التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

عصر اردوغان : لا سياحة بعد الان 

بدأت انعكاسات السياسة التركية تطال الداخل، وبدأت تركيا تواجه عواقب الإنخراط في المشاريع الأمريكية وتبنيها، وحسب صحيفة الزمان التركية فإن 13 ألف فندق تركي عرضوا للبيع في منطقتي البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة التركيتين وذلك بسبب تراجع السياحة في تركية حسبما أعلنت الصحيفة التركية، ويرجع سبب تدهور القطاع السياحي في تركيا إلى السياسات التركية التي تبنتها إدارة أردوغان.

لا يمكن المرور أمام تدهور السياحة في تركيا بشكلٍ عابر، فهذا أمر خطر يدركه الأتراك جيدًا، إذ أن السياحة تعتبر أحد أهم أعمدة الاقتصاد التركي، وبلغ عدد السائحين في عام 2004 قرابة 17.5 مليون سائح، يشكل الألمان أعلى نسبة منهم ويليهم الروس ويأتي بعدهم البريطانيون، ويدر قطاع السياحة على تركيا مليارات الدولارات سنويًا على الاقتصاد التركي، إذ حقق قطاع السياحة 34 مليار دولار في العام 2014.

ورغم الأهمية الكبيرة لقطاع السياحة في تركيا، إلا أن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألحقت ضررًا كبيرًا بهذا القطاع، إذ يتبنى الرئيس التركي سياسات عدائية تجاه الأكراد وخاصة حزب العمال الكردستاني، وكذلك فإنه جعل من حدوده مع سوريا معبرًا آمنًا للجماعات التكفيرية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، وهذا ما جعل الأمن التركي معرضًا للخطر الأمر الذي انعكس سلبًا على قطاع السياحة.

وتسبب إسقاط الحكومة التركية للقاذفة الروسية فوق الأراضي السورية بتأزيم العلاقات بين موسكو وأنقرة، وعلى إثر ذلك أوقفت الحكومة الروسية الرحلات إلى تركيا ومنعت مكاتب السياحة في روسيا من إقامة الرحلات إلى تركيا، وهنا خسر القطاع التركي ثاني أكبر عدد من السائحين الذين يقصدون البلاد، وجاء الهجوم الانتحاري الذي استهدف ساحة السلطان أحمد في اسطنبول ليدعم الضربة الروسية للاقتصاد التركي، إذ على إثره حذرت الحكومة الألمانية سائحيها من قصد الأماكن المزدحمة والتي يقصدها السياح في تركيا، وبهذا خسرت تركيا أكبر عدد من السائحين الذين يقصدونها، ناهيك عن أن التوتر الأمني الذي بدأت خيوطه تلوح في تركيا أثر سلبًا على كافة السياح بغض النظر عن جنسياتهم.

آثار المقاطعة الروسية للسياحة في تركيا كانت واضحة، إذ انخفض عدد السياح الروس عام 2015 إلى 3.65 مليون سائح مقارنة مع 4.5 مليون سائح في العام الذي سبقه، وتهاوى قطاع السياحة في الربع الثاني من العام 2015 بمقدار 13%، ومنذ أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وبعد تأزم العلاقات بين موسكو وأنقرة بدأ عدد السائحين الروس بالانخفاض، إذ انخفض عددهم بنسبة 46% في شهر كانون الأول/ديسمبر مقارنة بالفترة نفسها من عام 2014.

وفي بداية عام 2015 كانت عائدات السياحة تعطي موجة من التفاؤل بالنسبة للأتراك، إذ ارتفع معدل الدخل السياحي التركي خلال الأشهر الأولى من عام 2015 بنسبة 1.3% مقارنة بنفس الفترة من العام الذي سبقه، وبلغت عائدات السياحة قرابة 4.8 مليار دولار حسب ما أعلنت مؤسسة الإحصاءات التركية، ثم جاء حدث سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء وإيقاف روسيا رحلاتها السياحية إلى مصر لتعزز قطاع السياحة في تركيا، إذ كان من المتوقع أن يتجه السائحون الروس إلى تركيا التي يمكن لها أن تعوض ما فقدوه في مصر، حيث المناخ المعتدل، والشواطئ والطبيعة الخلابة إضافة إلى المناطق الأثرية المتعددة، لذلك جاءت التوقعات أن شهدت السياحة التركية نموًا ملحوظًا على حساب السياحة في مصر، إلا أن هذه الفرحة لم تتم، فبعد قرابة شهر من سقوط الطائرة الروسية في سيناء، سقطت الطائرة الحربية الروسية في سوريا موجهةً آخر ضرباتها إلى السياحة في تركيا.

لا يمكن فصل القطاع السياحي في تركيا وكذلك في أي بلد في العالم عن الأوضاع الأمنية والسياسية، ولهذا فمن الطبيعي أن نشهد في الفترة المقبلة تدهورًا أكثر في الاقتصاد التركي نتيجة تدهور قطاع السياحة، وخاصةً إذا ما اضطرت تركيا إلى مواجهة التنظيمات التكفيرية التي زرعتها على حدودها مع سوريا، ولهذا فإنه من الطبيعي أن تشهد السياحة في تركيا هذا التدهور.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق