بين قناتين !
عبدالرضا الساعدي
كيف ينظر بعض الإعلاميين للإعلام بعد 2003؟
وماهو دور الإعلام في هذه المرحلة؟
وهل ثمة إعلام مستقل حقيقي ؟..
أسئلة مهمة بلا شك ، ولن يستطيع أي عمود صحفي أن يلمّ بأطراف الإجابة عليها بهذه المساحة المحدودة ، ولكن ينبغي الإشارة لها وتحريك مناطق ركودها بين فترة وأخرى ، وهي بحاجة لمختلف الآراء من كل المشارب والإتجاهات ، كي تتضح الصورة ونخلص إلى نتائج يمكن أن تلبي الغرض من هذا الطرح.
من خلال معايشتنا ومتابعتنا لمختلف القنوات الفضائية العربية والمحلية، نجد التباين واضحا ، وهذا أمر طبيعي ولا بد منه في ظل إختلاف الرؤى والتوجهات وزوايا النظر ، ولكن نحن نتحدث عن ثوابت مهمة وخطيرة في الإعلام يجب الإحتكام لها ، فالقناة _س _ مثلا تنسى أن الحدث هو المهم وليس الشخص الذي يدير القناة أو الذي يمولها.. بينما القناة _ ص _ تعتبر أن الحكومة أو السلطة التي تملك هذه القناة ، هي المعيار الشرعي لما يطرح فيها .. وبالتالي ينعكس هذا الأمر على مايطرح من حقائق.
بعد مرحلة 2003التي توصف بكونها _ ديمقراطية _ ، واتسعت فيها مفاهيم الحرية و المدنية والتعددية ، صار من حق الإعلام أن ينتقد ويوجّه ويطالب ويكشف المستور والفاسد في الأجهزة الرسمية والحكومية ، لكن المشكلة أن القناة _ س _ مثلا تنظر بعين واحدة ، وفقا لمصالح الشخص أو الجهة والدولة التي تقف خلفها ، بينما القناة _ ص _ ربما لا تنظر في مثل هذه الأمور ، إلا وفق سياقات شكلية عامة لا تدخل بالتفاصيل التي تعكر مزاج الصورة الرسمية..
وفق الرؤيتين السابقتين يكون الضحية هو المتلقي ، بلا شك ، وكلما كان نبها وذكيا سيكتشف اللعبة بسهولة!. لكن المشكلة أكبر من هذا بكثير ، سيما في ظروف حاسمة وحساسة ،حين تصبح ظروف البلد عبارة عن سقف للمواجهة بين طرفين صريحين ، طرف يمثل الشر بكل عنوانه القبيح ، وآخر بالضد منه ، فمالذي ينبغي أن يكون ..
هل يحتاج الإعلام إلى وصايا عشر كي يفهم ما عليه ؟ ..