التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ماذا وراء زيارة شي جين بينغ للجمهورية الإسلامية الإيرانية ؟ 

زيارة الرئيس الصيني لإيران كانت مقررة منذ ما يقارب العام تقريباً، وقد تم تأجيلها إلى اليوم لحساسية الموقف بسبب العدوان السعودي على اليمن والذي كانت فيه الصين بموقف غير المشجع، واليوم وبعد أن طال العدوان من دون أن تتوفر خارطة زمنية لإنتهائه ومع التصعيد السعودي الأخير بإعدام الشيخ النمر ومع الحاجة الصينية لهكذا زيارة، فلم يعد من مجال لتأجيل هكذا زيارة، ولهذا شمل برنامج الزيارة للرئيس الصيني السعودية أيضاً، فالصين تعمل وفق سياسة تحاول فيها المحافظة على علاقاتها مع الدول الثلاث ايران ومصر والسعودية، وعليه فإن أغلب الظن أن موعد الجولة الحالية لا يرتبط بجهد دبلوماسي للوساطة بين ايران والسعودية إثر تدهور العلاقات بين البلدين.

تحولات في السياسة أم تعزيز للمصالح المشتركة

زيارة الرئيس الصيني لإيران وصفت في الصحافة الصينية والإيرانية على أنها حدث استثنائي للعلاقات التي تجمع بين الدولتين، فإتصالات الأعمال والتجارة والتبادلات الثقافية بين البلدين لم تتوقف مطلقاً حتى في ظل الحصار الإقتصادي على ايران، ولذلك ينظر إلى الزيارة على أنها ستترك أثراً لا يمحى في تاريخ الزيارات الثنائية الرفيعة بين طهران وبكين. فالزيارة والتي تأتي بعد عام على زيارة الرئيس روحاني لبكين بعد أن كانت مقررة في وقت سابق من المتوقع أن يتم التبادل فيها بين الطرفين وجهات النظر حول العلاقات المشتركة في كافة الصعد والأزمات العالمية المشتركة. وهي وفق وجهة نظر الطرفين ستساعد في تعزيز التعاون بين ايران والصين في السياسة والإقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والثقافة.

بناء عليه فلا ينظر لزيارة الرئيس الصيني على أنها ملامح جديدة في السياسة الصينية، فبكين تعتمد بشكل كبير على المنطقة لتوفير امداداتها من النفط والغاز وتصريف انتاجها الصناعي، ومع الأخذ بعين الإعتبار الطابع الإقتصادي الذي يلف الزيارة فلا يبقى من رابط بينه وبين الدور الصيني كونه متفرجاً على ما يحدث في المنطقة، فالصين وايران عززتا التعاون في المجال الإقتصادي والتجاري فيما بينهما حتى بلغ حوالي 50 مليار دولار في العام 1994 بعد أن كان 500 مليون دولار في العام 1984 أي أنه تضاعف 10 مرات خلال عشر سنوات، وحالياً تعمل نحو 100 شركة صينية في مختلف المجالات في ايران. هذا ولإيران دور نشط وفاعل للغاية في تعزيز دور المبادرة الصينية (الحزام والطريق) التي اطلقتها عام 2013 لتحقيق اندماج الصين في الإقتصاد العالمي، وعليه تأمل الصين أن تتمتع العلاقات الثنائية بين البلدين بالمزيد من الإزدهار وفق هذه المبادرة.

أولاً: لا شك أن توقيت الزيارة مرتبط بشكل وثيق ولم يعد قابلاً للتأجيل بتاريخ إنهاء العقوبات الغربية المفروضة على ايران، ومع وجود خطة اقتصادية ايرانية لإستقبال الإستثمارات من جهة ورفع مستوى صادراتها، وفق ذلك تسعى الصين للمحافظة على مصالحها الإقتصادية مع ايران بل وتطويرها، والحصول على حصة أكبر لها من المشاريع الإقتصادية والإستثمارية الضخمة، والحصول على قدر كافٍ من الإنتاج النفطي لضمان استمرارية سد حاجاتها.

ثانياً: تملك الشركات الصينية حظوظاً كبيرة للإستثمار في ايران في مجال بناء السكك الحديدية والطرق وتشييد خطوط النقل للنفط والغاز، وتهتم الصين بإشراك إيران في مشروعها لإعادة احياء طريق الحرير البري والبحري فيما اصطلح على تسميته (الحزام والطريق)، ويهدف المشروع إلى بناء طريق يصل الصين بأوروبا عبر اليابسة بالمرور من بلدان آسيا الوسطى وإيران وتركيا، وطرق بحرية عبر بحر قزوين والبحر الأسود والأحمر والمتوسط، ويتضمن المشروع شق آلاف الكيلومترات من الطرق، وتأهيل عدد من الموانئ البحرية، وإقامة مناطق تجارة حرة. وتعهدت الصين بتغطية معظم تكاليف هذا المشروع العملاق وأطلقت لهذه الغاية بنك الإستثمار الآسيوي برأس مال اولي يقدر بنحو 100 مليار دولار وهو ما يعادل نصف رأس مال البنك الدولي.

ثالثاً: للصين طموح في الحفاظ على اسواق تصريف انتاجها بل وفتح اسواق جديدة لها، ومع ارتفاع مستوى الإضطرابات في المنطقة بسبب التدخلات الغربية، ولكي تحافط بكين على دورها الإقتصادي وأسواق التصريف، تحتم عليها تقوية علاقاتها السياسية وتعزيز دورها ورفع مستوى الزيارات للمنطقة، خاصة في ظل البيانات الإقتصادية الصينية مؤخرا والتي تؤشر على تراجع ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وتعزز المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في أزمة جديدة في ظل تراجع أسعار النفط والأسهم وتباطؤ معدلات النمو في الاقتصادات الصاعدة. وهناك تراجع في معدلات نمو الاقتصاد الصيني من 10% سنويا لنحو 6%، وهو يقود العالم لحالة من الرعب في الأسواق.

رابعاً: من المقرر التوقيع على وثيقة أو وثيقتين في الشأن النووي خلال الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى طهران، فهناك رغبة لدى العديد من الدول في أن تحتل دوراً في الإسهام بإعادة تصميم مفاعل أراك من بينها الصين، ويأتي اختيار الصين عن غيرها من البلدان الراغبة لأسباب فنية وسياسية. وقد لا يكون من المستبعد أن تهيأ بعض المعدات والأدوات اللازمة من فرنسا وألمانيا مثلاً اللتين ترغبا بلعب دور في ذلك.

خامساً: موقف الصين كان واضحاً منذ البداية وهو عدم تأييدها لمجريات الاحداث في سوريا والعراق والقائمة على دعم جماعات الفكر التدميري التخريبي من قبل أمريكا وحلفائها في المنطقة، وبعد النجاحات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في التصدي للمشروع التدميري، وبعد التحرك الروسي الأخير والذي صب في خانة الدعم للجيش السوري في تصديه لتلك الجماعات، ومع بروز الحاجة الصينية للعب دور أكبر في المنطقة يأخذ طابعاً سياسياً، فإن الحديث يذهب إلى أن من أهداف زيارة الرئيس الصيني إلى طهران قد يكون كسلسلة من مقدمة لتحرك صيني يتوافق مع مجريات الأحداث لما يخدم مشروع التصدي لفكر الجماعات الإرهابية وهو ما قد يتم تناوله في الزيارة لطهران والتي سيصلها رئيس الجمهورية الصينية اليوم الجمعة.

الوقت – زيارة الرئيس الصيني لإيران كانت مقررة منذ ما يقارب العام تقريباً، وقد تم تأجيلها إلى اليوم لحساسية الموقف بسبب العدوان السعودي على اليمن والذي كانت فيه الصين بموقف غير المشجع، واليوم وبعد أن طال العدوان من دون أن تتوفر خارطة زمنية لإنتهائه ومع التصعيد السعودي الأخير بإعدام الشيخ النمر ومع الحاجة الصينية لهكذا زيارة، فلم يعد من مجال لتأجيل هكذا زيارة، ولهذا شمل برنامج الزيارة للرئيس الصيني السعودية أيضاً، فالصين تعمل وفق سياسة تحاول فيها المحافظة على علاقاتها مع الدول الثلاث ايران ومصر والسعودية، وعليه فإن أغلب الظن أن موعد الجولة الحالية لا يرتبط بجهد دبلوماسي للوساطة بين ايران والسعودية إثر تدهور العلاقات بين البلدين.

تحولات في السياسة أم تعزيز للمصالح المشتركة

زيارة الرئيس الصيني لإيران وصفت في الصحافة الصينية والإيرانية على أنها حدث استثنائي للعلاقات التي تجمع بين الدولتين، فإتصالات الأعمال والتجارة والتبادلات الثقافية بين البلدين لم تتوقف مطلقاً حتى في ظل الحصار الإقتصادي على ايران، ولذلك ينظر إلى الزيارة على أنها ستترك أثراً لا يمحى في تاريخ الزيارات الثنائية الرفيعة بين طهران وبكين. فالزيارة والتي تأتي بعد عام على زيارة الرئيس روحاني لبكين بعد أن كانت مقررة في وقت سابق من المتوقع أن يتم التبادل فيها بين الطرفين وجهات النظر حول العلاقات المشتركة في كافة الصعد والأزمات العالمية المشتركة. وهي وفق وجهة نظر الطرفين ستساعد في تعزيز التعاون بين ايران والصين في السياسة والإقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والثقافة.

بناء عليه فلا ينظر لزيارة الرئيس الصيني على أنها ملامح جديدة في السياسة الصينية، فبكين تعتمد بشكل كبير على المنطقة لتوفير امداداتها من النفط والغاز وتصريف انتاجها الصناعي، ومع الأخذ بعين الإعتبار الطابع الإقتصادي الذي يلف الزيارة فلا يبقى من رابط بينه وبين الدور الصيني كونه متفرجاً على ما يحدث في المنطقة، فالصين وايران عززتا التعاون في المجال الإقتصادي والتجاري فيما بينهما حتى بلغ حوالي 50 مليار دولار في العام 1994 بعد أن كان 500 مليون دولار في العام 1984 أي أنه تضاعف 10 مرات خلال عشر سنوات، وحالياً تعمل نحو 100 شركة صينية في مختلف المجالات في ايران. هذا ولإيران دور نشط وفاعل للغاية في تعزيز دور المبادرة الصينية (الحزام والطريق) التي اطلقتها عام 2013 لتحقيق اندماج الصين في الإقتصاد العالمي، وعليه تأمل الصين أن تتمتع العلاقات الثنائية بين البلدين بالمزيد من الإزدهار وفق هذه المبادرة.

أولاً: لا شك أن توقيت الزيارة مرتبط بشكل وثيق ولم يعد قابلاً للتأجيل بتاريخ إنهاء العقوبات الغربية المفروضة على ايران، ومع وجود خطة اقتصادية ايرانية لإستقبال الإستثمارات من جهة ورفع مستوى صادراتها، وفق ذلك تسعى الصين للمحافظة على مصالحها الإقتصادية مع ايران بل وتطويرها، والحصول على حصة أكبر لها من المشاريع الإقتصادية والإستثمارية الضخمة، والحصول على قدر كافٍ من الإنتاج النفطي لضمان استمرارية سد حاجاتها.

ثانياً: تملك الشركات الصينية حظوظاً كبيرة للإستثمار في ايران في مجال بناء السكك الحديدية والطرق وتشييد خطوط النقل للنفط والغاز، وتهتم الصين بإشراك إيران في مشروعها لإعادة احياء طريق الحرير البري والبحري فيما اصطلح على تسميته (الحزام والطريق)، ويهدف المشروع إلى بناء طريق يصل الصين بأوروبا عبر اليابسة بالمرور من بلدان آسيا الوسطى وإيران وتركيا، وطرق بحرية عبر بحر قزوين والبحر الأسود والأحمر والمتوسط، ويتضمن المشروع شق آلاف الكيلومترات من الطرق، وتأهيل عدد من الموانئ البحرية، وإقامة مناطق تجارة حرة. وتعهدت الصين بتغطية معظم تكاليف هذا المشروع العملاق وأطلقت لهذه الغاية بنك الإستثمار الآسيوي برأس مال اولي يقدر بنحو 100 مليار دولار وهو ما يعادل نصف رأس مال البنك الدولي.

ثالثاً: للصين طموح في الحفاظ على اسواق تصريف انتاجها بل وفتح اسواق جديدة لها، ومع ارتفاع مستوى الإضطرابات في المنطقة بسبب التدخلات الغربية، ولكي تحافط بكين على دورها الإقتصادي وأسواق التصريف، تحتم عليها تقوية علاقاتها السياسية وتعزيز دورها ورفع مستوى الزيارات للمنطقة، خاصة في ظل البيانات الإقتصادية الصينية مؤخرا والتي تؤشر على تراجع ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وتعزز المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في أزمة جديدة في ظل تراجع أسعار النفط والأسهم وتباطؤ معدلات النمو في الاقتصادات الصاعدة. وهناك تراجع في معدلات نمو الاقتصاد الصيني من 10% سنويا لنحو 6%، وهو يقود العالم لحالة من الرعب في الأسواق.

رابعاً: من المقرر التوقيع على وثيقة أو وثيقتين في الشأن النووي خلال الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى طهران، فهناك رغبة لدى العديد من الدول في أن تحتل دوراً في الإسهام بإعادة تصميم مفاعل أراك من بينها الصين، ويأتي اختيار الصين عن غيرها من البلدان الراغبة لأسباب فنية وسياسية. وقد لا يكون من المستبعد أن تهيأ بعض المعدات والأدوات اللازمة من فرنسا وألمانيا مثلاً اللتين ترغبا بلعب دور في ذلك.

خامساً: موقف الصين كان واضحاً منذ البداية وهو عدم تأييدها لمجريات الاحداث في سوريا والعراق والقائمة على دعم جماعات الفكر التدميري التخريبي من قبل أمريكا وحلفائها في المنطقة، وبعد النجاحات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في التصدي للمشروع التدميري، وبعد التحرك الروسي الأخير والذي صب في خانة الدعم للجيش السوري في تصديه لتلك الجماعات، ومع بروز الحاجة الصينية للعب دور أكبر في المنطقة يأخذ طابعاً سياسياً، فإن الحديث يذهب إلى أن من أهداف زيارة الرئيس الصيني إلى طهران قد يكون كسلسلة من مقدمة لتحرك صيني يتوافق مع مجريات الأحداث لما يخدم مشروع التصدي لفكر الجماعات الإرهابية وهو ما قد يتم تناوله في الزيارة لطهران والتي سيصلها رئيس الجمهورية الصينية اليوم الجمعة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق