الجعفري: التصدِّي العسكريّ للإرهاب لن يكون له جدوى ما لم يتمَّ القضاء على منابعه
بغداد ـ سياسة ـ الرأي ـ
اكد وزير الخارجية ابراهيم الجعفري،الاربعاء،ان التصدِّي عسكريّاً للإرهاب لن يكون له جدوى ما لم يتمَّ القضاء على منابعه، ومدارسه الفكريّة؛ وذلك من خلال حملة دولـيّة تستهدف تلك المنابع الفكريّة الضالة، والمُنحرفة، والتي تـُروِّج لهذا الفكر عبر المنابر، والقنوات الفضائـيّة، وشبكات التواصل الاجتماعيّ.
وقال الجعفري في كلمة العراق التي ألقاها باجتماع التحالف الدوليِّ ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة في روما ان”استمرار الدعم الدوليِّ للعراق في حربه ضدَّ داعش يُعَدُّ أمراً جوهريّاًلأنـَّها حرب ضدَّ الإرهاب العالميِّ الذي طالما حذرنا من تداعياته الإقليميّة، والدولـيّة”.
واضاف،ان” داعش يشكـَّل كارثة إنسانيّة؛ لذا فإنَّ الدعم يجب أن يستمرَّ بوتيرة أكبر، وتنسيق أوثق من أجل أن يُؤتِي ثماره، ويُحقـِّق النصر على تلك العصابات الإرهابيّة التي تحمل فكراً مُتطرِّفاً لا يعترف إلا بالقتل، والذبح، والاغتصاب، والسرقة، وتدمير كلِّ أشكال المدنيّة، والتحضُّر، والحياة الإنسانيّة”.
وتابع،ان”إرهاب الخلافة المزعومة داعش الذي لايزال يستولي على مُدُن في العراق وسورية يُشكـِّل تحدِّياً كبيراً لقواعد القانون الدوليِّ، ومبادئ الأمم المتحدة ذات الصلة بالسيادة الوطنيّة، واحترام الحُدُود الدولـيّة لدولة مُوغِلة في التاريخ، والحضارة”.
وأستعرض الجعفري”ما حققته قواتنا المُسلـَّحة، ومُتطوِّعو الحشد الشعبيِّ، والبيشمركة، وأبناء العشائر من نجاحات في استعادة المُدُن، والقرى التي تعرَّضت للاحتلال من داعش، إذ تمَّ تحرير مدينة تكريت، وإرجاع نسبة 90% من أهل هذه المدينة إلى مساكنهم، وتحرير مدينة الرمادي، وبيجي، وسنجار، وجرف النصر، والإسحاقي، وفكّ حصار عصابات داعش، ومسك الأرض في مدينة ديالى، والقرى والأقضية بعد تحرير الأراضي بحوالى 40% من التي استولت عليها داعش”.
وقال اننا”ندعو دول المنطقة إلى العمل بمزيد من الحرص على إضعاف منابع التهديدات الإرهابيّة، وعزلها، وشلِّ حركتها، ونـُكرِّر التأكيد على عدم إمكانيّة دحر الإرهاب إلا باتباع نهج يتسم بالمُثابَرة، والشُمُول، ويقوم على مُشارَكة جميع الدول، والمُنظـَّمات الدولـيّة، والإقليميّة، وتعاونها بفعالـيّة في منع التهديدات الإرهابيّة”.
ونوه الى ان”ما يزيد على مليوني عراقيٍّ لايزالون نازحين عن مُدُنهم التي استولت عليها داعش، وتسعى الحكومة العراقـيّة جاهدة لاتخاذ جميع الخطوات المُمكِنة، ووضع آليّات لحماية المُتضرِّرين، والمُهجَّرين بمَن فيهم الأطفال، والنساء، وأفراد الأقليّات الدينيّة، والعِرقـيّة، وتهيئة الظروف التي من شأنها أن تـُفضي إلى عودة النازحين، وتكفل لهم الأمان، وقد خصَّص مجلس الوزراء العراقيِّ مبلغ مليار دولار لعام 2014، وملياراً آخر في 2015 كدفعة أولى لمُساعَدة النازحين، وسيقوم باعتماد مبالغ أخرى”.
واشار الى ان”المناطق الخاضعة لسيطرة عصابات داعش الإرهابيّة شهدت انتهاكات فضيعة لحقوق الإنسان، وارتكبت داعش بحقهم جرائم ضدَّ الإنسانيّة، ولاسيَّما النساء، والأطفال، والأقليّات الدينيّة، والعِرقـيّة من المسيحيِّين، والإيزديِّين، والتركمان الشيعة والسُنـَّة، والصابئة، والشبك، والعرب، والأكراد، وأصبحت جرائم الاغتصاب، والاستعباد، وبيع الفتيات الإيزديّات كسبايا، وتجنيد الأطفال، والقتل المُروِّع بالحرق، والذبح من الجرائم المُميِّزة للعصابات الإجراميّة”.
واستدرك قائلا” تعمل حكومة العراق في برنامجها الحكوميِّ على تعميق مفهوم المُواطنة، وتلبية الحاجات المُلِحّة للمُواطِنين، وشرعت الحكومة في إجراءات إصلاحيّة تهدف إلى تصحيح الواقع السياسيِّ، والاقتصاديِّ، والتشريعيِّ، وتوحيد الصفِّ الوطنيِّ عبر توحيد جُهُود مُختلِف مُكوِّناتها؛ لذا فإنـَّنا نشهد اليوم توافـُقاً وطنيّاً عامّاً على الثوابت الوطنيّة”.
واردف ،ان”قادة العراق السياسيِّين، والدينيِّين، ومنظمات المُجتمَع المدنيِّ يُدركون جيِّداً أنَّ تعزيز الروابط الاجتماعيّة، وحماية النسيج الاجتماعيِّ للمُجتمَع العراقيِّ من خلال المُبادَرات السياسيّة، والاجتماعيّة، والإصلاحيّة التقويميّة، وتحقيق التنمية الاقتصاديّة المُستدامة، وتوفير الفرص المُتساوية لجميع أفراد المُجتمَع، وحماية حقوق الجميع هي أمور تـُشكـِّل بمُجمَلها أفضل الطرق للسلام، والأمن، والتسامح”.
وعد الجعفري ،ان”عام 2016 عاماً حاسماً للحكومة العراقـيّة لتحرير جميع المناطق التي استولى عليها كيان داعش الإرهابيِّ بمُسانـَدة التحالف الدوليِّ”.
وأقترح الجعفري،” إنشاء مركز تدريب القوات المُسلـَّحة العراقـيّة، ومركز لتبادل المعلومات، وإمكانيّة إنشاء محكمة دولـيّة تـُعنى بمُلاحَقة الإرهابيِّين والمُقاتِلين في صُفـُوف داعش، وتقديم مُساعَدات تتناسب مع حجم التخريب التي قامت به داعش لممتلكات المُواطِنين”.