الوساطة القطرية بين حماس وفتح ومعرقلات النجاح
كشفت مصادر اعلامية مختلفة عن سعي قطر للتوسط بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين لانهاء خلافاتهما المستمرة والاتفاق على المصالحة، ويأتي هذا المسعى القطري بعدما كانت الحركتان قد اتفقتا في السابق على تشكيل حكومة وحدة وطنية والتمهيد لاجراء انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وكذلك انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية لكن لم يتبق من ذلك الاتفاق الا اسمه.
وعلى الرغم من عدم وجود ما يدعو للتفاؤل حيال المفاوضات الآتية المحتملة بين الحركتين لكن هناك عدة قضايا ومسائل تدفع الحركتين نحو الجلوس على طاولة المفاوضات فحركتا حماس وفتح اللتان تسيطر اولهما على قطاع غزة وثانيهما على الضفة الغربية تعانيان من ظروف صعبة جدا في ادارة هاتين المنطقتين والان وبعد سنوات من القطيعة والخلافات بينهما (منذ منتصف عام 2007) يبدو ان الحركتين قد توصلتا الى نتيجة مفادها ان الاصرار على المواقف امام الطرف الآخر لن يجدي نفعا بل انه سيؤدي فقط الى اضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية.
ان السلطة الفلسطينية لم تسجل اي نجاح في هدفها المعلن وهو قيام دولة فلسطينية مستقلة عبر التفاوض مع الكيان الاسرائيلي ومن جانب آخر فإن حماس تواجه ايضا حصارا اسرائيليا ومصريا شديدا على قطاع غزة واصبحت تعاني من مشاكل جمة في ادارة شؤون القطاع وهكذا يبدو ان وحده تشكيل حكومة وحدة وطنية واتفاق الجانبين عليها هو الذي سيساعد الحركتين مع العلم ان باقي الفصائل والاطراف الفلسطينية سيدعمون بالطبع هذا الاتفاق والتصالح.
ورغم هذا يجب القول ان المفاوضات المحتملة التي ستجري بين فتح وحماس ستواجه عدة عراقيل تؤثر على مدى نجاح الطرفين في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وان أهم هذه العراقيل هي:
– ان الرأي العام الفلسطيني ليس متفائلا حيال هذه المفاوضات بسبب عجز الحركتين عن تنفيذ الاتفاقيات السابقة بينهما وهي اتفاقيات ظل معظمها حبرا على ورق ولم يرَ الشعب الفلسطيني تطبيقها ولذلك يعتقد الرأي العام الفلسطيني ان هذين الفصيلين لايستطيعان انهاء خلافاتهما المستمرة منذ سنوات في الظروف الحالية.
– ان عدم تغيير سياسات وافكار حركتي فتح وحماس يعتبر ايضا من معرقلات هذا الحوار المرتقب، وفي الحقيقة يجب القول ان حماس وفتح تسعيان الى الاحتفاظ بالمناطق التي تسيطران عليها الان بدلا من التفكير في تحقيق مصالحة وطنية.
– ان جزءا من اسباب عدم نجاح مثل هذه المفاوضات والحوارات يعود الى الاطراف الخارجية والدول العربية التي لها تأثير في الشأن الفلسطيني وبعبارة اخرى لاتستطيع قطر لوحدها انهاء الخلافات القائمة بين فتح وحماس وهي تحتاج الى دور دول مؤثرة مثل مصر لانجاح هذه المهمة لكن الحكومة المصرية الجديدة قد نأت بنفسها عن القضية الفلسطينية ولاترغب باداء مثل هذا الدور كما ان العلاقات بين حماس ومصر متوترة بعد الإطاحة بالرئيس الاخواني محمد مرسي وبسبب ميول حماس الاخوانية، وقد اتهمت السلطات المصرية حماس بالتدخل في الشأن الداخلي المصري ودعم الجماعات الارهابية الموجودة في سيناء.
ونظرا الى ما ذكرناه فإن احتمال توصل الفصائل الفلسطينية الى اتفاق ناجح فيما بينهم يبدو بعيدا وصعبا الا اذا وضعت حماس وفتح خلافاتهما الداخلية ومطالبهما الفئوية والحزبية جانبا وتبنتا نظرة شاملة وجديدة تتناسب مع الاوضاع الراهنة للشعب الفلسطيني مع وجود خطر اسرائيلي محدق ونوايا تل ابيب لشن عدوان جديد على قطاع غزة.
المصدر / الوقت