نصف بداية لـ ” جنيف 3 ” في انتظار إنهاء العرقلة السعودية وحضور الإرهابيين
ستنطلق المفاوضات الجمعة، مثلما كان مخططاً، لكنني لا أعرف التوقيت أو المكان، ولا يمكنني أن أقول لكم شيئاً عن تركيبة الوفود. وسنحصل على مزيد من الأنباء لاحقا”. بهذه الكلمات أوضح المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي معالم “جنيف3” الضبابية في ظل غياب البعض وتغييب البعض الآخر.
المعلومات تتحدث عن بداية شكلية للمفاوضات أو مقدّمة المفاوضات، اليوم الجمعة، عبر لقاءات دي مستورا المنفردة مع وفد الحكومة ريثما يحصل على الموافقة النهائية من وفد الرياض.
فبعد إعلان رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات” المنبثقة عن “مؤتمر الرياض”، رياض حجاب أنه ” لن نذهب إلى جنيف”، تتحدّث المعلومات عن أنّ وفد المعارضة السورية في الرياض قد يتوجه إلى جنيف لكنه لن يدخل قاعة الاجتماعات قبل تحقيق مطالبه، وهو ما أكده حجاب نفسه في مقابلة مع قناة “العربية”، “قد نذهب الى جنيف، لكن لن ندخل قاعة الاجتماعات قبل تحقيق المطالب الانسانية”، ما يعني أن المرحلة المقبلة ستتكلّل بدخول وفد الرياض في المفاوضات خشية أن تستمر بمن حضر.
العرقلة السعودية
ورغم البداية المتعثّرة ردّ المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بأنّ “لا شروط مسبقة قبل عملية التفاوض”، فالسعودية تسعى لفرض شروط مسبقة على المفاوضات التي تأخرت لأشهر عدّة بسبب “الشروط المسبقة” فيما يخص مصير الرئيس السوري بشار الأسد. ولم تقتصر الشروط السعودية هذه المرّة على شمّاعة “الشروط الانسانية”، بل هناك خلاف حول مشاركة رئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي صالح مسلم، حيث تؤكد “هيئة الرياض” أنّها الجهة الوحيدة المخوّلة بالتفاوض مع الوفد الحكومي السوري.
رياض حجاب أوضح أنه تلقى تأكيدات من المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا أن وفد الهيئة العليا سيكون الوفد الوحيد الممثل للمعارضة في مفاوضات جنيف. وقال إن “بقية المشاركين دعاهم بصفة شخصية كمستشارين له”. وأضاف: “هناك وفد واحد لتمثيل المعارضة هو الهيئة العليا للمفاوضات، وأي كلام غير هذا سيدفع الهيئة الى عدم المشاركة في مفاوضات جنيف”.
الإرهابيون على الطاولة
بين شمّاعة “الأوضاع الإنسانية” وحصرية التمثيل، يضم وفد الرياض عدداً من الإرهابيين الأمر الذي أثار إستنكاراً روسيّاً حيث جددت موسكو رفضها مشاركة كل من “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” في مؤتمر “جنيف-3″، كما اعتبرت الخارجية الروسية الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية لروسيا بمحاولة إفشالها مفاوضات جنيف بـ”الهراء الكامل”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “يجب ألا تشارك المنظمات الإرهابية في المفاوضات. وإذا كنتم تتحدثون عن مكافحة الإرهاب فإنها يجب أن تقوم على أساس مبادئ موحدة ودون معايير مزدوجة ودون تقسيم الإرهابيين إلى أخيار وأشرار”. وأضافت “موقفنا المبدئي يتمثل في أن إشراك المنظمات الإرهابية غير مقبول. ونحن لن نتخلى عن ذلك”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن موسكو لم تعلن أبداً دعمها الكامل لسياسة الرئيس السوري بشار الأسد، ولم تعتبر كافة الجماعات المعارضة للأسد جماعات إرهابية، مضيفة “أن موسكو تشير دائماً إلى أخطاء ترتكبها دمشق”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره الأمريكي جون كيري خلال مكالمة هاتفية على ضرورة أن يمثل وفد خصوم الرئيس السوري بشار الأسد في مفاوضات جنيف كافة أطياف المعارضة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية صدر تعليقا على المكالمة الهاتفية بين لافروف وكيري جرت اليوم الجمعة 29 يناير/كانون الثاني، أن الوزير الروسي وصف محاولات بعض معارضي القيادة السورية طرح شروط مسبقة قبل بدء المفاوضات بأنها غير مقبولة، وأنها تنتهك القرار الدولي رقم 2254.
إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مجدداً ضرورة أن يشارك في محادثات جنيف أوسع طيف من ممثلي الأطر السياسية والاجتماعية الحكومية والمعارضة من داخل سوريا وخارجها.
وشدد على أن موسكو تعارض مشاركة تنظيمي “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” في المحادثات، لأنهما تنظيمان إرهابيان، مشيراً إلى أن “موسكو وواشنطن متفقتان حول انعدام أي آفاق للمحادثات من دون تمثيل للأكراد السوريين”.
في موازاة ذلك، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إنّ بلاده تعارض بشدة تحركات السعودية للسماح “لإرهابيين في قناع جديد” بالجلوس إلى مائدة المحادثات.
ورغم سياسة المماطلة والعرقلة المتّبعة من قبل “وفد الرياض”، إلا أن حزم دي مستورا في إطلاق المؤتمر بمن حضر، وكذلك إصرار كل من واشنطن وموسكو على “إطلاق المحادثات في موعدها مهما طالت مدة اكتمال عقد المفاوضين، على أن يجري الاتفاق لاحقاً ــ داخل أروقة جنيف ــ على البنود والأسماء الخلافية”، تؤكد إلتئام وفود المؤتمر في الأيام القليلة المقبلة. لذلك فإن عرقلة “وفد الرياض” مسئلة وقت لا أكثر، وبالتالي سنشهد حضور وفود الهئية العليا في الأيام القليلة المقبلة على الطاولة الأممية.
المصدر / الوقت