التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

كيف تروع بريطانيا مواطنيها ؟ 

لعل الشعب البريطاني لايعرف الكثير عن علاقات بلاده بالسعودية، أو لعله يعرف شيئا قليلا من هذه العلاقة علی أنها تاتي في سياق تأمين المصالح الوطنية لبريطانيا ولهذا لم نر الكثير من الإحتجاجات من قبل الشعب البريطاني إزاء صفقات السلاح التي تعقدها الحكومة البريطانية مع النظام السعودي، بالرغم من أن السلاح الذي تبيعه لندن للرياض، يستخدم حالیا في قتل الآلاف من الاطفال والنساء وكبار السن في الیمن ومناطق اخری من الشرق الاوسط مثل سوريا ولبنان. لكن لا شك أن معلومات الشعب البريطاني عن علاقة السعودية في نمو التطرف والاشخاص الذين يحملون افكارا متطرفة في المجتمع البريطاني، قليلة جدا، ولعل قلة معلومات المجتمع البريطاني إزاء دور السعودية في تنمية التطرف في المجتمع البريطاني، تعود لتستر بريطانيا علی دور السعودية في نشر التطرف والتكفير في بريطانيا.

نعرف جميعا أن بريطانيا والسعودية لعبتا دورا جوهريا في تكوين داعش وتعزيز قدراته لمواجهة سوريا والعراق، وبدأ هذا التعاون منذ زمن «أبومصعب الزرقاوي» عندما كان زعيما لجماعة ما تسمی بـ”التوحيد والجهاد” الإرهابية في العراق، والتي تطورت فيما بعد وأصبحت تعرف بتنظيم داعش الإرهابي. وبالرغم من أن تنظيم داعش خدم المصالح البريطانية، من خلال تسببه في إنتعاش مصانع السلاح في بريطانيا، عبر عقود وقعتها لندن مع عواصم عربية، بذريعة حاجة هذه العواصم للسلاح لمواجهة الخطر الناجم عن داعش، إلا أن هذا التنظيم أصبح الیوم عاملا لترويع المجتمع البريطاني.

ومن المعروف ان كافة الجماعات التي تؤمن بالافكار المتطرفة، هي في الأساس تتغذی من الفكر الوهابي باعتباره المذهب الرسمي الذي يرعاه النظام السعودي. فبغض النظر عن أسماء هذه المنظمات الإرهابية التكفيرية، مثل داعش والقاعدة وبوكوحرام وجبهة النصرة وعشرات التنظيمات الاخری التي تعبث فسادا حالیا في سوريا ودول اخری مثل لبنان، فان جذورها ومصادرها المالیة تعود في الأساس الی الدعم السياسي والمادي السعودي، وبريطانيا تعرف ذلك أفضل من أي دولة اخری. والسؤال الذي يطرح نفسه هو، هل أن بريطانيا ستجرأ علی الاعتراف بهذه القضية أن السعودية هي العامل الرئيسي في وصول داعش الی بريطانيا ودول اخری مثل فرنسا، أم لا؟.

وإذا ما كانت بريطانيا والسعودية في بداية الأمر عملتا استخباريا ولوجستيا علی خلق داعش، لاغراض خاصة، فانه بات اليوم من الصعب التحكم بعقلية آلاف أعضاء هذا التنظيم الإرهابي، خاصة البريطانيين منهم وبعد عودتهم الی البلاد، حيث باتوا يشكلون مصدر قلق للبريطانيين. وأصبح اغلاق المدارس في بريطانيا بسبب التخوف من إجراءات إرهابية من قبل داعش، أمرا إعتياديا ومتكررا.

وفي هذا السياق فقد أعلنت شرطة لندن في منطقة “متروبوليتان”، أن التهديدات الإرهابية أدت الی اغلاق 4 مدارس في العاصمة لندن. وفي غضون ذلك أشارت صحيفة “إفنينغ ستاندرز” البريطانية في تقرير لها حول الرعب الذي تسببه المنظمات الإرهابية لدی طلبة المدارس والمسؤولين البريطانيين، أن مسؤولي هذه المدارس، يضطرون الی الإتصال بالشرطة عند إكتشافهم اجساما مشبوهة، ظنا منهم بانها قد تكون متفجرات.

لم تعرف الدول الغربية قبل ظهور القاعدة وداعش واللذين كلاهما صناعة غربية، منظمات إرهابية تمكنت شل الحياة في هذه الدول كما نراها اليوم، وأن يؤدي الخوف من هذه المنظمات الی إلغاء مراسم ليلة رأس السنة كما حدث الشهر الماضي في العديد من العواصم الغربية ومن بينها لندن. وقبل فترة أعلنت الحكومة البريطانية أنها دشنت حسابا علی موقع تويتر تحت عنوان “بريطانيا ضد داعش”، للإعلان عن الإجراءات التي تتخذها بريطانيا ضد التنظيم الإرهابي، حسبما أعلنت الحكومة البريطانية، مما أثار ذلك سخرية العديد من النشطاء في تويتر، معتبرين مثل هذه الخطوة تاتي من قبل بريطانيا للتغطية علی سياسة لندن الفاشلة في مواجهة داعش في العراق والمنطقة.

وبالاضافة الی التهديدات الأمنية والانفجارات التي نفذتها الجماعات الإرهابية في بريطانيا خلال الاعوام الماضية، فقد باتت الأفكار المتطرفة تنتشر بشكل متزايد في المجتمع البريطاني من قبل مؤيدي التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة، فقد أدانت قبل فترة وجيزة، محكمة بريطانية زوجين يدعيان “محمد عبدالرحمن” وزوجته “سناء أحمد خان” بتهمة أنهما خططا لتنفيذ تفجير انتحاري كبير في العاصمة البريطانية بالتزامن مع الذكری الـ10 لتفجيرات محطة مترو الانفاق بلندن عام 2005.

إذن حتی إذا كانت دماء شعوب منطقتنا بالنسبة لبريطانيا وسائر الدول الغربية الاخری لا تعادل شيئاً، فعلی الأقل يجب علی بريطانيا وسائر الدول الغربية الاخری أن توقف دعمها لداعش وسائر المنظمات الاخری، نظرا للأضرار التي باتت تتهدد الشعوب الغربية من قبل هذه المنظمات.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق