التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

” لهذه الأسباب والمعطيات …العام 2016 هل يشهد إعلان النصر السوري ؟” 

منذ مطلع العام 2016 لاحظ جميع المتابعين لمجريات الحرب التي عصفت وما زالت تعصف بسورية تغيّراً مضطرداً في قواعد اللعبة السياسية والعسكرية، والأهم من كلّ ذلك الملف المجتمعي “المصالحات الوطنية” والذي يصبّ في مصلحة الدولة السورية التي كسبت نقاطاً عدّة، بينما خسرت قوى التآمر الكثير من نقاطها، بل تعرّت في شكل كامل أمام الجميع.

وبقراءة موضوعية للأحداث على الأرض السورية، هناك مؤشرات إلى تحسُّن ملحوظ فيما يخصّ الأمن المجتمعي والأمن الاقتصادي، رغم حجم الماسأة التي لحقت بالسوريين نتيجة الحرب على وطنهم، وفي السياق نفسه، هناك رؤية بدأت تتبلور في أروقة صنع القرارات الدولية حول الملف السوري، وتركز هذه الرؤية على وجوب تجاوز فرضية إسقاط الدولة في سورية لأنّ الوقائع على الأرض أثبتت عدم جدوى هذه الفرضية.

وهنا قد تيقن محور العدوان والتأمر على الدولة السورية أن سورية قد تجاوزت المرحلة الأصعب من عمر الحرب المفروضة عليها، ومهما حاولت دول التآمر إعادة الأمور إلى سياقها المرسوم وفق الخطة المرسومة ، فإنها لن تستطيع الوصول إلى أهدافها، لأنّ حقائق تلك الحرب تكشفت للجميع، لذلك أقرّت القوى المتآمرة على سورية بأنه يجب التعامل معها بأسلوب مختلف والانفتاح عليها لأنها ستكون، بصمودها هذا، محوراً جديداً في هذا العالم، وسيحدّد هذا الصمود شكل العالم الجديد، رغم حجم الإمداد اللوجيستي للإرهابيين بالأموال والعناصر السلاح.

ولقد كشفت تقارير شبه رسمية، وتقارير مراكز دراسات عالمية أنّ عدد الدول التي تصدر المرتزقة إلى سورية تجاوز اثنين وتسعين دولة وأنّ هناك غرف عمليات منظمة ضمن بعض المناطق المحاذية لسورية، لتدريب وتسليح هؤلاء المرتزقة ثم توريدهم وتسهيل عبورهم من أغلب المنافذ الحدودية، وخصوصاً الحدود التركية، والتي تحدثت هذه الدراسات عنها بإسهاب، شارحة كيف سمحت تركيا بعبور الآلاف من المرتزقة، لذلك من الطبيعي أن نجد اليوم كمّاً هائلاً من الإرهابيين المرتزقة قد دخل إلى سورية، بهدف ضرب المنظومة السورية المعادية للمشروع الصهيو- أميركي وأدواته، وضرب الفكر العقائدي المقاوم لهذه المشاريع، وخصوصاً المنظومة العقائدية للجيش العربي السوري واستنزاف قدراته اللوجيستية والبشرية، كهدف تتبعه أهداف أخرى في المنظومة الاستراتيجية للمؤامرة الكبرى على سورية، لأنّ تفكيك الدولة يستلزم تفكيك الجيش ومن ثمّالمجتمع ومن ثمّ الجغرافيا، وكان هذا الرهان هو الهدف الأساس من عسكرة الداخل السوري.

ومع استمرار صمود الجيش العربي السوري وتماسكه وتلاحم الشعب مع هذا الجيش العقائدي، انهارت في شكل تدريجي أهداف هذه المنظومة، أمام إرادة الجيش وتلاحمه مع كلّ كيانات الداخل السوري من شعب وقياده سياسية، رغم محاولات شيطنته إعلامياً من قبل وسائل الإعلام المتآمرة.

إنّ لهذا التماسك والتلاحم للقوى الوطنية في الداخل السوري، والتي تؤمن جميعها بقضيتها والمتفهمة لحقيقة وطبيعة هذه الحرب أبعاداً وخلفيات، ومن هنا فقد أجهض هذا التلاحم ثلاثية الجيش والشعب والقيادة السياسية خطط المتآمرين وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام، فالمؤسسة العسكرية السورية، ورغم كلّ ما أصابها، أرسلت رسائل واضحة وأثبتت أنها مؤسسة عميقة ووطنية وقومية جامعة لا يمكن إسقاطها أو تفكيكها ضمن حرب إعلامية، أو خلق نقاط إرهابية ساخنة في مناطق متعدّدة لمواجهتها.

وهنا نذكر أنّ انتفاضة الجيش السوري السريعة في وجه كلّ النقاط الساخنة، وتمشيطه الكامل للعاصمة دمشق والكثير من مناطق وارياف حلب وحمص ودرعا ، شكلا حالة من الإحباط عند أعداء سورية وأديا إلى خلط أوراقهم وحساباتهم لحجم المعركة، فاليوم سقطت يافطة “إسقاط سورية “،بتلاحم الجيش والشعب والقيادة السياسية، وليس بحديث الموفدين الدوليين مثل دي ميستورا وغيره، فاليوم وتحت ضربات الجيش تتساقط بؤر الإرهاب وتتساقط معها أحلام وأوهام عاشها بعض المغفلين الذين توهموا سهولة إسقاط سورية، وبعد سلسلة الهزائم التي منيت بها هذه القوى الطارئة والمتآمرة، بدأت هذه القوى إعادة النظر في استراتيجيتها القائمة والمعلنة تجاه سورية، ونحن نلاحظ أنّ حجم الضغوط العسكرية في الداخل بدأ بالتلاشي مع انهيار بنية التنظيمات الإرهابية، وخصوصاً بعد إشعال الجيش وقوى المقاومة الشعبية وبدعم من الحليف الروسي معارك تحريرية كبرى وعلى عدة جبهات.

ختاماً، علينا أن نقرّ جميعاً بأنّ صمود الجيش العربي السوري والتلاحم بين أركان الدولة وشعبها وجيشها للحفاظ على وحدة الجغرافيا والديموغرافيا من الأعداء والمتآمرين والكيانات الطارئة في المنطقة والتي تحاول المسّ بوحدتها، ما هو إلا فصل من فصول قادمة سيثبت من خلالها معظم السوريون أنهم كانوا وما زالوا وسيبقون بتكامل وحدتهم، صفاً واحداً ضدّ جميع مشاريع التقسيم، وسيستمرون في التصدي لهذه المشاريع، إلى أن تعلن سورية أنها أسقطت المشروع الصهيو – أميركي وأدواته وانتصرت عليه، وهذا ليس ببعيد بل يبدو أنه قريب جدّاً.

هشام الهبيشان
[email protected]

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق