التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الحركات السياسية والاجتماعية الجديدة .. خصائصها واهدافها 

يعرف بعض الاشخاص الحركات السياسية والاجتماعية بأنها حركات تغيرية أو حركات ثورية لكن هناك من يقول ايضا ان هذه الحركات هي مجرد ردود افعال جماعية في المجتمعات لكن علم الاجتماع السياسي يقول ان الحركة الاجتماعية هي كل مسعى جماعي لتحقيق مصالح مشتركة او تحقيق الهدف الرئيسي عن طريق العمل الجمعي خارج اطار المؤسسات الرسمية.

ان ثورة العولمة في عصرنا الحديث هي نتاج اتساع النظام الاجتماعي الظالم (العقلاني في الظاهر) الذي يسير بسرعة نحو اللاعقلانية، ومن الخصائص البارزة للموجة الجديدة للحركات الاجتماعية هو تعدد المحاور التي تلتف حولها هذه الحركات الاجتماعية مثل الاقليات القومية والعرقية والهوية والمهاجرين والشباب والمراة وغيرها من المحاور، لكن كل هذه الحركات تعتبر نفسها جزءا من حركة اكبر (من دون شكل ونظام خاص) فمحور الحركات الاجتماعية الجديدة في العالم الغربي هو القطاعات الهامشية من المجتمع وان هذا المحور في العالم الشرقي هو معارضة السلطة البيروقراطية كما ان هذا المحور في العالم الثالث (دول الجنوب) هو معارضة التأثر بالغرب وتبعاته المدمرة.

ورغم هذا فإن الشيء المشترك بين هذه الحركات الثلاثة هو ابداء التشاؤم حيال الحركات القديمة (أي السيطرة على الحكم من اجل تحقيق الاهداف السياسية والشعارات الايديولوجية)، والان نرى ان عملية العولمة وتطور تكنولوجيا المعلومات أوجد فرصة مناسبة للربط بين الحركات الاجتماعية الحديثة حيث نجد ان هذه الحركات باتت نشطة على الصعيدين المحلي والوطني أي انها تتمتع بعلاقات مع جهات في خارج اوطانها كما انها تتخطى اطار النظام الوطني.

ان هيكلية وتنظيم هذه الحركات المرنة التي لاتتحول الى مؤسسات يساعدها على اكتساب قدرة اكبر، ومن الخصائص البارزة لهذه الحركات هي:

1- ادائها الهجومي في بعض الاحيان (حركة الأقلية) والدفاعي في أحيان أخرى (الأكثرية)

2- تشمل النشاطات الواسعة للجماعات الهامشية مثل النساء والشباب

3- لديها هيكلية مختلفة عن الهيكليات الهرمية الشائعة

4- تشمل النشاطات المسلحة وغير المسلحة ومع حضور المرأة تزداد نشاطاتها غير المسلحة

5- ان هذه الحركات تعيد النظر في قواعد اللعبة السياسية وترتكز بقوة على قواعد اللعبة الاجتماعية أو المنهج المدني الديمقراطي بشكل يغير مركز الثقل الاجتماعي والسياسي في الدولة نحو القوة الشعبية والديمقراطية المدنية التي تشجع على المشاركة في المجالات الثقافية والاجتماعية.

ولذلك يمكن القول “ان الديمقراطية ونشرها كديمقراطية مدنية مشتركة هي اهم ما يشغل بال هذه الحركات الجديدة”.

ويمكن تلخيص الخصائص الاساسية للحركات الاجتماعية الجديدة التي نشأت بعد عقد الثمانينيات على الشكل التالي :

1- شمولية وعولمة الحركات الجديدة والظهور الواسع لردود الافعال الجامعية غير العنيفة والعملانية في اساليبها وعدم امكانية هضمها وعدم تأطيرها في هيكلية معينة ومعارضتها للهرمية وعدم اجبار اي الفئات الشعبية على الانضمام اليها.

2- التمتع بأبعاد عالمية والتأكيد على قضايا تتخطى الاطار الوطني.

3- التدخل في مجالات غير روتينية وقضايا دولية تتخطى الاطار الوطني. والقومي مثل دعم الحركات والاحزاب الخضراء لقضية البيئة وحركات دعم السلام ومعارضة استخدام الاسلحة النووية ومعارضة التمييز العرقي والعنصري ومكافحة المجاعة.

وهنا يجب الاشارة ان الى موضوع اساسي وهو ان الحركات الاجتماعية والسياسية في افريقيا وغرب وجنوب آسيا لاتزال تتمتع بخصائص الحركات القديمة وانها تسعى الى بناء نظام سياسي حسب ايديولوجيتها واهدافها وهناك امثلة على تشديد هذه الحالة مثل موضوع عودة الخلافة الاسلامية والرجوع الى السلف الصالح وما شابه ذلك من الشعارات التي يرفعها بعض اهل السنة الذين تستغلهم جهات اجنبية من اجل تحقيق اهدافها في المنطقة، ويمكن الاشارة الى بعض هذه الحركات مثل داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها.
المصدر – الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق