. وتساءل أليس من حق المجتمع السوري أن يتعرف على نفسه في وفد محترم ووازن ويمثل فعلا أغلبية مجتمعية أولا؟”.
في اليوم التالي التقى غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي وفرشنين مسؤول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوفد مجلس سورية الديمقراطية المكون من (هيثم مناع، إلهام أحمد، بسام اسحق، مرام داود، بتار الشرع، صالح النبواني، عبد الكريم عمر وحسان فرج).. استعرض هيثم مناع وجهة نظر مجلس سورية الديمقراطية في ضرورة مباحثات متعددة الأطراف، خاصة وأن تفاهمات فيينا لم تعط تفويضا بتشكيل هيئة عليا للتفاوض وإنما تشكيل وفد مفاوض.
وقد وعد الطرف السعودي بعدم استبعاد أحد وعدم فرض أي طرف يختلف بمشروعه وبرنامجه مع طموحات الشعب السوري، الأمر الذي لم يحدث وتم تصحيحه في قرار مجلس الأمن.. أوضح مناع أن المباحثات المتعددة الأطراف تشكل قرابة خمسين بالمئة من جملة المفاوضات التي جرت بعد الحرب العالمية الثانية وأن نسبة النجاح في المباحثات الثنائية والمتعددة متقاربة.. وأفضل مثل مباحثات النووي الإيراني حيث تواجد خمسة أطراف + واحد مقابل الطرف الإيراني وكانت ناجحة.
ثم تحدث عن بعض الأسماء المقترحة لوفد وازن وتمثيلي منها الدكتور حبيب حداد والأستاذ أبجر ملول والدكتور جهاد مقدسي وعضوي لجنة القاهرة سيهانوك ديبو وفراس الخالدي وسمير العيطة وصاحب فكرة منتدى موسكو قدري جميل، ونظر في أعضاء الوفد المرافق قائلا: ومناضلين مثل من حولي.. وأصر على وفد مستقل بحقوق متساوية مع باقي الوفود المشاركة.. وفي حال الإصرار على رفض الآخر من هيئة الرياض، يمكن أن تبدأ المفاوضات في موعدها المقرر بوفد الرياض تحت يافطة (وفد مؤتمر الرياض) وليس (وفد المعارضة السورية) ومباشرة المفاوضات متعددة الأطراف في الجلسة الثانية أو الثالثة.. كان رد السيد غاتيلوف واضحا: نحن نعتقد أن ما تطرحه هو شرط ضروري لنجاح المفاوضات وأنكم بالفعل تريدون إنجاح المفاوضات.
التقى نائب وزير الخارجية الروسي أيضا سمير العيطة ووفد حزب الاتحاد الديمقراطي.. وفي المباحثات الثنائية بين الأمريكي والروسي دافع الجانب الروسي عن مفاوضات متعددة الأطراف في حين أصر الطرف الأمريكي على عملية تطعيم لوفد الرياض بأسماء أساسية منها سمير العيطة وقدري جميل ومجموعة هيثم مناع، وتعهد بفرض ذلك على الهيئة العليا وتعلقت المباحثات وتم الإتفاق على اجتماع بين وزيري الخارجية كيري ولافروف في 20 كانون الثاني/ يناير في مدينة زيوريخ.
وقد قام سفراء الدول الاسكندنافية الدانماركي إيفان نلسن والنرويجي فيغارد الفسن والسويدي نيكلاس نيبون بزيارة هيثم مناع في المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان واستمر اللقاء أكثر من ساعتين كذلك حضر للمعهد بعد الظهر وسيطان أوروبيان ليقترحا على مناع تنظيم زيارة للرياض لحل نقاط الخلاف والوصول لوفد مشترك.. إلا أن مناع اشترط أن تكون أية مناقشات في إطار وفدين وبإشراف أطراف معنية من تفاهمات فيينا، مشيرا إلى ضرورة وجود الطرف المصري وليس فقط السعودي.
كان اللقاء بين السفير البريطاني غاريث بايلي وهيثم مناع إيجابيا جدا، خاصة وأن معظم موضوعات النقاش كانت حول تحليل الأوضاع في المنطقة وحول قضايا ثقافية وجيوسياسية مؤثرة في تصاعد العنف في المنطقة أكثر منها حول المفاوضات.
وقد توضح من جملة اللقاءات محاولة البلدان الغربية فك الإرتباط بين مشروع هيثم مناع لتشكيل وفد مستقل ووجود وازن لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي وضعت تركيا فيتو صارم لأية مشاركة له في المباحثات، بل وصل الأمر لتهديد تركي بأن وجود صالح مسلم في ضواحي جنيف يعني طلبا تركيا مباشرا بتأجيل المباحثات حتى يخرج من الأراضي السويسرية.
وقد جاء هذا التصريح بعد معرفة السلطات التركية بوجود أكثر من عشرين كادرا قياديا من حركة المجتمع الديمقراطي في جنيف في الأيام العشرة السابقة ووجود وساطة من منظمة “الحوار الإنساني” لوضع صيغة غير مباشرة تدخل الحركة وحزب الاتحاد الديمقراطي في المفاوضات عبر تكوين جماعة ضغط على الطرف الأمريكي والروسي مع سيناريو وجود الحركة في وفد مجلس سورية الديمقراطية دون تفاصيل في مكونات الوفد.. في حين أكد مناع لمتحدثيه أن الجبهة الديمقراطية المدنية التي يمثلها مجلس سورية الديمقراطية لا تقبل بأية شروط تفرض من أي بلد، وبالتالي فمشاركة مكونات المجلس قضية سورية داخلية لا يسمح لأحد بالتدخل فيها.
يبدو أن حصاد الأسبوع كان في مستوى اكتشاف المواقع والمواقف ومازالت الأطراف كافة متمسكة بمواقفها، ولعل الأيام القادمة حبلى بكل الاحتمالات.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق