التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

أسباب ابتعاد عمر البشير عن ايران والذهاب نحو السعوديين 

عندما ارتكبت السعودية جريمتها النكراء واعدمت آية الله الشيخ نمر باقر النمر وهوجمت السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد كانت هناك دولتان قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية مع ايران الى جانب السعودية هما السودان وجيبوتي وقد اتصل الرئيس السوداني عمر البشير مباشرة بمحمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي وأبلغه انه قرر قطع العلاقات مع ايران.

ورغم ان بلداناً اخرى مثل الصومال وجزر القمر ايضا قرروا قطع العلاقات مع ايران فيما بعد لكن قيام دولة السودان بالذات بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران كان امرا غريبا لأن السودان كانت لها علاقات وثيقة مع ايران التي قامت بمشاريع استثمارات كبيرة في السودان، كما ان السودان كانت في الجبهة المعادية للغرب الذي يتهمها دوما بدعم الارهاب وتنظيم القاعدة وعمليات الابادة في دارفور، وقد زار عمر البشير طهران عدة مرات فلماذا قرر اليوم تغيير وجهته؟

يقول الخبراء ان السودان قد ادارت ظهرها لايران منذ سنتين تقريبا وان البشير قد قرر منذ عامين انهاء علاقاته الاستراتيجية مع ايران وان اولى الخطوات التي اتخذها البشير في هذا المجال كان اعطاء الاوامر باغلاق الممثليات الثقافية الايرانية في السودان بذريعة الترويج للمذهب الشيعي، وكان بامكان البشير ان يحل الامر مع ايران عبر القنوات الدبلوماسية في حينها وقد نصح بعض المسؤولين الامنيين السودانيين البشير بعدم قطع العلاقات مع ايران لكنه اختار في 4 يناير التحالف مع السعودية على الاحتفاظ بالتحالف مع ايران.

ويعتقد الخبراء ان حاجة البشير الى النقود والاموال واعلان السعودية انها حاضرة لسد حاجات السودان هو السبب لتغيير سياسات البشير تجاه ايران فالسعودية استثمرت خلال الاعوام الاربعة الاخيرة بشكل كبير في السودان حيث قالت وكالة رويترز ان هذه الاستثمارات بلغت 11 مليار دولار معظمها في القطاع الزراعي كما منحت السعودية مليار دولار للبنك المركزي السوداني وابرمت اتفاقا مع السودان لبناء سد على نهر النيل لتوليد الكهرباء وتعهدت بمزيد من الاستثمارات في القطاع الزراعي السوداني.

ان بناء سد على النيل يعتبر امرا حيويا للسودان خاصة اذا علمنا ان مصر تعارض مثل هذا الامر، وقد تسبب هذا “السخاء” السعودي بأن تترك السودان ايران التي تعاني من عقوبات دولية وترتمي في احضان السعوديين خاصة اذا علمنا ان السودان تعاني من ارتفاع نسبة البطالة وهبوط قيمة العملة الوطنية وبدء الحركات الاحتجاجية ضد البشير وهي احتجاجات قمعها البشير حتى الان لكنه يخشى من خروجها عن السيطرة.

وقال الطيب زين العابدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم إن “الحكومة إتخذت قرار الابتعاد عن التحالف مع إيران بعد أن قيمت العلاقات مع إيران ووجدتها مضرة إقتصاديا وسياسيا” واضاف “إيران لم تقدم أي مساعدات إقتصادية للسودان وهذا ما جعل الحكومة تظن أن العلاقة مع إيران مجرد عبء.”

وانضم البشير العام الماضي إلى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن لمحاربة انصارالله والجيش اليمني وأظهر لدول مجلس التعاون أن بمقدروه المساهمة في هذا العدوان، وتقول وزارة الدفاع السودانية إنها أرسلت ثلاث طائرات حربية وبعض القوات البرية لتأمين منشآت في ميناء عدن بجنوب اليمن ومناطق أخرى وإن كانت الطائرات والقوات لم تشارك بشكل يذكر في المهام القتالية حتى الآن، وقامت السودان أيضا بتدريب آلاف الأفراد من قوات منصور هادي.

وتأتي استدارة البشير نحو السعودية في وقت لم تكن العلاقات بين البشير والرياض علاقات ودية في السنين الماضية فالبشير ايد صدام حسين في غزوه للكويت في عام 1990 وقد استمر هذا التوتر وعندما ارادت طائرة البشير اجتياز الاجواء السعودية للذهاب الى ايران في عام 2013 منعت السلطات السعودية ذلك وكان البشير يسعى دوما لتوثيق العلاقات مع ايران.

وعلى العموم فإن عمر البشير قد اختار التمسك والتشبث بالسلطة والابتعاد عن ايران لحل مشاكله المالية لكن السؤال المطروح هو هل يستطيع البشير ان يراهن على السعوديين لفترة طويلة خاصة اذا علمنا ان السعودية هي حليفة الامريكيين الذين لايرغبون ببقاء البشير في السلطة؟
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق