التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ماذا انجزت ايران بعد الثورة الاسلامية ؟ 

كانت إيران قبل إنتصار الثورة الإسلامية عام1979 كبقية الكثير من دول المنطقة المتخلفة، تستورد مايقارب الـ 100% من احتیاجاتها خاصة في المجال الصناعي، من الدول المتطورة، ولاتوجد في إيران مراكز صناعية و بحثية، ما عدی عدد قليل من شركات التركيب، والشركات العاملة في استخراج وتكرير النفط الخام، والتي معظم من يدير أعمالها هم من البريطانييون والأمريكييون وسائر الاجانب. لكن الشعب الإيراني قرر في الـ11 من فبراير 1979 أن يبدأ مشوارا طويلا لنيل المكانة التي تليق به في شتی المجالات، العلمية والصناعية والتقنية والإقتصادية والطبية وجميع مجالات التقدم الاخری، من خلال اجتثاث النظام الشاهنشاهي الذي جثم قرونا متمادية علی صدور الإيرانيين والبسهم ثوب التخلف والفقر. وبالرغم من أن الإنجازات التي تحققت في إيران بعد إنتصار الثورة الإسلامية ورغم الحصار الجائر الذي فرضته أمريكا و الدول الغربية منذ ذلك التاريخ حتی هذا الیوم، كانت إنجازات لا يمكن إحصائها بسهولة، إلا أن بعض هذه الإنجازات مثل التكنولوجيا النووية والطب والصناعات العسكرية الدفاعية والاقمار الصناعية والنانو، قد طفت علی السطح، فاننا نسعی خلال هذا المقال التطرق بشكل موجز الی التطور العلمي والطبي فقط لاختصار الوقت. وفي البداية نشير الی عشرة أصناف من أهم التطورات التي توصلت الیها إيران في هذه الحقبة وهي:

*الإنجازات الصناعية الثقيلة والمتوسطة

*الإنجازات في مجال الصحة والسلامة

*الإنجازات الزراعية

* الإنجازات السياسية

*الإنجازات الثقافية

*الإنجازات العلمية

*الإنجازات العسكرية وإنتاج المعدات الحربية الدفاعية

*الإنجازات الإجتماعية

*الإنجازات الخدماتية خاصة في مجال بناء المدن وتطويرها

*الإنجازات الطبیة وعلاج الأمراض المستعصية

وفي مجال الاختراعات فقد وصل عدد الإختراعات التي أنجزها العلماء الإيرانييون بعد الثورة الإسلامية الی مايقارب الـ 30000 اختراع، في شتی المجالات. وتاتي معرفة التقنية الكاملة لدورة الوقود النووي، التي مكنت إيران أن تصبح خامس دولة في العالم في هذا المجال، ضمن أهم الإنجازات العلمية المهمة. وبالاضافة الی التقنية النووية فقد حازت إيران علی المكانة الـ7 في مجال علوم النانو. فضلا عن أن إيران تمكنت بعد الثورة الإسلامية أن تحتل مكانة مرموغة في الكثير من المجالات العلمية الهامة الاخری ومن بينها: الليزر والميكروالكترونيك وصناعة الروبوتات وكسب جوائز دولية في مسابقات الروبوتيك، وصناعة الكمبيوترات العملاقة القادرة علی تحليل كميات كبيرة من المعلومات خلال وقت قصير و التقدم في مجال صناعة البرمجيات (السوفتوير والهاردوير). فضلا عن أن إيران تمكنت خلال هذه الفترة أن تحصد أكثر من 362 ميدالیة من خلال مشاركتها في الاولمبيات العلمية الدولية.

وازداد عدد الجامعات بعد الثورة الإسلامية من 15 جامعة حتی وصل هذا العدد الی مايزيد علی 615 جامعة (115 منها أهلية و500 جامعة خاصة)، حيث ادت هذه الزيادة في عدد الجامعات الی زيادة غير مسبوقة في عدد طلاب الجامعات. وبينما كان عدد طلبة الجامعات قبل إنتصار الثورة الإسلامية في 1979، لا يتجاوز الـ 175 الف طالب، فقد أرتفع العدد حتی صار الیوم يناهز الـ 5 ملاين طالب. وفي سياق تطور النظام الدراسي في إيران بعد الثورة الإسلامية، فقد ارتفعت نسبة المدارس من 48 الف مدرسة حيث تجاوزت نسبتها الـ 200 الف مدرسة، مما أدت هذه الزيادة في عدد المدارس والجامعات خلال هذه الفترة الی إرتفاع نسبة المحصلين والدارسين من 35% الی مايقارب الـ 100%، حيث باتت إيران تقترب من القضاء علی الإمية بشكل كامل في البلاد.

وفي مجال المقالات العلمية حول النانو التي أنتشرت العام الماضي (2015) فقد حازت إيران علی المرتبة الـ7 دوليا، متفوقة علی دول كثيرة مثل فرنسا وبريطانيا وروسيا، من خلال نشر 6160 مقالة علمية في هذا المجال من العلوم الهامة. وفي مجال علميا وصناعيا آخر فقد تمكنت إيران من اطلاق عدد من المركبات الفضائية ومن المتوقع أن ترسل مركبات مأهولة خلال الفترة القريبة القادمة. فضلا عن التقدم الذي احرزته في مجال استنساخ الحيوانات للاغراض العلمية وفقا للقواعد الإسلامية. وفي مايخص سرعة التطور العلمي، فقد تشير تقارير المراكز العلمية الدولية الی أن تطور إيران في المجال العلمي ينمو بسرعة فائقة یصل الی 11 ضعفا مقارنة بمعدل التطور العلمي في العالم. مما تخيف هذه السرعة الفائقة من التطور العلمي في إيران، الكثير من الدول الغربية، بسبب أنه من المحتمل أن تصبح إيران في القريب العاجل، رائدة في الكثير من المجالات العلمية ومتقدمة علی الكثير من هذه الدول.

وفي المجالات الطبية فقد ارتفعت نسبة الأطباء من 15 الف طبيب قبل الثورة الإسلامية لتصل الیوم الی أكثر من 111000 طبيب في مختلف التخصصات، مما ادی ذلك الی استغناء البلاد بالكامل عن الاستعانة بالاطباء الاجانب. واضافة الی ذلك فقد أدت الخبرات التي إكتسبتها إيران في مجال إنتاج الخلايا الجذرية /الجذعية (Stem Cells) وزراعة الاعضاء البشرية الحيوية مثل الكلية وعلاج أمراض العيون ومعالجة الامراض الناتجة عن العناصر الكيماوية وجراحة المخ والأعصاب، وعلاج أمراض العقم وترميم الخلايا النخاعية، وعلاج الأمراض المستعصية ومن بينها السرطانات، حمانا الله واياكم منها جميعا، أدت هذه الانجازات الطبية الی اجتذاب الآلاف من المرضی من خارج البلاد سنويا لتلقي الخدمات الطبية والعلاجية داخل البلاد.

وفي مجال الطب أيضا فقد تحظی إيران حالیا علی المرتبة الاولی في مجال إنتاج الأدوية بين دول الشرق الاوسط من خلال إنتاجها 97% من الادوية وتصدر كميات كبيرة منها وعلی رأسها الأدوية البيولوجية الحديثة، وأنواع اللقاحات وتصدير كميات كبيرة منها أيضا خارج البلاد. وفي هذا السياق أدی ارتفاع نسبة تلقيح الاطفال من 30% الی 100%، الی اجتثاث الكثير من الامراض مثل شلل الاطفال والامراض المعدية. ونتيجة لتزايد عدد المستشفيات والمراكز الصحية وتقديم الخدمات الطبية، فقد ارتفع متوسط العمر في إيران من 57 عاما قبل الثورة الإسلامية ليصل الیوم الی أكثر من 74 عاما. اضافة الی ذلك فقد إنخفضت نسبة الوفيات بين الاطفال دون السنة الواحدة من العمر، خلال هذه الفترة من 12% في عام 1979 الی أقل من 1.5%، وكذلك إنخفضت نسبة الوفيات بين الامهات من 2.54% لتصل الی 0.24% بعد الثورة الإسلامية. جميع هذه الإنجازات الطبية جاءت بعد الثورة الإسلامية مما جعل البعض يطلق علی هذه الثورة، مسمی “ثورة العلم والتقدم” في إيران. وبهذا ننهي المقال علی أمل التطرق لسائر التطورات الهامة التي حصلت في إيران بعد إنتصار الثورة الإسلامية عبر مقال آخر.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق