التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

كاميرون والغزل السعودي: تأكيدٌ على التورط في عدوان اليمن ودعم تنظيم داعش الإرهابي 

في ظل السياسة العالمية المُتقلِّبة، تخرج الى العلن تصريحاتٌ قد لا تكون مُستغربة لكنها تُظهر حقائق الدور الغربي المشبوه في المؤامرة على شعوب المنطقة. هذا ما يمكن بإختصار، إطلاقه كتوصيفٍ على تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأخيرة، والتي دعم فيها السعودية وعدوانها على اليمن، وحاول تبرئتها من دورها في دعم تنظيم داعش الإرهابي. فماذا في تصريحات المسؤول البريطاني؟ وكيف يمكن قراءة دلالاتها السياسية؟

تصريحات كاميرون المُستَغربة:

قام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالدفاع عن علاقات بلاده مع السعودية، رافضاً الإدعاءات التي تقول بدعم السعودية لعناصر متطرفة، ومؤكدا أن تعاون بلاده مع الرياض أدى لإستفادة لندن كثيراً في مجال أمن المعلومات، وأنها تقوم بدور كبير في مقاومة تمدد تنظيم داعش وتوسع المتطرفين. وقال كاميرون في تصريحات لـ “BBC” نشرتها صحيفة الإندبندنت منذ يومين، أن علاقات بلاده مع السعودية تعتبر أمراً مهماً لأمن بريطانيا. وهو الأمر الذي يعتبر مستغرباً، في ظل الأحداث الجارية والتي تقودها الرياض لا سيما عدوانها الأخير على اليمن، ومجاهرتها بدعم التنظيمات الإرهابية.

وأكد كاميرون أن صادرات الأسلحة البريطانية سواء للسعودية أو لغيرها، تخضع لضوابط صارمة لاستخداماتها في أي مكان في العالم، وأن هناك اطمئناناً لأغراض استخدامها، واطلاعاً على ما يقوم به التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن. ولم يكتف كاميرون بذلك بل اعترف بأن الصورة السلبية التي يراها الشعب البريطاني في السعودية هي مشكلة، يجب العمل على تصحيحها، عبر الإعلام لتغيير وجهة نظر الرأي العام البريطاني.

الدلالات والتحليل:

لا شك أن تصريحات كاميرون تُثير مرةً أخرى موضوع الدور البريطاني المشبوه. لكن العديد من الأمور تحتاج للأخذ بعين الإعتبار. وهنا نشير للتالي:

إن قيام كاميرون بالدفاع عن الرياض، بغض النظر عن المصلحة بينهما أو السبب في ذلك، يعني دعمها في سياساتها العدوانية في المنطقة. وهو الأمر الواضح لا سيما بعد أن أشار كاميرون لإطمئنانه لأغراض السعودية من استخدامها للأسلحة البريطانية. وهو الذي قد يُفهم بأنه محاولةٌ لتمرير دعمٍ مُبطَّن للسعودية في استكمال عدوانها على اليمن.
لا بد من الإشارة الى أنه ليس من المُستغرب دعم بريطانيا للرياض. فلا فرق بين العقلية التي تُدير في الرياض، عن تلك التي أوصلت كاميرون للحكم. ولعل القاسم المُشترك في كُره العرب والسعي لإفتعال المشاكل لهم، قد يجمع الطرفين. فيما يمكن استغراب مساعي كاميرون، لتبرئة السعودية من أفعالها في اليمن أو دعمها لداعش. لا سيما في وقتٍ ندَّدت العديد من الجهات والمنظمات الدولية، بالجرائم التي تقوم بها الرياض في اليمن. الى جانب أن العديد من الأطراف في أوروبا لا سيما المعارضة السياسية، وتحديداً في فرنسا وبريطانيا، طالبت حكوماتها بإعادة النظر لطبيعة العلاقة التي تربط دولها بالسعودية.
من هنا، فإن كلام كاميرون لا يُعبِّر إلا عن رأيه الشخصي، في ظل معارضةٍ بريطانية على الصعيد الشعبي، لسياسات السعودية وعلاقات لندن معها. وهو العقبة التي اعترف بها كاميرون حين قال إنه يجب تغيير نظرة الرأي العام البريطاني تجاه الرياض. وهو الأمر الذي يعكس من جهةٍ أخرى، حجم تراجع شعبية الطبقة السياسية الحاكمة في بريطانيا والتي تعارض سياسة التقارب مع السعودية.
أخيراً فقد أكد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان مراراً، بأن القوات الأمريكية والبريطانية تشارك في غرف العمليات التي تقود العدوان على اليمن. وهو الأمر الذي يمكن اضافته الى تصريحات كاميرون، لنجد أن تقديم العون العسكري للرياض عبر المشاركة في التخطيط أو توقيع صفقاتٍ بمليارات الدولارات، يدل على حجم الدور المشبوه لبريطانيا في العدوان على اليمن. بل إن ذلك يؤكد حجم التواطئ البريطاني تجاه شعوب المنطقة، وأن هذا الدعم مُقرَّر من قبل الأطراف الرسمية في لندن.
إذن مرةً أخرى، تتأكد الحقائق حول تكامل الأدوار بين الغرب والرياض. لنجد أن التصريحات ليست إلا دليلاً إضافياً على حجم المؤامرة على المنطقة والتي يدعمها الغرب. فيما لا يمكن استغراب الوقوف البريطاني الى جانب السعودية، ومحاولة تبرئتها من دعمها لتنظيم داعش الإرهابي. بينما يمكن القول إن بريطانيا ليست بعيدةً عن الدور الداعم لداعش. وبالتالي فإن تصريحات كاميرون بحق السعودية هي كمن يتحدث عن نفسه. فيما يبقى الرهان على وعي الشعوب الغربية وتحديداً الرأي العام البريطاني. والذي يبدو أنه غير راضٍ عن سياسة حكومته تجاه شعوب المنطقة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق