التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

حصار حلب اكتمل … ما قبل جنيف 3 ليس كما بعد 

مع اقتراب الأزمة السورية من إكمال عامها الخامس يتم اليوم إجراء مفاوضات “جنيف3″، المفاوضات التي يترقبها كثيرون والتي يأمل الشعب السوري بأن تكون فاتحة لنهاية المعاناة التي طالت أكثر من اللازم، العيون تتجه نحو قرار المعارضة وحاميتها السعودية بعبارة أخرى الكرة اليوم هي في ملعب السعودية والمعارضة وخصوصاً بعد أن تقدم الجيش السوري اليوم في الميدان و سيطر على حردتنين بعد أن كان قد سيطر على دوير الزيتون و قرية تل جبين.

بدأت مفاوضات “جنيف3” ليلة یوم الإثنين بشكل رسمي بجلسة ضمت كل من “ستيفان دي ميستورا” المبعوث الدولي لسوريا و”مؤتمر الرياض” الذي قبل في النهاية بالمشاركة في المفاوضات دون شروط مسبقة بعد أن قاموا بتأخير المفاوضات 4 أيام نتيجة رفضه المشاركة.

في البداية لابد لنا من الإشارة إلى أن قبول الحل السياسي والجنوح نحو المفاوضات بدأ عملياً بعد التدخل الروسي القوي في الأزمة السورية، في الحقيقة لعب التقدم الميداني على أرض المعركة لمصلحة الجيش السوري الدور الأكبر في إعتراف حماة المعارضة وداعمي المجموعات الإرهابية المسلحة بأن الحل العسكري في سوريا أصبح غير ممكن.

معنى ذلك، السعي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية ضمن إطار جنيف1 وجنيف2. هدف الروس هو تثبيت موقفهم التفاوضي وتعزيزه من خلال التقدم الميداني للجيش السوري بمساعدة سلاح الجو الروسي ولذلك بدأ الروس منذ ذلك الحين وبالتوازي مع العمليات العسكرية في سوريا بالتفاوض مع بعض قوى المعارضة السورية، بالإضافة إلى طلب موسكو مشاركة إيران ومصر والعراق في عملية التفاوض.

يتألف الوفد المعارض الذي يشارك حالياً في مفاوضات جنيف3 من:

الأول: وفد مؤتمر الرياض المدعوم من السعودية وقطر وتركيا والمؤلف من 15عضو أساسي بالإضافة إلى 15 عضو استشاري برئاسة المقدم “أسعد الزعبي” قائد مايسمى بالجيش السوري الحر الموالي للسعودية.

لابد من أن نذكر بأن هذا الوفد تأخر 4 أيام في إعلان موافقته على المشاركة في المفاوضات بحيث لم يستطع تحمل الضغوط التي مورست عليه مما أدى إلى قبوله بشكل قسري المشاركة في مفاوضات جنيف3.

الثاني: هو 10 شخصيات من المعارضة الداخلية، دعيت من قبل المبعوث الأممي “ستيفان دي مستورا” من بينهم رئيس هيئة العمل الوطني المعارض “محمود مرعي” إضافة للممثلين عن هيئات العمل المدني والعشائر العربية.

وهنالك وفد ثالث لم يلتحق بعملية المفاوضات بعد ويعرف باسم وفد القوى العلمانية، ويتألف من عدد من الشخصيات السياسية التي أصرت الحكومة الروسية على مشاركتها في المؤتمر لكون أغلب شخصياته شاركت في مؤتمر موسكو الأول والثاني وأبز الشخصيات في هذا الوفد هم: رئيس هيئة التغير والإصلاح “قدري جميل” و رئيس مجلس سوريا الديمقراطية “هيثم مناع” ويقيم هذا الوفد حالياً في جنيف إلا أنه لم يشارك حتى الأن في المفاوضات الجارية في جنيف. كانت قد عارضت تركيا وبشدة مشاركة هذا الوفد في مفاوضات جنيف بسبب مشاركة شخصية كردية من أكراد الشمال السوري في رئاسة مايسمى بالقوى العلمانية الذي يشترك الثلاثي “قدري جميل” و”هيثم مناع” و”إلهام الأحمد” في رئاسة هذه القوى.

وأكدت المصادر بأن وفد القوى العلمانية قد يندمج مع وفد المعارضة في دمشق إلا أن كلا الوفدان يرفضان بأن يندمجا مع وفد الرياض، ما يجعل أمام جنيف 3 إحتمالين؛ الأول: أن تكون المعارضة متمثلة في ثلاث وفود مستقلة عن بعضها أما الإحتمال الثاني: هو أن تندمج المعارضة الداخلية مع وفد موسكو في مقابل بقاء وفد الرياض مغرداً خارج السرب السوري لوحده.

حيث يذكر بأن وفد الرياض ليس في أفضل حالاته وليس بيده أي من أوراق القوة التي يمكنه المفاوضة عليها أو الضغط بها.

أبرز مطالب الوفود المعارضة:

1- وقف إطلاق النار

2- تجميد العمليات العسكرية وإقاف الاشتباكات

3- إدخال المساعدات الى المناطق المحاصرة عن طريق الأمم المتحدة

4- تشكيل حكومة وحدة وطنية

ونظراً للأوضاع السيئة التي تمر بها المجموعات الإرهابية المسلحة والدول الداعمة لها وخصوصاً السعودية التي باتت تعاني من أزمات عديدة أولها الحرب اليمنية التي غرقت في وحلها بالإضافة إلى أسعار النفط والأهم الاتفاق النووي الإيراني كل هذه العوامل جعلت السعودي يفقد عقله وفي المقابل تقدم الجيش السوري واستلامه زمام المبادرة في أكثر النقاط الساخنة على امتداد الجغرافية السورية يقلص فرص تحقيق أي توافق بين الأطراف المجتمعة للتفاوض وخصوصاً بعد التقدم الميداني الكبير والمهم للجيش السوري في ريف حلب الشمالي وتحريره بلدة حردتنين بعد تحريره لدوير الزيتون وقرية تل جبين.

بذلك يصبح الجيش السوري قاب قوسين أو أدنى من إحكام الطوق بشكل كامل على مدينة حلب وحصار المسلحين المتواجدين داخل الأحياء الشرقية لحلب وفصلهم عن الخزان البشري للمسلحين وقطع طرق الإمداد عنهم وإتصالهم بتركيا. بالإضافة إلى اقترابه أيضاً من فك الحصار المفروض على مدينتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ أربع سنوات تقريباً.

وأكد ضابط ميداني أن الجيش بات على بعد أقل من كيلومترين من بلدتي نبل والزهراء ولا يفصله عنها إلا قرية معرسة الخان وهي قرية صغيرة جداً وليس لها أي أهمية عسكرية، وستكون بين فكي كماشة بين قوات الجيش واللجان الشعبية. وبهذا يكون الجيش السوري قد قطع طرق الإمدادات عن المسلحين من تركيا.

إذاً الكلمة اليوم هي للميدان من يربح في الميدان سيربح في جنيف 3 ومن يتراجع في الميدان فهو الخاسر في المفاوضات فبعد هذا التقدم الملحوظ للجيش السوري وحلفائه في ريف حلب الشمالي وحصار المسلحين في مدينة حلب فهل ما كان قبل جنيف 3 سيكون كما بعده.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق