التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

بدء العد العكسي لتحرير مدينة حلب 

يستعد الجيش السوري لإطلاق مرحلة جديدة من عملياته العسكرية ضد الجماعات الإرهابية في مدينة حلب. وتوضح مصادر عسكرية أن المرحلة القادمة ستكون “حاسمة” وتفوق بحجمها “معركة حلب الكبرى”، كما تفيد المُعطيات بأنّ الاستعدادات العسكريّة أُنجزت حيث يتم نقل الدبابات والأجهزة العسكرية التي بات جزء كبير منها على خطوط النار في انتظار “أمر عمليّات” يبقى مرهوناً بتقديرات القيادات العسكرية.

وترى العديد من المصادر أن جبهات حلب ستكون على موعدٍ مع جولةٍ جديدة من المتوقّع أن تفوقَ كلّ ما سبقَها من مراحل «معركة حلب الكبرى»، والتي أدّت حتّى الآن إلى قلب موازين القوى بشكلٍ جذري لمصلحة الجيش السوري وحلفائه. وخلال الفترة الماضية عكفت غرف العمليّات العسكريّة على استكمال المعطيات اللازمة، في انتظار الساعة الصفر لفتح معارك متزامنةٍ على محاور عدّة تتوّج ما تمّ إنجازُه في المراحل السابقة.

ففي الريف الشرقي، وكما كان متوقّعاً، أعيدَ تأهيلُ مطار كويرس العسكري الذي كُسر حصارُه في العاشر من تشرين الثاني، ليصبح في زمنٍ قياسي واحدةً من أشد القواعد العسكريّة جاهزيّة، ويتحوّل إلى منطقة حشد عالية الإمكانات. كذلك أتاحَت القضمات المتتالية انطلاقاً من كويرس توفير مناطق تجمّع وتشكيلٍ قريبةٍ من مدينة الباب، أبرز معاقل تنظيم داعش الإرهابي في الريف الحلبي.

في السياق ذاته، تحظى معركة مدينة الباب بأهميّة خاصّة لا تنبُعُ من رمزيّتها بوصفها أكبر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في ريف حلب، ومن أهميّتها لجهة الاقتراب من الرقّة فحسب، بل تتعدّاها إلى دور السيطرةِ عليها في تعزيز قدرات الجيش وحلفائه على الجبهة المقابلة (الريف الشمالي الغربي). فنجاح الجيش السوري في السيطرة على الباب سيؤدّي إلى توقّف عمليات تجارة النفط بين “داعش” وباقي المجموعات المسلحة، وهي عملياتٌ لم تتوقّف رغم أنّ الطرفين يخوضان نزاعاتٍ مستمرّة في الريف الشّمالي على وجه الخصوص.

استكمال ريف اللاذقيّة

في غرب سوريا، نجح الجيش السوري وحلفاؤه في تحرير بلدات المزيرعة والعوينات ورويسة المعلقة، كما سيطروا على جبل الملقى والنقطة 361 شمال غرب بلدة سلمى في ريف اللاذقية الشمالي.

جاء ذلك بعد معارك دارت مع المجموعات المسلحة أسفرت عن إحكام الجيش وقوات الدفاع الوطني لسيطرتهم على بلدة الدويركة في ريف اللاذقية، ومقتل وجرح العديد من العناصر الارهابية وتدمير تحصيناتهم واسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.

وأفاد مصدر عسكري في تصريح لـ”سانا” بأن “وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أعادت الامن والاستقرار الى قرى المزيرعة والعوينات ورويسة المعلقة وأحكمت سيطرتها على جبل الملقى والنقطة 361 شمال غرب بلدة سلمى بنحو 3 كم في ريف اللاذقية الشمالي.

ويعمل الجيش السوري للتقدم نحو 10 مناطق لا تزال خاضعة لسيطرة المسلحين تقع على الحدود مع تركيا، اهمها منطقة “كنسيا” الحدودية التي باتت في الوقت الراهن معقل المسلحين.

ريف درعا

وأما في الجنوب السوري، يستمر الجيش في مشروع تأمين مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي بعد إستكمال تحريرها من الإرهابيين الذين فرّوا نحو قرية “إبطع” المجاورة وجزء منهم توجه نحو “تل حمد” و”كوم البصل” و”كسيف السن” بإتجاه نوى (قبل تطهيرها من قبل الجيش) وسط تبادل الاتهامات فيما بينهم بالخيانة.

ونجح الجيش السوري يوم أمس بتأمين محيط الشيخ مسكين بشكل كامل من الجهتين الغربية والجنوبية بعد إنسحاب المجموعات المسلحة إلى مرتفع كسيف السن قرب نوى جراء القصف السوري المركز الذي إستهدف مواقعهم، في حين لاحقت الغارات الجوية هؤلاء إلى بلدة “إبطع” القريبة حيث وجه سلاح الجو غاراته نحوها بشكلٍ مكثف وسط ترجيحات بتحضير الجيش لعملية عسكرية نحوها.

مناطق “تل حمد” و”تل كوم البصل” لم تسعف المسلحين لكي تكون مأوى لهم من ملاحقة الجنود السوريين. هذه الأخرى سقطت يوم أمس تحت الضربات الموجعة لسلاحي الجو والمدفعية وسرعة تقدم قوات المشاة. وباتت التلتان الواقعتان شمال غرب الشيخ مسكين بقبضة الجيش السوري ما عزّز دوائر الأمان حول المدينة.

إنتصارات الجيش السوري تتزامن والإشتباكات العنيفة التي تدور بين داعش والنصرة الإرهابيين حيث قتل وجرح عدد من مسلحي “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” وأسر آخرون من التنظيم اثر هجوم مباغت نفذته “النصرة” على مراكز التنظيم في جرود الجراجير في القلمون. في المقابل، رد تنظيم “داعش” بهجوم معاكس استرد خلاله مواقعه وسيطر على مواقع جديدة للنصرة في مرتفع قلعة الحصن وسهل عجرم والمخيم العسكري ومنطقة الملاهي الواقعة شرقي بلدة عرسال. وبحسب مصادر سورية فإن الاشتباكات العنيفة بين الطرفين طالت مواقع ونقاطا في الزمراني، وادي ميرا، وجرود فليطا ـ الجراجير في القلمون ووادي الخيل في جرود عرسال، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق