التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ما هي أهم العقبات التي تواجه أول امرأة تتولى رئاسة الحكم في تايوان؟ 

في سابقة هي الأولى من نوعها أنتخبت السيدة “تساي إنغ ون” عن الحزب الديمقراطي التقدمي، لتكون أول امرأة تتولى رئاسة الحكم في تايوان، وهو ما يمثل تحديـًا كبيراً لها لإثبات جدارتها بمنح الثقة من جانب المواطنين.

وفازت “تساي” بنحو 7 مليون صوت في الانتخابات العامة، لتضمن أكثر من 60 % من أصوات الناخبين، ما يشير إلى أن الحزب الديمقراطي التقدمي بات يتمتع بشعبية أكبر مقارنة بانتخابات كانون الثاني/يناير عام 2012 والتي حصل فيها على 45 بالمائة من الأصوات.

و”تساي” التي من المقرر أن تتولى منصبها فعلياً بتاريخ 20 أيار/ مايو القادم بعد أداء القسم، حاصلة على شهادة الماجستير في القانون من أمريكا والدكتوراه من كلية لندن للإقتصاد والعلوم السياسية. وهي أول رئيسة منتخبة من عرقية “هاكا” المنحدرة من السكان الأصليين، والرئيسة الثانية من دول منطقة شرق آسيا بعد الرئيسة الحالية لكوريا الجنوبية “باك غن هي”.

وفي أول تصريح لها بعد فوزها أعلنت “تساي” أن الشعب إنتخبها لتدافع عن سيادة تايوان، مشيرة الى أن إهتمامها سيتركز بالدرجة الأولى على جيل الشباب الذي يشكل الغالبية العظمى من أنصارها، ويرى فيها المنقذ من المشاكل التي تعاني منها البلاد، و في مقدمتها الفقر المدقع وإنخفاض الأجور وقلة الوظائف والمخاوف السياسية والجيوسياسية في شرق آسيا ومن بينها الضغوط التي تمارسها الصين على تايوان. وتعهدت “تساي” كذلك بالتعاون مع الأحزاب السياسية الأخرى في البلاد بشأن القضايا المهمة.

ورغم أن الحزب الديمقراطي الذي تتزعمه “تساي” يدعم رسمياً إستقلال تايوان، إلاّ أن الأخيرة تؤكد إنها ستسعى للحفاظ على السلام والاستقرار في العلاقات مع الصين، مشددة في الوقت ذاته على أن ذلك يجب أن يكون إنعكاساً لإرادة الشعب، وألا تحدث أي استفزازات أو حوادث تسيء للعلاقات بين الجانبين.

وتجدر الاشارة الى أن الصين وتايوان أبرمتا اتفاقاً ضمنياً في العام 1992 يجزم بأن هناك “دولة صينية واحدة”، وقد تُرك الخيار لكل طرف بتفسير ذلك كما يراه مناسباً . ولكن مع ذلك حذّرت بكين مراراً من أنها لن تتعامل مع أيّة دولة لا تعترف بأن تايوان جزء من “الصين الواحدة”.

ويذكر أن حزب الحزب القومي الصيني “كومنتانغ” المنافس الرئيس للحزب الديمقراطي التقدمي الذي حكم تايوان معظم العقود السبع الأخيرة، هو الذي أشرف على تحسين العلاقات مع الصين.

وتجدر الاشارة كذلك الى أن تايوان وهي جزيرة تقع في بحر الصين بشرق آسيا تُعرف رسمياً باسم “تايبيه الصينية” في منظمة التجارة العالمية، وكانت قبل عام 1949 جزءاً لا يتجزأ من الصين، ويقدر عدد سكانها حالياً بحوالي 23 مليون نسمة، ولهذا تعد من أكثر المناطق ازدحاماً في العالم.
وفي أوائل عقد التسعينيات من القرن الماضي، شهد التبادل الإقتصادي بين بكين وتايبيه إزدهارا كبيراً، ووصلت الاستثمارات التايوانية في الصين في عام 2005 الى حوالي 50 مليار دولار. وبالرغم من كونها ظاهرة إقتصادية إيجابية للإقتصاد التايواني إلاّ أن العديد من المستثمرين التايوانيين يبدون قلقهم باستمرار من إعتماد إقتصاد بلادهم على الإقتصاد الصيني، في حين يرى البعض الأخر أن ذلك يجعل من التدخل العسكري الصيني أمراً مستبعداً، لإعتقاده بأن هذا التدخل لا يصب في مصلحة بكين وسيكلف إقتصادها الشيء الكثير.

ورغم وجود علاقات إقتصادية بين الجانبين ظلت العلاقات السياسية بين الصين وتايوان معقدة طيلة العقود الماضية، حيث لا تعترف أيّ منهما بالأخرى،. ولازالت حكومة جمهورية الصين الشعبية تهدد بمقاطعة أية دولة تعترف بتايوان، لذلك تفضل معظم دول العالم تبادل بعثات إقتصادية مع الأخيرة بدلاً من البعثات الدبلوماسية الرسمية.
المدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق