التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ماذا جرى في البغيلية.. من أين بدأ الهجوم ومن هو العقل المدبر..؟ 

أكدت مصادر خاصة ومقربة من أحد قيادات تنظيم داعش في ريف دير الزور، بأن مخططي الهجوم على البغيلية وعلى بقية المناطق في دير الزور هما ضابطين في الجيش العراقي السابق، الأول يدعى أبو ابراهيم العراقي واسمه الحقيقي “عبد المجيد خالد الجبوري”، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة العراقية بزمن صدام حسين، أما المخطط الثاني فيعرف بـ “أبو صدام الموصل”، واسمه الحقيقي “موسى البصري”، وكان أحد ضباط “فدائي صدام”.

المصدر لفت إلى أن عملية التسلل إلى قرية البغيلية المتاخمة للأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري تمت على مرحلتين،:

الأولى: من خلال تسلل قرابة الـ 225 من انغامسي تنظيم “داعش” من قريتي الحصان والجنينة إلى “حويجة الدم” وسط نهر الفرات،

والثانية :بعد منتصف الليل قامت خمسة قوارب صغيرة تستخدم لأغراض الصيد بالتسلل السريع إلى ضفة النهر على جهة البغيلية لتشتبك مع عناصر الدفاع الشعبي ومن ثم انتقل بقية العناصر الانغماسيين سريعاً، ليشنوا الهجوم الكبير على القرية.

المصدر لفت إلى أن الهجمات الثلاث الأخرى التي زامنت الهجوم على قرية البغيلية كان الهدف منها :

_تشتيت قوات الجيش السوري، لمحاولة الوصول إلى حيي الجورة والقصور الذين يخضعان لسيطرة الدولة السورية، على أن تعمل مجموعات تنظيم “داعش” في حي الموظفين وسط المدينة على خرق دفاعات الجيش السُوري باستخدام عربة مفخخة ومن ثم التوغل في عمق الأحياء المحاصرة من قبل التنظيم، في حين كانت مهمة الهجوم الأكبر والذي ركز على معسكر الصاعقة ومعسكر اللواء 137 في قرية عياش على جعل الجيش ينسحب من المعسكرين، ما يجعل “معسكر الطلائع” ومن بعده حي الجورة الواقع إلى الغرب من المدينة أهداف سهلة.

وكان من المفترض أن تتسبب هذه الهجمات بخلق فراغ على جبهات محيط مطار دير الزُّور ، الأمر الذي دفع مخططي تنظيم دواعش لدفع مجموعات قدرت بنحو 500 عنصر لمحاولة التقدم على محور “جبل الثردة” و “تل الكروم” على الجهة الجنوبية الشرقية للمطار.

المصادر الميدانية أكدت إن قرية البغيليةالتي تعرض أبناءها لمجزرة قدر عدد ضحياها بنحو 300 أغلبهم من المدنيين، باتت تحت سيطرة الجيش العربي السوري فيما تدور اشتباكات على أطرافها الغربية والجنوبية الغربية، وفي وقت عملت فيه قوات الجيش على استعادة السيطرة على مستودعات عياش، دفع تنظيم داعش بمجموعاته نحو محاولة التقدم فجر اليوم الاثنين من محاور أحياء “الصناعة – الرصافة – الموظفين”، ويعتبر الأخير منطقة اشتباكات مستمرة إذ إن السيطرة عليه مقسومة بالتساوية بين الجيش السوري وداعش.

فيما كان اعتماد الجيش السوري على صد الهجمات من خلال العمليات الجوية الكثيفة لاستهداف نقاط تجمع مجموعات تنظيم داعش وتحصيناتها على كافة محاور القتال، كما شارك الطيران الروسي من طراز “su-24” و “su-25” إضافة إلى المروحيات الهجومية في صد هجمات تنظيم داعش بحسب ما أكد به مصدر عسكري سوري رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه. ونفى المصدر نفسه وجود أي قوات برية غير القوات السورية ومقاتلي العشائر في دير الزور، لافتا إلى أن عددا كبير من أبناء الأحياء المحاصرة في المدينة انضموا إلى مجموعات الدفاع الشعبي طواعية، وهم مدربين من قبل الجيش العربي السوري على استخدام كافة أنواع الأسلحة.

وفيما يخص موضوع المخطوفين، أكدت مصادر محلية وحكومية في مدينة دير الزور إن العدد الذي تناقلته وسائل الإعلام والذي تحدث عن اختطاف التنظيم لنحو 400 مدني غير دقيق، إذ لم يتبين إلى الآن العدد الحقيقي للمخطوفين، وذلك بكون الجهة التي أعلن عن نقل داعش المخطوفين إليها وهي بلدة معدان الواقعة على الحدود الإدارية بين دير الزور والرقة لا تتوافر فيها الاتصالات ولايمكن التأكد من صحة المعلومة إلا في حال إنهاء العمليات العسكرية في المناطق التي تسلل إليها تنظيم داعش ليصار إلى إجراء إحصاء دقيق لضحايا المجزرة والمخطوفين.”

يأتي ذلك فيما أكدت مصادرنا الخاصة نقل تنظيم داعش لنحو 50 مدنياً إضافة إلى 12 من عناصر الدفاع الشعبي إلى قرية الحصان، وقام عناصر التنظيم بإعدام عناصر الدفاع ذبحاً، فيما اعتقل المدنيين في سجون داعش وبينهم 7 سجناء فقط .

في سياق منفصل، كانت وحدات الجيش السوري قد نقلت المساعدات التي ألقتها الطائرات الروسية إلى المستودعات، وتبلغ كمية هذه المساعدات بنحو 100 سلة غذائية كل سلة تكفي لـ 3 أسر متوسطة، وكان من المقرر أن تلقي الطائرات الروسية دفعة ثانية من المساعدات إلا أن التطورات الميدانية الأخيرة أخرت ذلك.

وبيّن مصدر مسؤول في المحافظة إن الهلال الأحمر السوري أوصل 500 سلة غذائية إلى مطار القامشلي في محافظة الحسكة على أن تنقل إلى دير الزور عبر المروحيات العسكرية، بعد إنهاء العمليات العسكرية الجارية حاليا، نافيا وجود أي مساعدات من أي من المنظمات العاملة في الشق الإنساني على المستوى الدولي، معتبراً في الوقت نفسه إن إدعاءات هذه المنظمات بأن الحكومة السورية هي من تعرقل وصل المساعدات إلى دير الزور بـ “التلفيق الإعلامي لمحاولة ستر عورات المجتمع الدولي الذي ينظر إلى سورية بعين واحدة”.

يشار إلى أن الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري، والتي يفرض عليها تنظيم داعش حصاراً غذائياً منذ نحو العامين يقطنها 400 ألف نسمة بحسب الإحصاءات الرسمية، ولم تسجل أي محاولة من قبل أي منظمة دولية لإيصال أي نوع من المساعدات إلى هذه الأحياء برغم الحصار الطويل، الأمر الذي يثير الكثير من الاسئلة حول جدية عمل المنظمات الاغاثية التي سارعت للتجاوب مع ادعاءات المعارضة السورية لوجود مجاعة في بلدة مضايا بريف دمشق الغربي.
المصدر – الواقع نيوز

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق