التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

روسيا تلعب بالورقة الكردية في مباحثات جنيف 

تصرّ روسيا علی مشاركة الأكراد السوريين إلی جانب بقية المعارضة في محادثات السلام السورية، والتي من المقرر أن تبدأ في جنيف مع تأخير لبضعة أيام. ويبدو أن موسكو ومن خلال هذا الإجراء، تسعی لزيادة ثقلها بين المعارضين، وتمارس الضغط على تركيا في آن واحد.

وذكرت مصادر إخبارية أن روسيا تصر على حضور “حزب الاتحاد الديمقراطي” كمعارضة في محادثات السلام السورية. يعدّ حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السياسي لـ”وحدات حماية الشعب”، التي تسيطر علی المناطق الكردية في شمال سوريا.

رفضٌ أتی من معارضة “الرياض” وترکيا

لكن المعارضة السورية ومؤيديها يقولون إن الأكراد قد تعاونوا في حالات عديدة مع الحكومة السورية، والقوات الحكومية على الرغم من وجودٍ محدودٍ لها في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق البلاد، لكن الأكراد لا يقومون باستهدافهم أبداً.

وقال رئيس وزراء تركيا “أحمد داود أوغلو” في مقابلة إن “حزب الاتحاد الديمقراطي ليس معارضةً حقيقية”، وسيكون من “الخطأ” إذا أصرّ المجتمع الدولي على إدراج الأكراد بين “المتمردين”. وأكد رئيس الوزراء التركي أن “روسيا تصر على هذه القضية. بينما يمكن أن يصطفّ هؤلاء إلى جانب النظام وليس إلى جانب المعارضة”.

دور الأكراد وموقعهم في سوريا

يلعب الأكراد السوريون دوراً مهماً في التطورات الميدانية في شمال هذا البلد، ويقال إنهم المجموعة الوحيدة التي تتلقی الدعم من أمريكا وروسيا معاً، لكن تركيا تنظر إليهم من منظار سياسي وأمني مختلف، الأمر الذي يزيد من تعقيد محادثات السلام أكثر فأكثر.

من وجهة نظر أنقرة، إن وحدات حماية الشعب تعدّ الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK)، وهم إرهابيون. وقد أعلنت الحكومة التركية أن تشكيل منطقة بقيادة الأكراد بالقرب من حدودها الجنوبية، “خط أحمر” بالنسبة لها.

لکن الأكراد وبعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل المقاتلات التركية، قد تجاهلوا هذا الخط الأحمر الترکي، وزادوا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وبعد إسقاط هذه الطائرة في أوائل ديسمبر، حدّدت روسيا ظروفاً لتركيا في شمال سوريا، أصبحت أنشطة أنقرة على أساسها مقيدةً إلى حد كبير، وهي تشاهد تقدم الأكراد بالقرب من حدودها الجنوبية فحسب.

مشكلة تركيا لا تقتصر على دعم روسيا للأكراد فقط، حيث الأمريكيون أيضاً يرون في الأكراد القوة الأفضل والأكثر موثوقيةً على الأرض، والتي يمكن الاعتماد عليها في محاربة تنظيم داعش الإرهابي. وهذه العوامل هي الأخری قد زادت من ثقل وموقع الأكراد في المشهد السياسي والعسكري بسوريا.

تأکيد روسي علی توسيع وفد المعارضة

من ناحية أخرى، يبدو أن الإصرار الروسي على إدخال الأكراد في قائمة المعارضة، محاولةٌ منهم للقول إن لديهم حلفاء بين المعارضة أيضاً، ولا يدعمون الحكومة السورية فقط. لكن السعوديين يعارضون بشدة هذه الخطوة الروسية، لأنهم يعتقدن أنهم هم الجهة الوحيدة التي يجب أن تحدّد من ينبغي أن يشارك في وفد المعارضة الذاهب إلی جنيف. من جانبه أعلن رياض حجاب رئيس الوزراء السوري الأسبق والمنشقّ، والذي يتولی حالياً منصب “المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية”، أنه إذا تم إضافة أسماء أخرى إلى المعارضين، فإن هذه الهيئة ستنحسب من المفاوضات السورية. والهيئة العليا هي قائمةٌ نشرها المعارضون مؤخراً بإشراف السعودية، وفيها أسماء أولئك الذين يجب أن يشاركوا في المباحثات.

ومع ذلك، فلا يبدو أن الروس ينوون التراجع أمام السعوديين. حيث ذکرت وكالة رويترز للأنباء الجمعة الماضى نقلاً عن دبلوماسي روسي أنه: “إذا لم يتم إجراء تغييرات في الهيئة الحالية للمعارضين، أو أن هذه الهيئة قد غادرت المحادثات، فإن بلاده سوف تدعم بدلاً من المعارضين، وفداً بديلاً لإجراء المحادثات مع حكومة “بشار الأسد.” وأضاف هذا الدبلوماسي الروسي لوكالة “رويترز”، إن روسيا تبحث عن خيارين، هما إما أن يتم توسيع أعضاء الهيئة العليا المنبثقة من اجتماع “الرياض”، أو يتم تشکيل هيئة معارضة أخرى.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق