مِمَ تقي النشوة الجنسية
سرطان البروستات من أكثر السرطانات شيوعاً لدى الرجال، وهو بحسب باحثي موقع الـ “مايو كلينيك”، ينمو ببطئ ولكن ينحصر في غدّة البروستات. في مراحله الأولى لا تظهر على الرجل أيّ عوارض أو مؤشرات، ولكن في المراحل المتقدمة من المرض، يشعر الرجل بصعوبة في التبوّل، وانخفاض القوى في مجرى البول، يجد دماً في السائل المنوي، إضافة إلى الشعور بعدم الراحة في منطقة الحوض، ألم في العظام، وعدم القدرة على #الانتصاب. ليس ثمة من سبب واضح للإصابة بسرطان البروستات، لكن ثمة بعض العوامل التي تعرّض الرجل لخطر الإصابة به كالتقدّم في العمر، العامل الوراثي خصوصاً إن كان أحد أفراد العائلة قد عانى سرطان البروستات، فيصبح الخطر أكثر ارتفاعاً لدى الفرد، والبدانة أيضاً التي تجعل العلاج صعباً. أمّا من وسائل الوقاية التي يمكن أن يلجأ إليها الرجل نذكر النشوة الجنسية.
اكتشف باحثون من جامعة هارفرد الأميركية أنّ النشوة الجنسية تقي سرطان البروستات، وقد أعلنوا عن هذا الأمر في أيّار 2015 خلال المؤتمر السنوي لأطباء المسالك البولية. عمد الباحثون إلى إجراء دراستهم على 32000 رجل في صحة جيدة، وعمدوا إلى تحليل حالتهم الجنسية مدة 18 سنة. وقد وُزّع المشتركون على نحو فريقين، يضمّ الأوّل الرجال بين 20 و 29 سنة، فيما يشمل الفريق الثاني الرجال بين 40 والـ 49 سنة. سُئل المشتركون خلال الدراسة عن التردد الشهري للقذف لديهم. وقد تبيّن خلال هذه الفترة الزمنية، إصابة 3839 مشتركاً بسرطان البروستات. وقد تجلّت النتيجة في فريق الـ 40 والـ 49 سنة بشكل مذهل، إذ تبيّن أنّه من كان يقذف على الأقلّ 21 مرّة في الشهر، انخفض لديه خطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 22%، إذ بحسب الباحثين يتخلّص القذف من المواد السامة في البروستات المسببة لهذا السرطان. حتى لو تعتبر هذه النتائج أولية، يأخذها الباحثون بعين الاعتبار لكونها من الوسائل التي تقي من سرطان البروستات. لكن وإن كانت النشوة الجنسية تساعد على هذا الأمر، فذلك لا يعني أنه بإمكانها الحلول مكان نمط حياة صحي. يبقى على الرجال، إذاً، الامتناع عن التدخين، التخفيف من استهلاك للكحول، والتنويع في غذائهم.