التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

الجيش السوري : افتراءات الاعلام أشد 

يتقدم الجيش السوري في العديد من الجبهات وخاصة في الجبهة الشمالية في ريف حلب، وقد حقق انتصارات كبيرة على الجماعات الإرهابية في تلك المنطقة، وما يلفت الانتباه أن وسائل إعلامٍ غربية وعربية سجلت هذه الانتصارات في دفتر الإنجازات الروسية مقللة من الدور الذي لعبه الجيش السوري في هزيمة التنظيمات الإرهابية، ومحاولةً رسم الجيش السوري بأنه عاجز عن مواجهة الإرهاب.

تدخل هذه الهجمات الإعلامية ضد الجيش السوري في إطار الحرب على الدولة السورية والشعب السوري، ومحاولات إخراج الجيش السوري عن الساحة وإظهار روسيا على أنها الفاعل الوحيد في الحرب ضد الإرهاب، ويهدف ذلك إلى زعزعة معنويات الشعب السوري، وتبرير أي تدخل أجنبي في سوريا بحجة أن الجيش السوري غير قادر على مواجهة الإرهاب، وهذا يعني أن الهجمة الإعلامية على الجيش السوري تستهدف سوريا كلها، دولةً وشعبًا وجيشًا.

يمكن القول إنه ليس هناك أقوى من الجيش السوري على الأرض في مواجهة الإرهاب، “فأهل مكةٍ أدرى بشعابها”، والجيش السوري استطاع السيطرة على الكثير من الأراضي قبل المساندة الروسية، كما استطاع قلب الموازين في المعارك مع الإرهاب طيلة السنوات الخمس الماضية، والدعم الروسي أتى منذ عدة أشهر فقط، كما أن كل من يعول على خسارة الجيش السوري فهو مخطئ، لأن الجيش السوري هو جيش دولة وليس جيش مرتزقة حتى ينكسر أو يتلاشى، ولا يمكن لبعض الجماعات التكفيرية أن تهزم جيشًا منبثقًا من الشعب كلما سقط له شهيد انضم إليه عشرات المتطوعين الجدد.

وعلى الرغم من أهمية الغطاء الجوي الذي يؤمنه الطيران الروسي للقوات السورية إلا أنه من المعروف أن سلاح الجو يبقى عاجزًا في الحرب إذا لم يكن مصحوبًا بجيش بري قوي، والأمثلة على ذلك كثيرة، وأبرزها حرب تموز التي عجز فيها سلاح الجو الإسرائيلي عن تحقيق أي نصر يذكر رغم الغارات المكثفة التي شنها طوال أيام الحرب، ويمكن الجزم بأن روسيا ما كانت تقدّم هذا الغطاء الجوي الفعال للجيش السوري لولا ثقتها بقدرة هذا الجيش على التقدم وتحقيق الانتصارات.

ظاهرة النيل من الجيش السوري لم تتوقف عند حد، حتى أن البعض أصبح يستكثر قدرة الجيش على تنفيذ غارات جوية بسيطة كالغارة التي نفذها الطيران السوري ضد جيش الإسلام والتي أسفرت عن مقتل زهران علوش قائد التنظيم، فقد شهدنا وقتها العديد من الأصوات التي تدعي أن الغارة كانت روسيّة، وهناك أمثلة كثيرة حول مساعي إضعاف سمعة الجيش السوري وتصويره على أنه جيش ضعيف وغير قادر على الاستمرار في المعركة، وهناك العديد من الأهداف التي تكمن وراء ذلك:

1- إظهار أن سوريا قد هُزمت وأن جيشها قد تلاشى مقابل الجماعات التكفيرية، وهذا يجعل الدول الغربية البعيدة عن الساحة السورية تتبنى الموقف السعودي والأمريكي خشية الخسارة.

2- إيجاد مبررات لأي تدخل عسكري في سوريا، وإعطاء ذرائع عديدة لهذه التدخلات مثل انهيار الجيش السوري، وتعاظم قدرة تنظيم داعش الإرهابي، ولهذا نجد واشنطن تطلق وبشكل مستمر تصريحات مفادها أن الحرب ضد داعش طويلة الأمد.

3- توتير العلاقات بين روسيا والدول الأخرى بذريعة أن روسيا هي من أفشل مخططات هذه الدول وليس الجيش والشعب السوريين، كما أن الإعلام يحاول إظهار روسيا على أنها تقوم بقتل المدنيين السوريين، وهذا ما يهدف إلى تأجيج المشاعر العربية والإسلامية ضد روسيا التي في الحقيقة تقاتل الإرهاب.

4- إظهار الشعب السوري على أنه لا يساند الجيش وهو معارض له، وهذا ما يمكن أن يستفيد منه البعض في المحافل الدولية، فبدل الحديث عن قدرة الجيش السوري والشعب السوري سيتم الحديث عن قدرة الطيران الروسي، وهذا يعطي فرصة للمعارضة برفع سطح مطالبها السياسية.

5- النيل من روسيا واتهامها بقتل المواطنين السوريين وهذا يتيح المجال لفرض عقوبات جديدة على روسيا، كما يمكن أن يتسبب بإدانات دولية لموسكو.

6- تقوية معنويات الجماعات الإرهابية إذ تشعر هذه الجماعات بأنها نجحت في هزيمة الجيش السوري، وأن روسيا هي التي تواجههم، وهذا ما يشجعها على تنفيذ المزيد من الهجمات ضد مراكز الدولة السورية، كما أن هذا الأمر يشجع أصحاب الفكر التكفيري على الإنضمام إلى التنظيمات الإرهابية طالما أنها متفوقة.

مساعي النيل من الجيش السوري كثيرة وقديمة، ومن الطبيعي أن يُهاجَم الجيش السوري إعلاميًا من قبل الدول التي تحاول كسر سوريا وتدمير جيشها، ورغم الحملات الإعلامية المكثفة إلا أن الوقائع في ساحة الميدان تشير إلى أن الجيش السوري متفوق ولايزال متماسكاً، وقد أثبتت السنوات الخمس الماضية أن العقيدة التي يملكها الجندي السوري هي عقيدة وطنية بحتة، فالجنود الذين ينتمون لأديان وطوائف متعددة يحاربون في نفس الخندق منذ قرابة 5 أعوام، وهذه ظاهرة نادرة قلما نجد لها مثيلا في الجيوش الأخرى، وما محاولات تضعيف الجيش السوري إعلاميًا إلا رصاصٌ كرصاص الإرهاب أو أشدّ.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق