التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

محلل سوري: إسقاط الطوق عن نبل والزهراء واحد من أسباب انسحاب وفد الرياض من جنيف 3 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكد الباحث في القانون الدولي والمحلل السياسي نعيم آقبيق إنه كان من المتوقع أن تعمد القوى المشغلة للمعارضات الخارجية على ضرب العملية السياسية القائمة في جنيف إذا ما تمت عملية إسقاط الطوق عن نبل والزهراء.

أقبيق بيّن إن العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش السوري خلال الأيام الماضية في الشمال الحلبي كانت تشير إلى أن الهدف الاستراتيجي الأول لهذه العملية هو فك الطوق المفروض على بلدتي نبل والزهراء منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات ونصف، وكان من اللافت أن يعلق دي مستورا بأنه يتوقع انهيار مفاجئ لمباحثات جنيف.
وبيّن أقبيق إن المعارضات العاملة وفق أجندات خارجية تدرك تماما إن قطع طريق “أعزاز – حلب”، وفك الطوق عن نبل والزهراء، سيؤديان إلى خنق الميليشيات المسلحة في حلب وريفها، وإذا ما كانت المعارضات تعرف تماما إنها لا تمتلك أي تأثير على الميليشيات إلا أنها تستفيد من هذه الميليشيات في محاولة فرض الشروط على الدولة السورية، إلا أن دمشق تثبت اليوم بفك الطوق عن البلدتين المحاصرتين من قبل جبهة النصرة والميليشيات المتحالفة معها، وبالتالي كان من الطبيعي أن تعمل القوى المشغلة للمعارضات الخارجية وخاصة وفد الرياض على دفع الأخير للانسحاب من المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، فما يحدث في الشمال السوري، والذي أدى إلى اسقاط الطوق عن نبل والزهراء، يضعف موقف الدول المعادية لسوريا.
وذكر المحلل السوري إن نبل والزهراء كانتا حاضرتين في حسابات الدول المشغلة للميليشيات حينما طرح المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا أولى مبادراته والتي كان يريد من خلالها تجميد القتال في حلب وعقد مشروع حوار في سوريا، إلا أن جبهة النصرة تحركت نحو محاولة اختراق نبل والزهراء في تلك المرحلة بطلب من النظام القطري وحليفه التركي لضرب مسار تلك المبادرة وبالفعل تمكنوا من إسقاطها يومها.
وشدد أقبيق على إن بلدتي نبل والزهراء إحدى أوراق الضغط التي كانت تستخدم من قبل القوى الداعمة للميليشيات المسلحة في الأراضي السورية، ولابد من الإشارة إلى أن الشمال السوري عموما يقلق الحكومات الإقليمية المساندة والممولة للميليشيات المسلحة الأمر الذي ينعكس من خلال العدوان على جبل عطيرة بريف اللاذقية من قبل القوات التركية، وذلك لإبقاء الميليشيات المسلحة في الأراضي السورية والعمل على الضغط على دمشق ميدانيا للاستفادة من ذلك سياسياً.
وأشار إلى ان الميليشيات المسلحة التي ترتكب جرائم حرب مستمرة في سوريا، كان من الطبيعي أن تعمل على قصف الأحياء المدنية في حلب بقذائف الهاون في محاولة لخلق معادلة ردع مع الجيش السوري المتابع لتقدمه في شمال حلب للعمل على توسيع الطوق الآمن حول نبل والزهراء من خلال استعادة السيطرة على بقية المناطق القريبة من البلدتين.
وأشار إلى أن البلدتين، دخلتا التاريخ من اوسع أبوابه بعد صمودهما بوجه الحصار لأكثر من 1200 يوم، وأطول حصار مسجل في التاريخ الحدث كان حصار مدينة ستالينغراد الروسية التي حوصرت نحو 800 يوم خلال الحرب العالمية الثانية، وصمود هاتين البلدتين هو انعكاس لصمود السوريين عموما على الحرب التي فرضت على بلدهم، ولابد من الإشادة بهذا الإنجاز التاريخي لأهالي نبل والزهراء.
وختم أقبيق حديثه بالتأكيد على إن دمشق التي رفضت الجلوس على طاولة حوار تحتوي على ممثلين عن الميليشيات المسلحة، كانت تعرف تماماً إن المفاوضات لن تصل إلى نتيجة لذا استمرت بالتعاون مع حلفائها في صناعة نصرها على الإرهاب، وكان على الأمم المتحدة والمؤسسات القانونية التابعة لها العمل على اعتقال “محمد علوش” بكونه شريكا في جرائم حرب مارستها ميليشيا جيش الإسلام التي يمثلها علوش في وفد الرياض، من خلال استهداف الأحياء المدنية بشكل عشوائي وبأسلحة محرمة دوليا، بدلا من اعتباره واحدا من دبلومسي وفد الرياض، لكن هذا يؤكد على بقاء الأمم المتحدة على سياسية النظر إلى المسألة السورية بازدواجية المعايير.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق