التمسك بالقيم النبيلة سمة بارزة لدى اليمنيين في تصديهم للعدوان السعودي
الوقت – بعد مرور أكثر من 10 أشهر على العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن تكشفت حقائق كثيرة دللت بوضوح على تمسك الشعب اليمني وقيادته المتمثلة بحركة أنصار الله بالقيم والأخلاق السامية في مواجهة هذا العدوان رغم ضراوته ووحشيته والتضحيات البشرية الكبيرة التي قدّمها ولازال يقدمها هذا الشعب من أجل حفظ عزّته وكرامته ومبادئه.
ومن هذه الحقائق:
1 – لم يرتكب اليمنيون أيّ جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية خلال تصديهم للعدوان السعودي على بلدهم الذي تشارك فيه دول كثيرة ويستهدف كل شيء لاسيّما المنازل والمدارس والمستشفيات والجامعات والطرق والجسور والمراكز الطبية ومستودعات الأغذية والأدوية ومحطات المياه والطاقة الكهربائية والمخيمات التي يقطنها النازحون. ولم تسلم من هذا العدوان حتى رياض الأطفال ومراسم الحداد أو الزفاف؛ بل طال أيضاً المزارع والبساتين وأماكن تربية المواشي والدواجن في أقصى مناطق البلاد.
2 – لم يستخدم اليمنيون أيّ سلاح غير تقليدي في مواجهة العدوان الذي إستخدمت فيه السعودية والدول الحليفة لها شتى أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً كالقنابل العنقودية والتي أودت بحياة الآلاف من اليمنيين وأكثرهم من النساء والاطفال، والتي تسببت أيضاً بتشريد الملايين من منازلهم وسط ظروف جويّة قاسية وإنعدام أبسط المستلزمات الضرورية للحياة وفي مقدمتها الوقود، وذلك بعد إستهداف جميع محطاته من قبل طائرات العدوان.
3 – إنتهكت القوات السعودية وقوات الدول المتحالفة معها ولمرات كثيرة المقررات والقوانين الدولية الخاصة بالحروب في عدوانها على الشعب اليمني، وهذا الأمر موثق بالأدلة المدعومة بالصور والأفلام لدى الكثير من المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية والإقليمية، في حين لم يسجل أيّ خرق لهذه القوانين من قبل الجيش اليمني واللجان الثورية التابعة لحركة أنصار الله حتى الآن.
4 – الهدف المزعوم والمعلن للسعودية من وراء شن العدوان على اليمن هو إعادة ما تسميه الشرعية الى هذا البلد من خلال السعي لإعادة نظام الرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي الى السلطة، وهذا الأمر يتعارض مع إرادة الشعب اليمني في السعي لتشكيل حكومة حرّة ومستقلة بعيداً عن أيّ تدخل أجنبي، فضلاً عن مخالفته للقوانين والأعراف الدولية التي تمنع تدخل أيّ بلد في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى.
5 – إعتمدت السعودية على الجماعات الإرهابية بينها “القاعدة” و”داعش” والمرتزقة من الكثير من الدول لإرتكاب جرائم بشعة بحق الشعب اليمني لاسيّما في جنوب البلاد، في حين لم تسجل في المقابل أيّ حالة من هذا القبيل ضد الجيش اليمني واللجان الثورية الشعبية.
6 – يتعرض الشعب اليمني الى حصار إقتصادي بحري وبري وجوي شامل منذ بدء العدوان السعودي على أراضيه وحتى الآن، في حين تتوفر للطرف المقابل جميع أسباب القوة المادية العسكرية والإقتصادية والدعم التسليحي والإستشاري المستمر من قبل أمريكا والكيان الإسرائيلي وأطراف دولية وإقليمية كثيرة.
7 – رغم الوضع الإنساني المأساوي لازال الشعب اليمني وقواته المسلحة ولجانه الثورية يفضلون الموت جوعاً دفاعاً عن تراب بلدهم وسيادته، لما يتمتعون به من عزّة نفس وكرامة تأبى الخضوع للظلم والعدوان والإستهتار بالقيم الإنسانية.
لهذه الأسباب والخصال الحميدة التي يتمتع بها اليمنيون يعتقد معظم المراقبين المنصفين أن الشعب اليمني سيواصل طريقه لدحر العدوان السعودي بفضل وعيه وصبره وصموده، وثقته بنفسه وتمسكه بقيمه ومبادئه رغم الصمت الدولي إزاء الجرائم التي ترتكب بحقه وعدم إمتلاكه العدّة والسلاح الكافي. وليس هناك مظلومية في الوقت الحاضر أبلغ وأدل من مظلومية الشعب اليمني وليس هناك عدوان أدل وأوضح من العدوان السعودي على هذا الشعب سوى العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني المظلوم.
المصدر / الوقت