التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الترهيب من ايران، الخديعة لإخراج التطبيع مع الكيان الإسرائيلي إلى العلن 

لا ينفك نظام العائلة الحاكمة في السعودية من ترهيب شعوب وحكومات المنطقة من ايران، حملة الترهيب هذه اشتدت بعد الإتفاق الإيراني والسداسية الدولية، وبعد سريان مفعول تنفيذ الإتفاق شهدت وسائل الإعلام السعودية والكيان الإسرائيلي بالخصوص قلقاً وتخوفاً منه. مما لا شك فيه للكثير من شعوب العالم العربي والإسلامي وحتى الغربي منها أن حملة الترهيب هذه حملة تفتقد إلى الواقعية سواء في أصلها أو مبرراتها، فسواء أرادوا أم لم يريدوا فهم يدركون أن ايران وعلى مدى السنوات منذ انتصار الإرادة الشعبية فيها وقيام الجمهورية الإسلامية إلى يومنا هذا قامت على مبادئ الوحدة والتعاون وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير، حتى أصبحت بفضل سياساتها صديقة الشعوب عدوة الحكام، نتاج سياساتها تلك هو ما يقلق بعض الأنظمة الحاكمة. في هذا المقال سنحاول الإشارة إلى الأهداف من حملة الترهيب الأخيرة حيال ايران.

الترهيب، خديعة الإنتقال من العلاقات السرية مع الكيان الإسرائيلي إلى العلن

ايران بعد الإتفاق والسداسية الدولية، وبعد أن حصّلت مطالبها وحافظت على حقوقها المشروعة تحولت إلى قوة عالمية، هذه القوة بلا شك لم تأتِ نتيجة الإتفاق، إنما قدراتها وسياساتها على مدى السنوات هي التي وضعتها بموقع القوي وساق الأمور إلى الإتفاق، هذا الإتفاق أيضاً لا شك أنه جعل من محور المقاومة والممانعة والتي فيه ايران العصب الأساس والدور الفاعل قوة لا يستهان بها وينظر إليها على أنها ستترجم بإنتصارات واضحة المعالم خلال السنوات القادمة.

بالإنطلاق من المقدمة سابقة الذكر ومع الأخذ بعين الإعتبار العلاقات السرية شبه العلنية في بعض الجوانب بين الكيان الإسرائيلي وبعض الأنظمة الحاكمة وبالخصوص السعودي منها، وبعد سلسلة الإخفاقات التي شهدها محور الأنظمة والكيان بوجه الشعوب، ومع ازدياد الحاجة لديهم للبحث عن مزيد من التنسيق والتعاون لإثقال مخطط ضرب التحركات الشعبية فإن الترهيب الذي يمارس بوجه ايران ينظر اليه على أنه مقدمة للإنطلاق منه نحو علاقات علنية مع الكيان الإسرائيلي بعد أن كانت شبه سرية، الأنظمة والكيان يعملون بتناغم في مخطط لإقناع الشعوب العربية بضرورة وطبيعيّة هذه العلاقات. وإن كان مآل هذه الجهود بلا شك الفشل، إلا أن العمل بهذه الروحية لا شك سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها إن كان من ناحية الهدف أو الآليات المتبعة للوصول إليه.

تحويل الأنظار عن العدو الأساس، دعم خطوط الإرهاب

يدرك الكيان الإسرائيلي والأنظمة العائلية أن ايران دولة تتجذر فيها مبادئ الحرية والديمقراطية بأروع أشكالها ونبذ الإرهاب والعنف وسياسات القتل، وفي الجانب الآخر فهم يلمسون التحركات الشعبية العربية والإسلامية والتطلعات لديهم وبالخصوص مؤخراً بالإنطلاق نحو واقع الدولة القوية المستقلة الديمقراطية التي تضع من مصلحة الإنسانية والشعب مرتكزاً في إدارة البلاد، وعليه فهم يعلمون جيداً أن أي انتصار سياسي تحققه ايران وبالخصوص كالإنتصار الأخير على مستوى عالمي سيكون عامل تحريك لشعوب المنطقة للمطالبة بالحذو بخطوات ايرانية.

التحركات والمطالبات هذه لا شك أنها ستنعكس ايجاباً في الخانة التي ستضرب السياسات المنتهجة من قبل الكيان والأنظمة والقائمة على دعم الإرهاب والفكر التكفيري، وهي ستوجه أنظار الشعوب بقوة نحو الجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني من الإستيلاء على أرضه بالدرجة الأولى إلى مجازر القتل والتنكيل بالدرجة الثانية، وهي ستلفت الأنظار أكثر إلى سياسات الأنظمة القمعية التي جعلت من دعمها لجماعات الفكر التدميري مرتكزاً لها والتنكيل والإعدام والتعذيب بحق شعبها أساساً لحكمها. فسياسات ايران محرك الشعوب نحو الصداقة والسلام والإستقرار والتعاون، وسياسات الكيان والأنظمة تمزيق المنطقة وبث روح الشقاق والخلاف والضغينة، ولا شك أن التناقض في السياسات هو ما يفسر حملة الترهيب من جهة، ومساعي الكيان والأنظمة للإنطلاق نحو مزيد من التنسيق والإنطلاق نحو علاقات علنية بعد أن كانت سرية.

ان سياسة ايران مستمرة بتغليب الحكمة والمنطق على الإنفعالات والخصومات المصطنعة، وهي تثبت يوماً بعد يوم أنها وبسياساتها تلك ومهما بلغت التحديات، ستكون قادرة على الإسهام في بسط روح الوحدة والتعاون والإستقرار في المنطقة، وستبقى صامدة مع تطلعات الشعوب بوجه التدخلات الغربية الإستعمارية، وستعمل على مزيد من تمتين العلاقات مع القوى الفاعلة والمؤثرة والتي بإمكانها دعم خيارات الشعوب، وستستمر بمحاولاتها حتى اقناع بعض الأنظمة العربية الحاكمة بضرورة التخلي عن سياساتها الخاطئة والتوجه نحو آلية تعامل مشترك تثمر في مصلحة الشعوب.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق