ما هي حسنات خجل المرأة
بعضهم يعدّ الخجل سلبياً عند المرأة؛ لأنه يمنعها من الانفتاح على الآخرين، ولا تستطيع مواجهة المواقف التي تتطلب الحزم والجرأة في الكلام والتعبير عن النفس. لكن بعض علماء النفس جزموا بأن الخجل غير مرغوب به عند الرجل؛ ولكنه محبب عند النساء، وما بين هذا وذاك تكشف دراسة عالمية أن هناك في الحقيقة خمسة جوانب إيجابية للخجل عند المرأة بشكل خاص.
في دراسة لجامعة ستانفورد، في ولاية كاليفورنيا الأميركية قام بها عالم النفس الأميركي فيليب زيمباردو، اكتشفت من خلال إحصائية عن طريق جملة من الأسئلة طرحت على خمسة آلاف شخص في عدة دول من العالم أن 80 % من الناس قد عانوا من الخجل في مرحلة ما في الحياة، ومن ثم تخلصوا منه، ولكن 40 % يظلون يعانون منه بشكل دائم.
ما هو الخجل؟
الخجل بحسب تعريف العلماء في الدراسة هو سلوك فردي يمنع المرأة من الاندماج بشكل فعال في المجتمع، فتصبح غير قادرة على التعبير عن أفكارها وأحاسيسها بشكل مفهوم. وهناك ثلاثة أنواع من الخجل، الخجل الموقفي أي استناداً للموقف الذي تتعرض له، والخجل الذي يحدث في مناسبات معينة، وأخيراً الخجل المزمن.
وأوضحت الدراسة التي أيدها علماء نفس برازيليون من معهد أونيفيسب، المختص بالدراسات النفسية أن الخجل هو تصرف يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الحياة. وتابعت الدراسة: “بعض الخجولين يعتقدون أنهم هم الوحيدون الذين يعانون من الخجل، لكن الحقائق والإحصائيات تشير، طبقاً للإحصائية أعلاه، إلى أن 40 % من الناس يعانون منه”.
سلبيات الخجل
الكثير من الدراسات والكتابات تتحدث بشكل سلبي عن ظاهرة الخجل، وبالمقابل ليس هناك الكثير من يتحدث عنه بشكل موضوعي؛ لذلك من المهم الحديث عن بعض الجوانب الإيجابية لهذه الظاهرة. وتطرقت الدراسة إلى الحديث عن خمسة جوانب ايجابية للخجل وبخاصة عند المرأة. فما هي هذه الجوانب الإيجابية؟
إيجابيات الخجل
– أولا: الخجل يجنب المرأة الكلام في مواقف محرجة
هناك كثير من الناس الذين يتحدثون من دون إعطاء الفرصة للآخر؛ للتعبير عن نفسه. أما الخجولة فهي على العكس تماماً إذ تبدو للآخرين مستمعة جيدة، وتظهر اهتماماً بما يتحدث عنه الآخرون. فالمرأة الخجولة عادة ما تكون هادئة ليس حباً في الهدوء، بل لأن خجلها يمنعها من الهيجان ومحاولات السيطرة على الحديث والكلام الكثير وبذلك تتجنب وضع نفسها في مواقف محرجة.
– ثانياً: الخجولة تحافظ على صورة اجتماعية محترمة
أكدت الدراسة أن النساء غير الخجولات يكشفن عن كل أفكارهن وأحاسيسهن للآخرين، وبذلك لا تكون لديهن هناك جوانب مخفية تجعلهن يتمتعن بالخصوصية في شخصياتهن، بينما المرأة الخجولة التي لا يعرف عنها الكثير فهي تبدو كشخصية مثيرة في المجتمع بحيث أن الكثيرين يبدون اهتماماً بمثل هذه الشخصية محاولين اكتشاف الجوانب المخفية التي لا تكشف عنها للآخرين بسبب خجلها، وليس بسبب الغموض.
– ثالثاً: الناس يحبون التقرب من المرأة الخجولة
أوضحت الدراسة أن المرأة الخجولة تبث شعور السلام للآخرين وتنشر الطمأنينة. كما أن الناس يعتبرونها قليلة الكلام وربما تخبئ ذكاء ومعرفة عميقة بالحياة. ولذلك يحاول الآخرون الاقتراب منها علها تكشف عن هذه المعرفة المفترضة، وكلما كانت المرأة قليلة الكلام فإنها تبدو أكثر جاذبية للآخرين. كما أن الآخرين يعتقدون أن المرأة التي لا تبوح بأسرارها تتمتع بقوة الشخصية وجديرة بالثقة.
– رابعاً: الخجولة حذرة ولا تتورط في علاقات عاطفية خاطئة
قالت الدراسة إن الخجل يمنع المرأة من الانخراط في مغامرات عاطفية ربما تتسبب في مشاكل أو تسيء للسمعة. ولهذا فإنها تبدو للآخرين كإنسانة محترمة ورصينة، وليس من السهل اللعب بعواطفها. وهذه حقيقة لأن المرأة الخجولة حذرة دائماً تجاه تصرفات الآخرين، وتحاول تجنب ما يثير خجلها الأمر الذي يجعلها مثلاً يحتذى به من قبل كثير من الناس في المجتمع. كما ثبت أنها تتلقى عروضاً للزواج أكثر من المرأة التي تحب الظهور.
– خامسا: تبعد نفسها عن المواقف العدوانية
المرأة الخجولة تبعد نفسها عن المواقف التي تبدو فيها عدوانية؛ لكي لا تقع في مطب الأخذ والعطاء والتعرض لموقف تكون عاجزة فيه عن الدفاع عن نفسها بالكلام الحاد. وقالت الدراسة: «بسبب قلة كلامها فإنها تبتعد عن الإدلاء بتعليقات لا ضرورة لها، وبذلك تبث نوعاً من الهيبة حول شخصيتها للآخرين. فالإنسان الذي يتمتع بالهيبة هو عادة من يصمت عندما يصرخ الآخرون، ومن يبدي الهدوء عندما تسخن رؤوس الآخرين. كما أن الخجل يبعد المرأة عن إظهار العدوانية تجاه الآخرين، فتبدو مسالمة ومتزنة بحسب اعتقاد الآخرين.
المنفتحات لسن أكثر سعادة
توصلت دراسة أميركية بجامعة ساوث إيست، إلى نتيجة مفادها أن المنفتحات على العالم الخارجي لسن أكثر سعادة من الخجولات أو المنطويات على أنفسهن، وجاءت النتيجة بعد دراسة أجريت على آلاف طالبات الجامعة الأميركية. وقالت الدراسة: “إن الخجولات يملن إلى جو العائلة والأصدقاء والتفكير الإيجابي، ولذلك فهن يشعرن بالأمان والسعادة بعكس المنفتحات اللاتي يذهبن للحفلات، ويحاولن التعرف إلى من هب ودب من الناس.”