مسلسل الانتصارات للجيش السوري وانهيار معنويات الجماعات الإرهابية
تواصل وحدات الجيش السوري تقدمها نحو المناطق المحاذية للنبل والزهراء بعد تحريرهما بمساعدة الأطراف الأخري لتحالف محور المقاومة وقامت القوات السوري بتطهير بلدتين “البيانون” التي تقع الشمال الشرقي لمدينة الزهراء و”الماير” على جهة الجنوب الشرقي مدعوما بالطائرات الحربية الروسية والسورية. وبدأت القوات الشعبية الكردية بمدينة “عفرين” بتطهير قريتين “الزيارة” و”خريبة” بقرب من منطقة “شيراوا” بالتزامن مع مواصلة تقدم الجيش السوري، وإضطرت قوات “جبهة النصرة” للإنسحاب وقام كثير من الميليشيات المسلحة بالهروب برفقة أسرهم من مدينة حلب ودفع هذا التقدم السريع بمدينة حلب وسائل اللإعلام الأمريكي للتلميح بالسيطرة السريعة للقوات السوري على هذه المدينة؛ حيث أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى سيطرة قوات الجيش السوري على القرى العديدة غداة رفع الحصر عن النبل والزهراء مؤكدا أن مسلسل التقدم للجيش أثارت مخاوف المتمردين تجاه السيطرة الكاملة والسريعة على هذه المدينة.
وورد في قسم آخر من هذا التقرير “إن سيطرة الجيش السوري على حلب… يدخل ضربة شديدة على خمس سنوات من التمرد ضد الرئيس السوري بشار الأسد”. وأكد واشنطن بوست نقلا عن مدير هيئات الإغاثة على إمتداد حدود تركيا “راع مك غراث” أن المعارضين يفقدون الأراضي على التوالي كما أكد المحللين العسكريين السوريين أن الإنتصارات الأخيرة للقوات المقاومة ستفضى إلى فشل الإرهابيين بريف حلب. يقول اللواء المتقاعد بالجيش السوري “ثابت محمد” في تصريح لوكالة “فارس” للأنباء أن “تحرير النبل والزهراء سيغير المشهد للعملية العسكرية في المناطق الشمالي للحلب، لكن لم يكن هذا الإنتصار الوحيد للجيش السوري طيلة الأيام الماضية، بل يسبب قطع محور إعزاز باتجاه حلب إحكام الطوق على الإرهابيين وخاصة جبهة النصرة داخل أحياء حلب وهذا يعتبر بدء العد التنازلي لنهاية إحتلال الحلب وريفها على يد الإرهابيين. ويجب الإشارة أن فك الحصار عن النبل والزهراء يؤثر مباشرة على الصراع في محافظة إدلب؛ لأنها تعتبر من القنوات الرئيسية لإيصال المساعدات لصالح الجماعات الإرهابية بهذه المحافظة ويبدأ هذا المحور من المناطق التي تقع تحت إحتلال قوات الداعش بشمال الشرقي لحلب والمناطق التي تقع ضمن سيطرة قوات التمرد وخاصة قوات جيش الفتح بإدلب وحلب علما أن هذه الجبهة تضم أحرار الشام وجبهة النصرة التي تم تشكيلها في نهايات عام 2014 بإشراف مباشر من تركيا وقطر والسعودية وتمكن من السيطرة على إدلب في بدايات عام 2015 ويبيع داعش النفط عبر هذا المحور إلى جيش الفتح ويحصل على المواد الغذائية والإحتياجات الأخرى بالمقابل ويضع قطع هذا الطريق الذي يعتبر القناة الكبرى للوصول إلى المصادر النفطية الإرهابيين في وضع حرج للغاية مما أثار المخاوف الشديدة عند هذه الجماعات.
وأعلن موقع “سوريا دايركت” التابعة للقوات المعارضة أن قوات الجيش السوري يقطعون المحاور الرئيسية لإيصال المساعدات ويقول نقلا عن المراسلين للأطراف المعارضة “إن أزمة الوقود ستتمخض عن كارثة عسكرية وإنسانية بشمال الغرب لإدلب وإستمرار تقدم قوات النظام السوري وسيطرتهم علي معبر “باب الحوارة” الحدودي سيحكم الطوق على محافظة إدلب. وأفاد موقع “آكا إيران” أن إعلان السعودية عن نيتها إرسال القوات البرية إلى سوريا بذريعة القتال ضد داعش واجه المواقف المتباينة من جانب واشنطن وموسكو؛ حيث إستقبل وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر القرار السعودي للمشاركة في العملية البرية ضد تنظيم داعش الإرهابي قائلا أن زيادة التعاون من جانب دول الأعضاء في التحالف الدولي ضد داعش يساعد الأمريكان للتسريع في القتال ضد هذا التنظيم فيما تري موسكو هذا القرار إعلانا رسميا للحرب. ونقل “انترفكس” عن الناطق بإسم الدوما الروسي “إن إرسال القوات السعودية إلى سوريا يعتبر إعلانا عن الحرب كما رد الناطق باسم الوزارة الخارجية الروسية “ماريا زاخارووا” على تصريحات المسؤول العسكري السعودي “هل تمكن السعودية من هزيمة معارضيها في اليمن حتى قرر بإرسال قواتها إلى سوريا” كما أكد الناطق باسم الحكومة الروسية “فلادمير بسكوف” أن كرملين يتابع المشروع السعودي لإرسال القوات البرية إلى سوريا عن كثب.
المصدر / الوقت