التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

درعا.. مجموعات مسلحة بكاملها هاجرت إلى أوروبا 

سوريا – امن – الرأي –
مضى قرابة خمسة أشهر على إعلان المجموعات المسلحة في درعا فشل معركة “عاصفة الجنوب” لأسباب قالوا حينها إنها متعددة ولخصوها بقلة خبرة المقاتلين وعدم انخراط بعض الفصائل والتنظيمات في هذه المعركة التي عجزت عن تحقيق أي هدف من أهدافها طوال أكثر من 60 يوماً.

كانت عاصفة الجنوب نقطة الفصل في معارك المحافظة التي شهدت بداية الأحداث في سورية قبل خمس سنوات، وتحولت الجبهة بعدها إلى جبهة باردة تكاد تكون متجمدة لولا بعض الرمايات هنا وهناك، إلى أن قرر الجيش كسر الجمود والتقدم باتجاه الشيخ مسكين التي شهدت معارك ضارية قبل أن تنهار جبهتها وتليها جبهة “عتمان” بسرعة قياسية.

بين المجموعات المسلحة أنفسها هناك جبهة من نوع آخر كانت قد اشتعلت مؤخراً في الجنوب السوري، وصفت بأنها جبهة التصفيات حيث تشهد درعا اغتيالات بالجملة في صفوف هذه المجموعات وقادتها وحتى مرجعياتها وقضاتها، وكان من بين من تمت تصفيتهم الشيخ “أسامة اليتيم” وهو قاض شرعي اغتيل مع شقيقيه ومرافقين اثنين قبل شهرين باطلاق نار على سياراتهم.

كما سجل قبل فترة إقدام لواء شهداء اليرموك على قتل عنصرين من جبهة النصرة بعملية تفجير أصيب فيها عدد من المدنيين أيضاً.

وعلى الضفة الأخرى هناك مواجهات وحملات تخوين تلاحق الفصائل المسلحة، وبيانات تتحدث عن تشكيل جبهات لمواجهة حركة “حزم” المتهمة بالخيانة والتمرد، إلى جانب اختلاط أوراق المجموعات المسلحة واختلاف التوجهات على وقع تغلغل استخباراتي غربي وعربي.

في هذا الوقت تسعى جبهة النصرة لاستقطاب المقاتلين من الفصائل التي ينتمون إليها، فيما تعمل قيادات الفصائل على الابتعاد عن النصرة قدر المستطاع من أجل تجنب الوضع على قوائم الإرهاب، يقول قيادي في المجموعات المسلحة بمنطقة اللجاة: من مصلحتنا الابتعاد عن النصرة في هذه المرحلة لكي نتجنب الضرر وإن كنا والنصرة في خندق واحد.

تواتر الأحداث في درعا فرض حالة من زعزعة الثقة بين الفصائل الموجودة في الجنوب، خصوصاً بعد تفكيك غرفة الموك، وقد انعكس ذلك على تجربة تشكيل جيش الفتح التي شهدت فشلاً ذريعاً ومشاركةً خجولة من الفصائل فيه، إلى أن بات من الماضي وحصل العكس بأن باتت جبهة الجنوب أكثر تشرذماَ.

هذه لا يعني أن الدعم توقف عن درعا وإنما هو مستمر يقول قائد التنظيم المسلح في اللجاة ويضيف: مازال إمدادنا بصورايخ التاو مستمراً، هذا لم يتوقف، لكن هناك خروقات استخباراتية للفصائل والتنظيمات، خصوصاً للمخابرات الأميركية والسعودية والأردنية، وإن كان الدور الأسوأ للمخابرات الأردنية التي تتلاعب بنا على هواها وتبتزنا، وهناك أيضاً دور للسعودية وتدخلات حاسمة.

ست معارك في درعا أعلنت عنها المجموعات المسلحة لم تجد نفعاً، واغتيالات بالجملة، وخلافات جوهرية بين الفصائل، وخروقات استخباراتية، وفوق ذلك هزيمة مدوية في الشيخ مسكين وعتمان، انتكاسات تركت أثرها في صفوف المقاتلين خصوصاً من هم في سن الشباب، حيث تشهد الفصائل والتنظيمات بما فيها النصرة نزفاً بالمقاتلين، الذين يهاجرون إلى أوروبا في ركب المهاجرين، وسجل الربع الأخير من العام 2015 هجرة مقاتلين بالمئات بينهم مقاتلون من النصرة قدر عددهم بأربعمائة مقاتل، بينهم عناصر مجموعة كاملة كانوا في قرية “مزيريب” وقرروا ترك الجبهات والمغادرة وهم اليوم في ألمانيا، وتقول مصادر لدام برس أن أجهزة الاستخبارات تتعقب هؤلاء، علماً أن الهجرة لم تتوقف وقد غادر يوم الإثنين الماضي “25” مقاتلاً درعا باتجاه الأردن على أن يذهبوا مع أحد المهربين إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا رغم خطورة هذا الطريق في التهريب.

ناشطة معارضة من درعا تعيش بالقرب من الحدود الأردنية اعتبرت أن هذه الهجرة أمراً مشروعاً وأن هؤلاء المهاجرين هم شبان ويحق لهم البحث عن مستقبلهم بعدما ضاعت آفاقه في البلاد بسبب الحرب وإن كانوا هم جزءٌ من مسبباتها.

مصادر دام برس أشارت إلى أن الفصائل في درعا وبعد التطورات الأخيرة تبحث عن وقف العمليات العسكرية وتريد تجميد القتال بأي شكل من الأشكال، حتى أن بعض القيادات المجتمعية دعت في إجتماع عقد في منطقة اللجاة قبل أيام إلى الذهاب باتجاه المصالحة، وضربوا مثالاً تجربة الصنمين.

الجيش السوري يراقب عن كثب ما يحدث في درعا ويتابع خطوةً بخطوة تطورات الأوضاع على الأرض بعيداً عن تطورات السياسة فالعسكر لهم حسابتهم الميدانية التي لا تسمح لهم بالإطمئنان أو إغماض أعينهم وإن كانوا ملتزمين تماماً بما تفرزه التسويات السياسية، يقول قيادي عسكري لدام برس:عناصرنا اكتسبوا خبرة قتالية كبيرة في هذه الجبهة خلال سنوات الحرب، وحتى القادة بات لديهم قدرة تكتيكية عالية بحكم التجربة، وبالتالي نحن مستعدون في أي لحظة لتنفيذ عملية عسكرية في درعا.

يذكر أن الأنباء التي يسربها الروس تشير إلى أن درعا ضمن المناطق التي تم اقتراحها ليكون فيها وقفاً للعمليات العسكرية، حيث من المتوقع أن يعطى الجنوب السوري مساحةً أوسع للمصالحات والتسويات خصوصاً وأن الظروف الميدانية مساعدة جداً على ذلك بحسب مصادر مطلعة، على أمل أن تكشف الأيام القادمة عما يحاك خلف الكواليس.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق