عندما يدبر أمريكا ظهرها للجماعات المسلحة في سوريا
بعد ايام فقط من تحرير بلدتي نبل والزهراء في سوريا قالت المصادر الاعلامية ان وزير الخارجية الامريكي “جون كيري” رفض طلب الجماعات المسلحة في سوريا وحماتهم لاتخاذ اجراءات اكثر جدية مقابل تقدم القوات السورية قائلا انه يتوقع ان قسما كبيرا من المعارضين سيتم القضاء عليهم خلال الشهور الثلاثة القادمة في هجمات الجيش السوري وحلفائه، رغم نفي المتحدث باسم الخارجية الامريكية لتصريحات “كيري” فيما بعد.
وعلى ذمة موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، فقد حمل وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري”، المعارضة السورية مسؤولية فشل عملية السلام، وحذر من أن فشل محادثات جنيف يعني استمرار القصف لثلاثة أشهر حتى تفنى المعارضة.
ويقول التقرير إنه بعد ساعات معدودة من انهيار محادثات جنيف، أخبر وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” عاملين في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية لهما علاقة بسوريا بأن على البلد أن يتوقع ثلاثة شهور أخرى من القصف الذي “سيُفني” المعارضة المسلحة، فخلال حوار دار على هامش مؤتمر المانحين في لندن هذا الأسبوع، وبحسب ما أوردته بعض المصادر، وجه “كيري” اللوم إلى المعارضة السورية وحملها المسؤولية لانسحابها من المحادثات على تمهيد الطريق أمام عملية عسكرية يشنها الجيش السوري وحلفاؤه على ريف حلب.
وبحسب ما صرحت به لموقع “ميدل إيست آي” ناشطة في مجال الإغاثة، طلبت عدم الكشف عن هويتها حماية للمنظمة التي تعمل فيها، قال “كيري” بالحرف الواحد “لا تلوموني، اذهبوا ولوموا المعارضة”.
وقالت هذه الناشطة ان “كيري” قال ايضا “ماذا تريدونني ان أفعل؟ هل نذهب ونحارب روسيا؟ هل هذا ما تريدونه؟” وقد قال النشطاء في مجال الاغاثة الذين حاوروا “كيري” بأنهم شعروا بأن واشنطن بدأت تتخلى عن دعم المعارضة.
رسالة “كيري” السرية الى “الاسد”
وفي حديث مع موقع “ميدل إيست آي” ايضا قال مصدر ثالث ادعى أنه قام بدور ضابط الاتصال ما بين الحكومتين السورية والأمريكية خلال الشهور الستة الماضية، إن “كيري” مرر رسالة سريّة إلى الرئيس السوري “بشار الأسد” في أكتوبر مفادها أن أمريكا لا تريد له أن يخلع من منصبه، وادعى المصدر أن “كيري” أصر، بدلا من ذلك، على أنه يتوجب على الرئيس “الأسد” التوقف عن استخدام البراميل المتفجرة، في المقابل، ردّ “الأسد” على “كيري” بأن أمريكا تحتاج في المقابل لأن “تتوقف عن مساندة المتمردين”، بحسب ما صرح به المصدر.
وقد جاء فتح خط للتواصل ما بين “كيري” و”الأسد” بعد سلسلة من المراجعات للسياسة الأمريكية عقب فشل البرنامج الامريكي لتدريب وتسليح الارهابيين لإسقاط الدولة السورية.
ورغم قيام المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية “جون كيربي” بنفي هذا التقرير بعد ساعات من نشره والقول بأن “كيري” لم يتهم المعارضين بافشال مفاوضات السلام وليست هناك علاقة بينه وبين النظام السوري ولم يتراجع عن موقفه حيال “الاسد”، لكن هذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها نفي التصريحات المنتسبة الى “كيري” فقبل نحو 3 اسابيع قال احد المعارضين السوريين البارزين ان “كيري” قال لدى لقائه وفد المعارضين السوريين ان من حق “الاسد” ان يترشح في الانتخابات القادمة في سوريا، لكن مسؤولين امريكيين آخرين نفوا هذه التصريحات.
تحرير حلب .. نهاية الجماعات المسلحة
يقول بعض المسؤولين الامريكيين الكبار انه نظرا الى تقدم القوات السورية في المعارك الاخيرة فإن سقوط حلب يعني انتهاء الحرب وانتهاء الجماعات المعارضة في سوريا، وقد أورد موقع ديلي بيست الامريكي مقالا تحت عنوان “هل انتهت اللعبة بالنسبة لمعارضي الاسد؟” جاء فيه “اذا سقطت حلب فإن المعارضة السورية ستنتهي وان مجرى الحرب ستتغير بسرعة لصالح الرئيس السوري”، واضاف المقال ان مسؤولين في الجيش الامريكي لم يكشفا عن اسميهما قد قالا في مقابلة مع ديلي بيست ان “بشار الاسد” يمكنه ان يحقق اكبر انجاز في هذه الحرب وتغير معادلتها لصالحه في غضون اسابيع اذا تم تحرير حلب.
واضاف ديلي بيست ان مسؤولي الجيش الامريكي اجروا دراسة حول مدى قدرة الجماعات المسلحة في حلب و وجدوا ان سقوط حلب بيد الجيش السوري ربما سيحصل في خلال اسابيع.
المصدر / الوقت