دولت بهتشلي… أردوغان يسعى إلى إدخال تركيا في أتون حرب طائفية
أعلن رئيس حزب الشعب الديمقراطي التركي “دميرطراش” بأن الهدف من تحالف تركيا مع السعودية وقطر هو إنقاذ المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة من إجتثاث جذورهم في كل من سوريا والعراق.
وأكد دميرطاش بأن هذه الدول كان لها الدور الأساسي في إيجاد المجموعات الإرهابية المسلحة وتقويتها، إذ قامت منذ بداية الأزمة السورية بتهيئة كافة أشكال الدعم العسكري واللوجستي لهذه المجموعات الإرهابية.
وحسب وكالة سانا للأنباء، أعلن دميرطاش تأييده للتدخل العسكري الروسي إلى جانب الجيش السوري في حربه ضد الإرهاب، وقال إن الطائرات الروسية قامت بشد الخناق على الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا وقيدت حريتها فلم تعد تستطيع التحرك بحرية تامة لتنفذ أهدافها الإجرامية والإرهابية.
وفي ردٍ حول ما قاله وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأنه من الممكن بأن تتدخل تركيا والسعودية برياً في سوريا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، صرح رئيس حزب الشعب الديمقراطي: “إن قبول تركيا بتواجد قوات عسكرية سعودية على أراضيها وفي قاعدة أنجرليك العسكرية يدل على رغبة الحكومة التركية بالدخول في حرب مع جارتنا الجنوبية أي سوريا”.
وأضاف دميرطاش بأن روسيا لن تسمح لا لتركيا ولا للسعودية بالتدخل عسكرياً في سوريا، ومعنى هذا أن كل ما تقوم به أنقرة والرياض يصب في مصلحة الجماعات الإرهابية ومن أجل حمايتهم لا محاربتهم.
ومن جهةٍ أخرى اتهم رئيس الحزب القومي التركي دولت بهتشلي نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسعي إلى إدخال تركيا في أتون حربٍ خطيرة جداً نحن بغنى عنها وذلك تماشياً مع أهواء آل سعود وآل ثاني، حيث قال: “إن التحالف مع آل سعود ومشايخ الدول الخليجية ليس من مقام دولة ديمقراطية ومتطورة مثل تركيا، هذا التحالف يمكن أن يُدخل تركيا في عداواةٍ بغيضة عرقية قومية وطائفية خطيرة جداً”.
وحذر يشار ياكش وزير الخارجية السابق حكومة أردوغان من تداعيات التدخل العسكري البري في سوريا على تركيا وأمنها واقتصادها، وأكد على أن النظام التركي لم يستوعب بعد بأنه لايستطيع أن يحقق أهدافه في سوريا ولو كانت هنالك إمكانية لتحقيق الأهداف لتمكنوا من تحقيقها منذ بداية الأزمة السورية، لماذا لا ندرك الحقائق ونقبل بالواقع؟.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها سياسيون وقادة أحزاب كبيرة في تركيا سياسات الحزب الحاكم في تركيا، فقد عارض الكثيرون في الداخل التركي هذه السياسة العدائية التي تتبعها تركيا مع دول الجوار وخاصةً سوريا والعراق، في وقت سابق أيضاً، حيث قال النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري التركي “رفيق آر يلماز”: “إن الحديث عن التدخل التركي والسعودي البري في سوريا يوضح نظرة هذه الدول إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا كعسكر تملكهم”، ورأى يلماز في حوار خاص مع الفضائية السورية منذ يومين: “إن خسارة هذه التنظيمات تعني خسارة السعودية وتركيا، لذلك أطلقوا الحديث عن التدخل البري بأوامر من الدول الإمبريالية لتعزيز معنويات إرهابييهم، مشيراً إلى أنه ليس من مصلحة الجيش التركي دخول الأراضي السورية.
ويذكر بأن السعودية أعلنت منذ أيام عن استعدادها للتدخل برياً في سوريا من أجل محاربة التنظيم الإرهابي داعش كما زعمت أن تركيا قد وافقت على هذه المبادرة السعودية حيث تم نقل العديد من المعدات العسكرية والطائرات الحربية السعودية إلى قاعدة أنجرليك التركية القريبة من الحدود، وتقول المصادر بأن هذه المبادرة السعودية لم تأت إلا بعد أن تلقت تقارير من الحكومة التركية بأن المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا بدأت تنهار وتتراجع بوتيرة متسارعة في مقابل تقدم الجيش السوري على جميع الجبهات وخاصةً ريف حلب الشمالي التي سقطت مدنه وقراه خلال عدة أيام كما تتساقط أحجار الدومنو. فأرادت السعودية وتركيا من هذه الخطوة مساندة الإرهابيين المنهزمين وإعطائهم دفعاً معنوياً لمواصلة القتال.
المصدر / الوقت