التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

تغيير التوازن العسكري وأدبیات الولايات المتحدة الأمريكية 

بالتزامن مع تكثيف الهجمات التي يشنها الجيش السوري وحلفاؤه في حلب، والانتصارات الباهرة في ساحة المعركة ضد الجماعات الإرهابية، أصبحت آثار القلق واضحةً علی وجوه الإرهابيين وداعميهم الخارجيين. وتأتي مخاوف المعارضة السورية من بدء العمليات الواسعة النطاق، في حين أن وزارة الدفاع الروسية أيضاً وفي تقریرها الدوري الأخير الذي نشر يوم 16 ديسمبر، أعلنت أن قوات الأمن السورية ستواصل تأمین البيئة المحيطة بمطار کویرس، وهي تتقدّم في الجبهة الجنوبية الغربية من حلب باتجاه إدلب. کما أعلن الجنرال “سيرجي روتسکوی” القائد الرئيس للعمليات الروسية المباشرة في 15 كانون الأول، أن روسيا قد قامت منذ 3 سبتمبر (75 يوماً) بـ4201 طلعة عسكرية في سوريا، وأطلقت 145 صاروخ كروز على الأهداف المحددة، والتي تشمل أهدافاً في اللاذقية، حلب، حمص، حماة وضواحي دمشق. وقد استمر هذا الاتجاه في 16 ديسمبر مع 59 طلعة عسكرية، ومهاجمة 212 هدفاً في اللاذقية وإدلب وحماة وحمص والحسكة والرقة، في حین أن المؤسسات البحثية الأمريكية التي تركز على الهجمات الروسية، لا تزال تعتقد أن معظم الهجمات الروسية تستهدف المعارضة السورية المعتدلة وليس تنظیم داعش. یأتي هذا في حین أنه بالتوازي مع ظهور علامات تعزيز التوازن العسكري لصالح المقاومة منذ 15 كانون الاول، حدث تغيير ملحوظ في أدبیات الولايات المتحدة الأمريكية. فبینما کانت الولايات المتحدة الأمريكية قبل بضعة أشهر تصرّ على أن “الأسد” يجب أن يتنحّى خلال الفترة الانتقالية، قال “جون كيري” عقب اجتماعه مع “بوتين” في موسكو: إن الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها لا یسعون لتغيير النظام في سوريا. ما نقوله هو أننا نعتقد أن “الأسد” لن يكون قادراً على قيادة مستقبل سوريا. ولكننا الیوم لا يمكننا التركيز على هذه الخلافات بشأن ما یجب أن يحدث بالنسبة للأسد على المدى القصير. نحن ركّزنا على عملية واحدة، وهي عملية سياسية سیقرر الشعب السوري مستقبلها. ولكننا نعتقد أنه لا ينبغي لأحد أن يضطر للاختيار بين “الإرهابيين والدكتاتور”. والتحدي الذي نواجهه هو خلق ظروف یخرج منها بديل.

بالطبع استخدم “جون كيري” نفس اللهجة بشکل أكثر وضوحاً في اجتماع 18 ديسمبر في نيويورك أیضاً. فعندما کان یشیر إلى اعتماد القرار 2254 من قبل مجلس الأمن في نفس اليوم، أكد مرة أخرى: إن الحقيقة هي أنه لا شيء أکثر من الحرب مع الإرهابيين، سيساعد حقاً في العملية السياسية، لإعطاء فرصة للشعب السوري لاختیار حقيقي. ليس اختیاراً بين الأسد وداعش، بل الاختيار بين الحرب والسلام، بين التطرف والعنف وإقامة نظام سياسي جديد.

یبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال القبول بالحقائق على أرض المعركة، وعبر الانتقال من مواقفها السابقة، تفضّل حالیاً عدم الحدیث عن تنحي “الأسد”. وهذه العملية تجعل الولايات المتحدة الأمريكية ولکي تمنع التخريب المحتمل في تنفيذ العملية المحددة في فيينا 1 و 2 والقرار 2254، أن تُوصل المناخ السياسي في سوريا إلی مرحلة، بحیث بعد اختيار بديل مناسب لبشار الأسد، وتقدیمه كمنافس للأسد، وکذلك التدخل في مسار الانتخابات الرئاسية المبكرة، تُخرج بشكل تلقائي اسمَ شخص آخر غیر بشار “الأسد” من صناديق الاقتراع. وهو الأمر الذي لا يجب أن یقرّره سوی الشعب السوري فحسب، والولايات المتحدة وبالنظر إلی إجراءاتها في دعم الإرهاب وانهيار سوريا، ليس لها أي حق في إبداء الرأي حوله بأي حال من الأحوال.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق