وفاة الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل
توفي الكاتب المصري الكبير المعروف محمد حسنين هيكل، عميد الصحفيين المصريين والعرب، الأربعاء 17 فبراير/شباط بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 92 عاما.
ويعتبر الفقيد هيكل أحد ابرز الصحفيين العرب والمصريين، وكان مقربا من أغلب الأنظمة المصرية منذ فترة الملكية ما قبل ثورة يوليو/تموز 1952، وحتى فترة الرئيس الحالي، كما يعد هيكل من ابرز المفكريين العرب منذ أيام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
وولد هيكل عام 1923، في قرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية، وعمل في الصحافة منذ العام 1942، وقد ظل هيكل رئيسا لتحرير جريدة “الأهرام” 17 عاما، منذ عام 1957 حتى عام 1974.
كما ترأس مجلس إدارة مؤسسة “أخبار اليوم” ومجلة “روز اليوسف” في مرحلة الستينات، وفي عام 1970 عين وزيرا للإعلام.
وكان هيكل يعاني من فشل كلوي استدعى إجراء عمليات غسيل كلى 3 مرات أسبوعيا، إضافة إلى تراكم مياه على الرئة، ما أدى لامتناعه عن تناول الطعام والاكتفاء بالمحاليل.
فی عام 1982 کتب هیکل کتابا تحت عنوان “مدافع آیة الله – قصة إیران والثورة” یتناول فیه قصة الثورة الإسلامیة فی إیران و تحلیل أسبابها ولم یکن هذا الکتاب الأول لهیکل عن إیران فقد سبقه کتاب “یران فوق برکان”عام 1951. وفی هذا الکتاب اتیح لهیکل ان یقوم بعمل العدید من المقابلات مع قیادات الثورة فی إیران مما مکنه من اصدار کتابه.
عندما صدر الکتاب لاول مرة باللغة الإنجلیزیة فی بریطانیا رأی الناشرون ان العنوان لن یکون ذو وقع جید بالنسبة للقارئ الغربی فتم تغییر الاسم إلی “عودة ایه الله”. ولکن عند صدور الکتاب باللغة العربیة اعاد تسمیته باسم “مدافع آیة الله – قصة إیران والثورة”.
وهيكل متزوج بالسيدة هدايت علوي تيمور منذ يناير 1955 وهي من أسرة قاهرية ثرية اشتهرت بتجارة فاكهة المانجو، وهي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية، وله منها ثلاثة أولاد: الدكتور علي هيكل وهو طبيب أمراض باطنية وروماتيزم في جامعة القاهرة، وهو متزوج بالدكتورة إيناس رأفت. الدكتور أحمد هيكل وهو رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية، وهو متزوج بالسيدة مي العربي.
حسن هيكل وهو رئيس مجلس الإدارة المشارك والرئيس التنفيذي للمجموعة المالية – هيرميس (EFG-Hermes (Egyptian Financial Group. وهو متزوج بالسيدة رانيا الشريف. له حتى الآن سبعة أحفاد هم: هدايت- محمد – تيمور – نادية – منصور – رشيد – علي.
عام 1951 صدر له أول كتاب تحت عنوان “إيران فوق بركان” بعد رحلة إلى إيران إستغرقت شهراً كاملاً. في عام 1952 إستطاع ملازمة جمال عبد الناصر والحياة بالقرب منه ومتابعته على المسرح ووراء كواليسه بغير إنقطاع، وسنوات حوار لم يتوقف معه في كل مكان.
أما عام 1953 صدر للرئيس جمال عبد الناصر، فلسفة الثورة (كتاب)، الذي قام هيكل بتحريره وعام 1955 هيكل يطير في يونيو إلى مدينة جنيف لمتابعة مؤتمر الأقطاب الذي انعقد فيها واشترك فيه “نيكولاي بولجانين” ونيكيتا خروشوف عن الاتحاد السوفيتي ودوايت أيزنهاور عن الولايات المتحدة، و”إنتوني إيدن”عن بريطانيا، و”إدجار فور”عن فرنسا، بوصفه واحدا من رؤساء تحرير جريدة الأخبار ورئيساً لتحرير مجلة آخر ساعة. ويلتقي مع السيد “علي الشمسي باشا” في فندق دي برج Des Berges Hotel في مدينة جنيف، ومفاتحة الأخير له بترأس تحرير جريدة الأهرام بوصفه عضو مجلس الإدارة، واعتذر هيكل له طارحاً أسبابه.
وفي شهر يونيو عام 1956 السيد علي باشا الشمسي يفاتح هيكل بتولي رئاسة تحرير جريدة الأهرام أثناء مقابلته في نادي الجزيرة على مجرى سباق الخيل، ويوقع هيكل بالحروف الأولى على مشروع عقد مع بشارة تقلا صاحب أكبر حصة في ملكية الأهرام وبحضور ريمون شميل، ومع ذلك فإن سنة كاملة قد انقضت قبل أن يوضع هذا العقد للتنفيذ.
ويُعد أحد ظواهر الثقافة العربية في القرن العشرين، ومؤرخًا للتاريخ العربي الحديث وخاصةً تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي, ولديه تحقيقات ومقالات للعديد من صحف العالم.
ونشر على مدار حياته أحد عشر كتاباً في مجال النشر الدولي ما بين 25- 30 لغة تمتد من اليابانية إلى الأسبانية، من أبرزها “خريف الغضب” و”عودة آية الله”و”الطريق إلى رمضان” و”أوهام القوة والنصر” و”أبو الهول والقوميسير”.
وكان له 28 كتاباً باللغة العربية من أهمها “مجموعة حرب الثلاثين سنة” و”المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل”.
وتوفي الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، عن عمر يناهز الـ92 عاماً، بعد صراع مع المرض خلال الفترة الأخيرة.
المصدر / الوقت