دعاة السلام في أفغانستان…الاختلاف وجوهر العلاقات
اتهمت باكستان واشنطن بافتعال الأزمات وإيجاد حالة عدم الأمن في المنطقة, في الوقت الذي يجتمع فيه الرباعي “أمريكا, الصين, باكستان وافغانستان” مع بعضهم لحث طرفي النزاع في أفغانستان إلى الجلوس على طاولة الحوار والبدء بمحادثات السلام.
اجتمعت اللجنة الرباعية المؤلفة من أفغانستان وباكستان وممثلي عن كل من الصين وأمريكا للمرة الثانية على التوالي منذ البارحة وحتى اليوم, من أجل بحث عملية السلام مع حركة طالبان وإدخال هذه الحركة في محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية.
حتى الأن لم تشارك حركة طالبان في أي من محادثات السلام التي تمت دعوتها إليها, حيث كانت تحدد شروط مسبقة من أجل المشاركة في محادثات السلام مع أفغانستان, وأبرز شروط هذه الحركة هي:
1- الخروج الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان وبعبارة أخرى إنهاء الإحتلال.
2- إنهاء العمليات العسكرية للقوات الأجنبة داخل الأراضي الأفغانية.
3- العمل على إيجاد نظام حكم إسلامي في أفغانستان.
حالياً وفي هذه الظروف, طالبان التي حاربت لمدة 15 سنة من أجل الوصول إلى أهدافها, يستبعد بأن تدخل محادثات السلام وتقبل بالجلوس على طاولة الحوار بسهولة قبل تحقيق الأهداف التي أعلنتها.
تخشى حركة طالبان الدخول في محادثات السلام مع أفغانستان بعد أن مددت القوات الأمريكية مهمتها في أفغانستان, حيث كان من المقرر بأن تنسحب القوات الأمريكية من أفغانستان مع نهاية عام 2014 إلا أنهم مددوا فترة وجودهم العسكري في أفغانستان, فإذا وافقت طالبان الجلوس على طاولة المفاوضات قبل تحقيق شروطها سيتم الضغط عليها وإجبارها بالموافقة على المقررات التي ستنتج عن المفاوضات وبالتالي ستخسر طالبان بعض القوى المؤيدة لها, حيث أنها تدّعي اليوم بأنها تسيطر على قسم كبير من أفغانستان, وعدم رغبة طالبان في دخول المحادثات وزيادة نشاطها العسكري سيؤدي بالحد الأدني إلى وضع محادثات السلام الأفغانية في غيبوبة تمتد لأشهر.
وجاء في البيان الختامي للجلسة الرباعية التي أقيمت في كابل بأن المشاركون في محادثات السلام سيعقدون جلسة أخرى من أجل إيجاد خارطة طريق تساعد على تقريب وجهات النظر وتذلل العقبات الموجودة أمام عملية السلام, وحث البيان الختامي طالبان على وضع الخلافات مع الحكومة الأفغانية جانباً واللجوء إلى التحاور, واتفق المشاركون على إقامة جلسة محادثات السلام التالية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد.
وكان قد دعا وزير الخارجية الأفغاني صلاح الدين باني في اليوم الأول من الجلسة الرباعية طالبان إلى قبول دعوة الحكومة الأفغانية للمشاركة بعملية السلام, وأضاف أيضاً بأن أي تأخير في قبول الحركة المشاركة في عملية السلام والجلوس على طاولة المحادثات سيؤدي إلى عزلها بشكل أكبر في نظر الشعب الأفغاني.
وفي هذا السياق, من الممكن بأن تؤدي اتهامات مستشار الشؤون الدولية لرئيس الوزراء الباكستاني “سر تاج عزيز” لواشنطن إلى إيجاد عقبة جديدة في طريق محادثات السلام الأفغانية, حيث صرح سرتاج عزيز بأن: “السياسات الأمريكية الخاطئة في الماضي أدت إلى زيادة حالة عدم الأستقرار في أفغانستان”.
وأضاف, ” بأن سياسات هذه الدولة في آسيا الوسطى أدت إلى جنوح دول هذه المنطقة نحو حالة عدم الاستقرار, وكل هذا من أجل أن تستطيع أمريكا تحقيق أهدافها ومصالحها في آسيا الوسطى”.
وقال سرتاج عزيز أيضاً: “بأن حالة عدم الاستقرار في أفغانستان انتقلت إلى كل دول المنطقة, ونشهد في الوقت الراهن تأجيج لحالة عدم الاستقرار في هذه البلدان”.
تأتي تصريحات سرتاج عزيز هذه في الوقت الذي تجلس فيه الدول الأربعة أفغانستان وباكستان والصين وأمريكا من أجل وضع خارطة طريق لمحادثات السلام الأفغانية.
ونشرت صحيفة “داون” الباكستانية خبراً بعنوان, اشتدت حالة عدم الاستقرار في أفغانستان بعد أن تم إيجاد الجهاديين في أفغانستان على أيدي أمريكا في العقود القليلة الماضية.
وقبل ذلك انتقد السفير الأمريكي السابق في أفغانستان بشدة الدور السلبي الذي تلعبه باكستان في محادثات السلام الأفغانية, وأعلن بأنه وبسبب الدور السلبي الذي تقوم به باكستان لا نستطيع بأن نكون متفائلين من النتائج التي سيخرج بها الاجتماع الرباعي.
الاتهامات المتبادلة تدل على وجود تفاوت كبير في وجهات نظر الطرفين الأساسيين في محادثات السلام وهذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى فشل المحادثات وعودتها إلى المربع الأول وأيضاً الى اشتداد التوتر بين كل من إسلام آباد وواشنطن.
فهل سيؤدي اختلاف المصالح بين كل من إسلام آباد وواشنطن إلى إيقاف محادثات السلام الأفغانية وعودة التوتر إلى المنطقة؟؟؟
المصدر / الوقت