التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ضريبة اخلاقية باهظة تتحملها امريكا جراء دعمها للسعودية 

تحت هذا العنوان نشرت مجلة (ناشيونال إنترست) الأمريكية مقالاً بقلم الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي (دوغلاس دوغ باندو) سلّط من خلاله الضوء على العلاقة بين أمريكا والسعودية والضريبة الأخلاقية الباهظة التي تتحملها واشنطن جراء دعمها لسلطات آل سعود.

وقال دوغ باندو في مقاله: لقد حان الوقت كي تتخلص الإدارة الأمريكية من أوهامها بشأن علاقتها مع النظام السعودي، وعليها أن تضع نهاية سريعة لتحالفها المشبوه مع هذا النظام.

وأعرب باندو عن إعتقاده بأنّ الزيارات التي يقوم بها مسؤولون أمريكيون إلى السعودية بين الحين والآخر تتنافى مع المنهج السليم الذي ينبغي أن تعتمده واشنطن في علاقاتها مع الرياض، مشيراً إلى أنّ هذه العلاقات بُنيت منذ عقود طويلة على أساس حاجة أمريكا للنفط السعودي، من دون أن تكون هناك أيّ قيم أخلاقية أو معنوية تربط بين الجانبين.

وتطرق باندو في جانب آخر من مقاله إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة إلى الرياض، مشيراً إلى أنها كانت تهدف إلى طمأنة الجانب السعودي بشأن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الـ (5+1)، وبحث العلاقات بين أمريكا والسعودية في عدد من المجالات، وهذا الأمر بإعتقاد الكاتب يتنافى مع مصالح واشنطن على المدى البعيد.

وأشار المحلل الأمريكي إلى الإنتهاكات الكثيرة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السعودي من قبيل قطع رؤوس المعارضين بعد محاكمات صورية، مشبّهاً هذه الإنتهاكات بما ترتكبه الجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم “داعش” في العراق وسوريا ودول أخرى في المنطقة.

وأضاف: إنّ جميع الوثائق والأدلة المتوفرة لديه تؤكد أنّ النظام السعودي لا يعبأ بحقوق المواطنين وفي مقدمتها حق التعبير عن الرأي، وينتهج الى جانب ذلك سياسة طائفية تمنع من ممارسة الشعائر الدينية من قبل المذاهب الإسلامية التي لا تتفق مع الفكر الوهابي السلفي الذي يعتمده هذا النظام.

ونوّه باندو كذلك إلى التقرير الأخير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية بشأن إنتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، معتبراً ما ورد في هذا التقرير المؤلف من 57 صفحة بأنه يمثل دليلاً واضحاً ودامغاً على ضرورة إعادة النظر بشأن العلاقة بين واشنطن والرياض، لأن هذه الإنتهاكات لا تدع مجالاً للإدارة الأمريكية كي تتنصل من مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، مشدداً في الوقت ذاته على أن ذلك يحتم على هذه الإدارة إتخاذ مواقف مناسبة وحازمة لوقف هذه الإنتهاكات.

وفي جانب آخر من مقاله أعرب باندو عن إعتقاده بأن النظام السعودي في طريقه الى الهاوية خصوصاً بعد تدني أسعار النفط في الأسواق العالمية بصورة كبيرة، وعدم قدرة هذا النظام على معالجة أزمته الإقتصادية المتفاقمة والتي وصل العجز فيها إلى نحو 100 مليار دولار.

وأكد هذا المحلل الأمريكي أنّه من الصعب تصور إستمرار العلاقات بين واشنطن والرياض بعد كل هذه الفضائح التي إرتكبتها السعودية بشأن حقوق الإنسان، خصوصاً مع إنخفاض مستوى الحاجة الأمريكية للنفط السعودي إثر تدني أسعار النفط وإمكانية توفيره من مصادر أخرى، لاسيمّا بعد زيادة إنتاج النفط الأمريكي الذي وصل إلى أعلى مستوياته في الآونة الأخيرة من جانب، ورفع الحظر الإقتصادي عن إيران الذي سمح لها بزيادة صادراتها من النفط من جانب آخر.

وأشار الكاتب كذلك إلى دعم النظام السعودي لسلطات المنامة في قمع الثورة الشعبية في البحرين التي تطالب منذ نحو خمس سنوات بالإصلاح السياسي ونبذ الطائفية وإطلاق الحريات العامة لاسيّما حرية التعبير عن الرأي، خاتماً مقاله بالقول إنّ الإدارة الأمريكية تتحمل ضريبة أخلاقية باهظة جراء دعمها لنظام آل سعود خصوصاً في حربه غير المشروعة ضد الشعب اليمني، ودعمها المفضوح للجماعات الإرهابية والمتطرفة لإسقاط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق