التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

مهمة الوكالة الدولية لإستدامة نجاح الإتفاق النووي 

سوف يظل العالم يتذكر الإتهامات التي تعرضت لها إيران بسبب برنامجها النووي من قبل الدول الاوروبية علی مدی أكثر من عقد من الزمن، (وهي تشبه الی حد كبير الإتهامات التي تعرض بموجبها العراق الی غزو أمريكي)، حيث اتهمت إيران من قبل الإتحاد الاوربي وأمريكا والكيان الإسرائيلي، بل من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ايضا الی حدما، بانها كانت تستغل برنامجها النووي سرا لانتاج السلاح النووي، وفرضت عقوبات صارمة علی طهران من قبل هذه الاطراف، بهدف شل الاقتصاد وجميع مفاصل الحياة في إيران. لكن إيران التي كانت تعلم ببرائة نفسها من جميع هذه الإتهامات، تمكنت من خلال دخولها مفاوضات ماراثونية مع السداسية الدولية التي كانت تشكك بسلمية البرنامج النووي الإيراني، أن تبدد جميع تلك الإتهامات وتصل الی اتفاق وصف بالتاريخي مع دول هذه المجموعة.

بالطبع القدرات التي تتمتع بها إيران لا يمكن مقارنتها بقدرات العراق، وهذا ما يزيد الخطر إذا ما كانت إيران قد تعرضت لهجوم عسكري علی خلفية برنامجها النووي، حيث كان من المحتمل أن ترد إيران ردا مزلزلا ومدمرا علی القواعد الامريكية في المنطقة ومصالح واشنطن أين ما وجدت في الشرق الاوسط، فضلا عن مهاجمة الكيان الإسرائيلي وعدد من حلفاء واشنطن في المنطقة من قبل إيران. حيث كان من المحتمل أن تكون مثل هذه الحرب، مقدمة لاشتعال فتيل حرب عالمية ثالثة بين قوی الشرق والغرب.
وفي حال قد تعرضت إيران الی حرب عدوانية من قبل خصومها خلال السنوات الماضية لمجرد تلك الإتهامات التي ثبت في ما بعد أنها عارية عن الحقيقة وفقا لتقارير الوكالة الدولية التي صدرت في هذا الصدد.لا شك أن الوكالة الدولية كانت المسؤول الاول عن مثل هذه الحرب في حال قد وقعت سابقا. وذلك بسبب أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت للاسف تصدر تقارير ضبابية حول البرنامج النووي الإيراني رغم تعاون إیران معها الی أبعد الحـــدود.

فقد بات اليوم من البديهي جدا بالنسبة للوكالة الدولية أن تؤدي مسؤولياتها إزاء إيران بكل تعاون وحيادية وشفافية، بعد ما أبدت إيران قدر كبير من التعاون معها، حيث جددت طهران مرة اخری استعدادها التام لتعاون بناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال استقبال “يوكيا آمانو” من قبل الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم أمس الاثنين في طهران.

الشعب الإيراني وحكومته ايضا يعتبران الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسؤولة الی أبعد الحدود في مجال العقوبات التي فرضت علی إيران خلال الفترة السابقة، لا بل حتی هنالك من بات يطالب بمحاسبة هذه الوكالة والدول التي تسببت باضرار كبيرة في الإقتصاد الإيراني بسبب العقوبات التي فرضتها علی إيران، وذلك بعد ما أصدرت الوكالة تقارير في الآونة الاخيرة اعترفت من خلالها أن إيران لم تكن في يوم من الايام قد سعت الی إمتلاك سلاح نووي، حيث كان هذا الإعتراف العنصر الرئيسي في رفع العقوبات الدولية عن إيران خلال الايام الماضية.

الیوم ثبت للعالم باسره بان إيران لم تريد السلاح النووي وثبت ذلك من خلال تفتيش جميع منشآتها النووية من قبل الوكالة الدولية، فضلا عن أن إيران تدعو علی الدوام الی خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، علاوة علی الفتوی التاريخية التي أصدرها قائد الثورة الإسلامية في إيران “السيد آیة الله الخامنئي” والتي تحرّم امتلاك اسلحة دمار شامل ومن بينها السلاح النووي.

إذن بعد ما ثبت برائة إيران من جميع الإتهامات السابقة وكذلك بعد التعاون البناء الذي أبدته طهران للتوصل الی اتفاق نووي مقبول من قبل الوكالة الدولية، أصبت الكرة اليوم في ملعب هذه الوكالة والسداسية الدولية، وعلی هذه الاطراف القيام بجميع التزاماتهم التي تعهدو بالعمل بها بموجب الإتفاق النووي. وبما أنه جاء حول مهام الوكالة وفي نظامها الأساسي، بان الوكالة الدولية ملزمة بالتعاون مع الدول الاعضاء في مجال تطبيق معايير السلامة وتعزيز العلوم والتكنولوجيا النووية بهدف إنجاز التنمية المستدامة، والتعاون مع هذه الدول في المجال التقني والبحث والتطوير، فان إيران تتوقع في مابعد، أن تكون الوكالة محايدة ومتحررة من جميع الضغوطات في التعامل معها، لتحصل إيران علی جميع حقوقها وذلك سيضمن استمرار تعاون طهران مع الوكالة خلال الاعوام القادمة، مما سيساهم هذا التعاون بتوفير مزيدا من أجواء الاستقرار والطمئنينة للمنطقة والعالم باسره.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق