التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

لماذا يفضّل الأكراد السوريون موسكو على واشنطن ؟ 

افتتح حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والذي يعتبر أكبر مظلة سياسية للأكراد السوريين، أول مكتب تمثيلي له في العاشر من شباط / فبراير في موسكو، وهو الإجراء الذي لا يبدو أنه موضع ترحيب واشنطن وأنقرة.

افتتاح الأكراد السوريين مكتباً تمثيلياً لهم في موسكو، يأتي في حين أن واشنطن وخلال العامين الماضيين، وخصوصاً خلال حصار مدينة كوباني من قبل إرهابيي داعش، قدّمت مساعدات كبيرة للأكراد من خلال الغارات الجوية. المساعدات الأمريكية تزايدت أيضاً خلال الأشهر القليلة الماضية بشکل كبير، وحتى المسؤولين والخبراء الأمريكيين قالوا مراراً إن “وحدات حماية الشعب” الکردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، هي القوات الأفضل والأكثر موثوقيةً على الأرض، ويمكن لأمريکا أن تعتمد عليها لهزيمة داعش.

لكن العلاقات بين أمريکا والأكراد تتّسم بالصراعات والتناقضات الأساسية. حيث تعمل واشنطن بشكل وثيق مع تركيا حول الأزمة السورية، هذا في حين أن أنقرة شنّت حرباً واسعة النطاق ضد حزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي لديه علاقات وثيقة جداً مع الأكراد في سوريا، وهذا التعقيد يزداد عندما نعرف أن أمريکا قد وضعت حزب العمال الكردستاني علی لائحتها للمنظمات الإرهابية.

حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يدرك جيداً هذا التناقض الأمريكي، وعدم جديتهم في دعم الأكراد السوريين. وقد وصف جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي وخلال زيارته لأنقرة في الشهر الماضي، حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية، وأكد أن هذه الجماعة تشكل تهديداً لتركيا مثل داعش تماماً، فكان بديهياً أن يکون هذا الموقف لنائب الرئيس الأمريكي موضع استهجان واستياء الأكراد السوريين.

تركيا، باعتبارها لاعباً هاماً في المنطقة، وخصوصاً بعد الأزمة في سوريا، مارست ضغوطاً على الغرب، وخاصة أمريكا، بأنه يجب عليهم الاختيار بين الأتراك والأكراد. وهذه السياسة التركية دائماً ما تسبّبت في أن يتّجه الأمريكيون نحو الأكراد السوريين على مضض.

من ناحية أخرى، اضطر ممثلو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وبسبب معارضة تركيا، مغادرة مفاوضات السلام السورية في جنيف. وجاءت مغادرة الأكراد لهذه الاجتماعات في حين أن الأمريكيين لم يقدّموا لهم أي دعم في مواجهة تركيا، وكان ذلك في حين أن موسكو قد أصرت علی أن الأكراد يجب أن يشاركوا في هذه المباحثات. وهذه الأمور جعلت العلاقة بين الأمريكيين والأكراد، تجري في أجواء تنعدم فيها الثقة وتفتقر إلی إطار متين.

الأكراد السوريون وبالنظر إلی هذه المفارقات، يساورهم القلق بأن الأمريكيين وتحت ضغط تركي، يمکن أن يتخلوا عنهم، ولهذا السبب يسعون إلی التوجّه نحو روسيا بشکل أكثر. وبعد کسر الحصار عن مدينتي نبل والزهراء غربي حلب، استفادت الجماعات الكردية من هذه الفرصة، وبدأت في التقدم نحو المناطق التي يسيطر عليها المسلحون المدعومون من أمريكا وتركيا والسعودية.

من ناحية أخرى، فإن الأكراد وروسيا بينهما قاسم مشترك هام، وهو العداء لتركيا. بحيث منذ أن أسقطت تركيا القاذفة الروسية علی الحدود السورية الترکية، عززت موسكو دعم الأكراد على نحو متزايد. وهذا الدعم الروسي أدی من ناحية إلی تقدّم الأكراد في مناطق في شمال سوريا، أعلنتها أنقرة خطاً أحمر بالنسبة لها، وخلق من ناحية أخرى هذه الثقة بين الأكراد، بأن روسيا هي الحليف الأكثر وثوقاً بالقياس إلی أمريکا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق