التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

باحث سوري: “صبيان واشنطن” في الرياض وأنقرة، لن يذهبوا نحو إشعال المنطقة بشكل فعلي 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكد الباحث في الشأن الاستراتيجي السوري عيسى الضاهر ان التقارير التي تتحدث عن قرب تدخل سعودي تركي مباشر في سوريا، تبالغ كثيرا في تصوير القدرات السعودية العسكرية.

الضاهر أوضح إن التدخل العسكري من قبل النظامين السعودي والتركي كانا ومازالا حاضرين من خلال تسليح الميليشيات وتزويدها بالمقاتلين بالتشارك مع جملة من الانظمة الإقليمية وتحديداً الأنظمة الخليجية، ولكن إذا ما أردنا الحديث عن دخول عسكري نظامي لتحالف ما بين آل سعود والنظام الأردوغاني للحفاظ على الشمال السوري مشتعلا فإن ذلك يتطلب فهم موقف حلف شمال الأطلسي من هكذا تصرف، فالقارة الأوروبية المرهقة بجملة من الملفات من أهمها ملف الصراع مع روسيا في شرق أوروبا، وملف تدفق الهجرة ومخاوف ارتداد الإرهاب إلى أوروبا الغربية عبر قوارب المهاجرين، تفضي إلى أن القارة العجوز من خلال حلف الناتو لن تعطي الضوء الأخضر لتركيا أن تذهب نحو مثل هذه الحماقة العسكرية، والسياسية، فالجميع يفهم إن ذلك سيعني حربا مباشرة ما بين روسيا والناتو على المستويين العسكري والسياسي، وهذا آخر ما تتمناه أوروبا.

ولفت الضاهر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى باتت بحاجة إلى تهدئة ميدانية في سوريا لخلق هامش لمكتسباتها السياسية، وإذا ما كان الحديث عن دور للسعودية من خلال التحالف الطائفي الذي اعلنت سابقا عن تأسيسه بحجة محاربة الإرهاب وداعش، فإن المنطق يقول إن القدرة السعودية العسكرية لا تملك مواجهة الجيش السوري والقوى المؤزارة له، فهي وإن أعلنت إن نيتها محاربة داعش، إلا أن الواضح إنها تستفيد من داعش في سوريا على امتداد الأزمة السورية، وتريد الرياض خلال المرحلة الحالية ان تحوله إلى شماعة لتحظى بضوء أخضر من المجتمع الدولي للتدخل ووقف تقدم الجيش السوري في الشمال، حيث تحولت المعادلة الميدانية لصالح الجيش السوري بشكل واضح وكبير، من بعد إسقاط الطوق عن مطار كويرس وصولا إلى إسقاط حصار بلدتي نبل والزهراء.

وتابع الضاهر بالقول: “ على أرض الواقع إن حاولت السعودية أو تركيا التدخل، فالمشكلة تتثمل بالنسبة لهم في السؤال، سنواجه من..؟، فالجيش السعودي سقط سقوطا مدويا في اليمن أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة لأنصار الله، برغم القدرات المحدودة لهما، فما بالك بقدرات الجيش السوري والقوات الحليفة له، كما إن الأتراك الذين فشلوا على مد عقود في مواجهة حزب العمال الكردستاني على قلة قدراته، لن يقدروا على مواجهة الجيش السوري وحلفائه، خاصة وإن ما يجري في المعارك السورية يؤكد أن ثمة تطورا هائلا في حجم القدرة العسكرية على مستويي التخطيط والتنفيذ، ناهيك عن طبيعة التسلح السوري خلال المرحلة الماضية، وما خفي كان أعظم.

وبين إنه على طاولة الخيارات الدولية فيما يخص المنطقة، يبدو واضحا إن المحور اﻷمريكي بحاجة لشيء من الضغط الإعلامي على دمشق لإنعاش شروط هذا المحور على طاولة السياسة بعد أن تقدم الجيش السوري وسيطر على أجزاء كبيرة وحيوية من المناطق التي كانت الميليشيات المسلحة تتحصن فيها في الشمال السوري وفي الجنوب، ناهيك عن إن الكيان الإسرائيلي المنشغل في إبقاء مسار السياسة الأمريكية على خط الالتزام بملف “أمن إسرائيل”، لا يفكر مطلقا بإشعال المنطقة بحرب عالمية ثالثة، لأنه يعرف إن النصيب الأكبر من الخسائر ستكون له، بطبيعة إن محور المقاومة يدرك تماما إن نقطة ضعف المحور الأمريكي تتمثل في قصف المستوطنات الإسرائيلية من قبل حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية.

وختم الضاهر حديثه بالتأكيد على إن “صبيان واشنطن” في الرياض وأنقرة، لن يذهبوا نحو إشعال المنطقة بشكل فعلي، ولكن إذا ما تم ذلك، فنحن أمام حرب عالمية ثالثة، لن يكون فيها النصر إلا لمن يصمد طويلا في لعبة عض الأصابع، ومحور المقاومة أثبت إن صبره طويل وهو قادر على دخول هذه الحرب بنفس أطول، خاصة وإن الطابور الخامس المتمثل بالتكفيريين بدأ ينهار بشكل واضح، والقادم من الأيام سيجعل آل سعود يفكرون مليا قبل التورط بأي حماقة جديدة، فما يحدث في اليمن يكفيهم، ناهيك عن الصراعات الداخلية في أسرتهم الحاكمة على هوية وريث الملك سلمان برغم إنه مازال حيا.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق