لماذا تسعى وسائل الاعلام للتغطية على الانتصارات الجيش السوري
بعد الإنتصارات الاستراتيجية الكبيرة التي حققها الجيش السوري على الجماعات الإرهابية خلال الأيام القليلة الماضية سعت العديد من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية بينها قناة “الجزيرة” القطرية و”العربية” السعودية وصحيفة “الشرق الأوسط” الممولة سعودياً وصحيفة “لوس أنجلس تايمز” و”وكالة أنباء یونایتدبرس” وقناة “فرانس 24” وغيرها إلى التقليل من أهمية هذه الإنتصارات أو التغطية عليها لتحقيق عدّة أهداف يمكن الإشارة إلى أهمها على النحو التالي:
الإيحاء بأن التنظيمات الإرهابية في سوريا لازالت تقاوم وإنّ ما حصل على الأرض خلال الأيام الماضية لم يغيّر كثيراً من المعادلات الميدانية، في وقت أعرب فيه الكثير من المراقبين بأن إنتصارات القوات السورية والدول الداعمة لها لاسيّما روسيا وإيران وقوى المقاومة وجّهت ضربة قاصمة للإرهابيين والأطراف الداعمة لهم خصوصاً تركيا وقطر والسعودية.
سعت وسائل الإعلام المذكورة إلى إشغال الرأي العام الإقليمي والدولي بقضية النازحين السوريين الذين تزايدت أعدادهم في الآونة الأخيرة خصوصاً بعد أن عمدت تركيا إلى إغلاق حدودها بوجه هؤلاء النازحين بهدف تأليب الرأي العام على الحكومة السورية من خلال إتهامها بأنها هي التي تسببت بهذه الموجة من النزوح.
سعت هذه الوسائل إلى تسليط الضوء بشكل ملفت على مشاركة روسيا في مساعدة سوريا بضرب مقرات ومواقع الإرهابيين، وتكرار مزاعم المسؤولين الأمريكيين بشأن إتهام سلاح الجو الروسي بإستهداف المدنيين السوريين لـتأليب الرأي العام ضد موسكو.
حاولت وسائل الإعلام المذكورة تبرير إعلان السعودية وتركيا إرسال قوات بريّة إلى سوريا للإنضمام إلى ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده أمريكا لمواجهة الإرهاب لإيهام الرأي العام بأن القوات السورية والدول الحليفة لها غير قادرة على دحر الجماعات الإرهابية.
بثّت وسائل الإعلام المذكورة أفلام فيديو وصوراً مفبركة عن الوضع الإنساني للنازحين السوريين خصوصاً الأطفال والنساء، وتبين فيما بعد أنّ هذه الصور والأفلام لا علاقة لها بالواقع، وهو ما أكدته العديد من المنظمات الإنسانية بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي.
كثّفت وسائل الإعلام المذكورة من حواراتها مع الشخصيات المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد لتحريض الرأي العام ضد القوات السورية، من خلال إتهامها بإنتهاك حقوق الإنسان للتغطية على جرائم العصابات الإرهابية في هذا البلد.
حاولت بعض وسائل الإعلام خصوصاً الأوروبية إثارة قضية اللاجئين من سوريا إلى دول الاتحاد الأوروبي مجدداً بهدف تحريض هذه الدول على الحكومة السورية من خلال إتهامها بأنها هي التي تقف وراء موجات النزوح وليس الجماعات الإرهابية.
سعت بعض وسائل الإعلام التركية أيضاً الى التقليل من أهمية الإنتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه لأن هذه الانتصارات من شأنها أن تقوض مشروع أنقرة بإقامة منطقة عازلة لإيواء الارهابيين على حدودها مع سوريا وإضعاف دور الأكراد في مواجهة الإرهابيين في هذا البلد.
أخيرا ينبغي القول بأن هذه ليست المرّة الأولى التي تقوم بها وسائل الإعلام المرتبطة بأجندات غربية وإسرائيلية بتشويه الحقائق وتلفيق أضاليل ضد سوريا التي تخوض معركة مصيرية في مواجهة الزمر الإرهابية والتكفيرية رغم التحديات الكبيرة التي تفرضها الظروف الراهنة. فهذا البلد يتعرض منذ نحو خمس سنوات لأشرس هجمة إعلامية معادية غربية وإقليمية من أجل إخضاعه وإجباره على تقديم تنازلات خلال المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة لتسوية الأزمة السورية. وقد أثبتت الإنتصارات التي حققتها القوات السورية على الجماعات الإرهابية المسلحة قبيل إنعقاد مؤتمر جنيف 3 الأسبوع الماضي أن الكفّة باتت تميل لصالح حكومة الرئيس بشار الأسد رغم محاولات أمريكا وحلفائها الغربيين والإقليميين التقليل من أهمية هذه الإنتصارات لتحقيق مكاسب سياسية على حساب دماء الشعب السوري عبر وسائل وآليات غير مشروعة تهدف الى زعزعة الأمن والاستقرار ليس في سوريا فحسب؛ بل في عموم المنطقة خدمة للمشروع الصهيوأمريكي المسمى “الشرق الأوسط الكبير أو الجديد”.
المصدر / الوقت