خبير عسكري لبناني: المرحلة المقبلة للجيش السوري ستكون باتجاه الرقة
لبنان ـ سياسة ـ الرأي ـ
رأى الخبير العسكري العميد اللبناني المتقاعد وليد زيتوني ان الجيش السوري معززاً بالقوى المتحالفة معه وبدعم ناري جوي ومدفعي من القوات الروسية قد حقق في الشهرين الماضيين انجازاً استراتيجياً في عملية سريعة وعميقة، يمكن اطلاق تسمية المرحلة الأولى منها “عمليات العزل الخارجي”، باعتبارها استهدفت الوصول الى إقفال بوابات الإمداد اللوجستي والعملياتي للمعارضات الداخلية منها والخارجية.
وقال زيتوني انه وبعد تثبيت واقفال الحدود اللبنانية السورية في منطقة القلمون التي كانت في مرحلة معيّنة تشكّل معيناً كبير بالعتاد والعديد للعصابات المسلحة، بدأت معركة فك الحصار عن مطار كويرس الذي شكّل قاعدة انطلاق مهمة لتحرير مناطق مهمة في الريف الحلبي.
واضاف، انه تأسيساً على هذه النجاحات بدأت مرحلة تحرير ريف اللاذقية الذي يستحيل واقعياً خوض معركة ادلب وسهل الغاب وجسر الشغور من دون مسك “الأرض الحاكمة” في ريف اللاذقية، وهي بنفس الوقت تشكّل ثغرة أساسية لعبور الإمداد من تركيا، وبالتالي هي من ضمن أهداف الحكومة التركية في ما سمّته منطقة آمنة للمعارضة وطالبت بحظر جوي فوق أجوائها، تمهيداً لوضع اليد عليها وضمها الى لواء الاسكندرون السليب (هاتاي).
وتابع زيتوني: أدركت القيادة في سوريا هذا المشروع كما أدركه الحليف الروسي، فكانت عمليات سريعة قياساً على طبيعة المنطقة الطوبوغرافية. فحررت أولاً سلمى المطلة على سهل الغاب بغية تقييد حركة المسلحين ثم تحرير ربيعة التي تقع في جبل التركمان. وتم خلال اليومين الأخيرين السيطرة على جبل الرويس كمقدمة لإنهاء وجود المسلحين في كنسبا التي تعتبر أهم مركز تدريبي وتمويني للمسلحين شمالاً.
وأضاف أن النجاحات التي تحققت شمالاً سمحت للجيش السوري القيام بعمليات عميقة تستهدف الوصول الى الحدود عبر فك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء والتقدم باتجاه رتيان وماير وبيانون وعندان وإغلاق الأحياء الشرقية في مدينة حلب وتحديداً في الكاستيلو، مما أفسح المجال للقوات الكرديةالتحرك من عفرين الى منغ ومطارها، وبالتالي تمكنوا من دخول بلدة تل رفعت كنقطة استراتيجة تحكم اعزاز وبالتالي باب السلام، وهذا ما يفسح المجال للتحرك بموازاة الحدود حتى الوصول الى جرابلس.
وقال زيتوني: كما في الجبهة الشمالية تقدم الجيش السوري كذلك في الجبهة الجنوبية. إذ تتبع القوات السورية مبدأ تقطيع الأوصال وخطوط الإمداد، فبعد استعادة الشيخ مسكين والسيطرة على طريق الشيخ مسكين نوى أصبحت مدينتا أبطع وداعل في وضع تسوية أوضاعها وبالتالي الانخراط تحت راية الدولة، وهو ما سيسمح للجيش السوري بتطوير عملياته للوصل بين درعا والشيخ مسكين، ويفسح المجال لعمليات باتجاه معبر نصيب ويؤدي الى قطع تواصل الجماعات المسلحة بين شرق درعا وريف القنيطرة وتقييد حرية الحركة لديهم .
وأوضح أن استكمال هذه العمليات في الأيام والأسابيع القادمة سيؤدي بالتأكيد الى تجفيف الدعم الخارجي عبر الحدود التي كانت مفتوحة شمالاً من تركيا، وغرباً من لبنان، وجنوباً من الأردن.
وأضاف أن هذه العمليات ستجبر المسلحين وبعد تقطيع أوصال اتصالاتهم الى الانكفاء أو الاستسلام لصالح الدولة، من دون أن ننسى أن المرحلة المقبلة ستكون باتجاه الرقة انطلاقاً من ريف حماه، ومن ثم باتجاه دير الزور من الجهة الجنوبية والوسطى.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق