التحديث الاخير بتاريخ|السبت, سبتمبر 28, 2024

دخول السعودية في الحرب السورية .. أين الحقيقة من الافتراض؟ 

قبل ايام ادعت السعودية انها مستعدة لارسال 150 الف عسكري للقتال في سوريا كما تحدثت بعض الانباء عن وصول طائرات حربية سعودية الى قاعدة انجرليك التركية ومن ثم اعلن الامين العام للناتو بأن الحلف يقف الى جانب تركيا، لكن في المقابل اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري قبل يومين انه نصح المسؤولين السعوديين بعدم ارسال قوات عسكرية الى سوريا ومن ثم اعلن نائب وزير الخارجية التركي ان اية طائرة سعودية لم تصل الى انجرليك.

ان الامعان فيما ذكرناه يوصلنا الى فهم دقيق نسبيا لاسباب الضجة الاعلامية المثارة حول التدخل السعودي التركي المحتمل في سوريا لكن نظرا لاهمية تفاصيل هذه الاحداث والوقائع يمكننا الوقوف عندها واستخلاص ما يلي:

ان الحديث عن التدخل العسكري السعودي في سوريا هو يشبه المزحة اكثر من الحقيقة لأن السعودية لاتملك في الاساس هذا القدر من القوات البرية كما انها تحتاج الى قواتها الان في داخل محافظاتها لمواجهة العمليات الارهابية، ومن جهة اخرى تتورط السعودية الان في حرب ضروس في اليمن وقد اخرجت السعودية قواتها من اليمن بعد 9 اشهر من بدء عدوانها واوكلت الامر الى المرتزقة السودانيين والصومال والباكستانيين، فكيف تريد السعودية التوجه نحو سوريا وهي لم تتخلص بعد من الضربات الموجعة لانصارالله والجيش اليمني؟
ان عملية نصر 2 التي شنها الجيش السوري وقوات المقاومة مؤخرا قد قطعت خطوط الاتصال بين غرفة عمليات الارهابيين في منطقة هاتاي التركية وغرفة قيادة الارهابيين في منطقة اعزاز في شمال غرب حلب وغرفة عمليات اخرى في منطقة هوك الاردنية والتي تدير العمليات في جنوبي سوريا وقد استطاعت قوات المقاومة اغلاق معظم الحدود التركية مع سوريا وتحرير ألفي كيلومتر مربع من الاراضي وحرمان الارهابيين من اهم طرق الدعم التركي. ومن المعروف ان ضباطا امريكيين وبريطانيين وسعوديين واتراك وقطريين واسرائيليين واردنيين كانوا يديرون غرف العمليات في هاتاي وهوك لكن عمليات المقاومة وجهت ضربة قاصمة لهؤلاء وقضت على موضوع منطقة الحظر الجوي في داخل سوريا ولم يعد بامكان حماة الارهابيين سوى رفع الصراخ.
ان الضجيج المثار حول ارسال قوات برية الى سوريا له هدفان اولهما التشويش على انتصارات قوات المقاومة والثاني اعطاء دفعة معنوية للجماعات الارهابية التي كانت متواجدة في السابق في منطقة عمليات نصر 2 لمنع هذه الجماعات من الهروب والتراجع لكن كذبة ارسال 150 الف جندي لم تصدقها حتى الجماعات الارهابية.
عندما بلغت عمليات نصر2 ذروتها ووصلت الى منطقة ادلب اوعز وزير الخارجية الامريكي الى جماعات المعارضة بترك طاولة المفاوضات واعلن دعمه لخطوة السعودية بارسال قوات برية الى سوريا لكن كيري طلب قبل يومين من الاتراك والسعوديين ضبط النفس وهذا يدل على ان هدف هؤلاء كان منع الجماعات الارهابية من التراجع والهروب والتشويش على انتصارات الجيش السوري لكنّ قسما كبيرا من الارهابيين قد هربوا وقسما آخر استسلموا. ومن جهتها عمدت تركيا الى قصف منطقتي عفرين واعزاز السوريتين بالمدفعية بشكل محدود جدا لكن هذا القصف لا يمكن اعتباره انجازا عسكريا ابدا لأنه لم يغير شيئا على الارض وقد طلب حلف الناتو ايضا تركيا بوقف هذا القصف.
ان عمليات نصر2 قد انتصرت وان قوات المقاومة قد تغلبت على كل الهجمات المعاكسة ولا يهدد اي شيء الان المناطق المحررة وقد بدأ الجيش السوري الان عملياته الاخرى في المناطق الشمالية، وقد قال وزير الخارجية الامريكي بعد يوم من وصول القوات السورية الى منطقة عفرين الكردية “ان الجيش السوري سيسيطر قريبا على كافة انحاء سوريا وان المعارضة لاتمتلك اية حظوظ للتغلب على الاسد” لكن وزير الخارجية السعودي وقادة الجماعات المسلحة انتقدوا تصريحات كيري بشدة وقد رد كيري على هؤلاء قائلا “اذا قلت ان المعارضة ستتغلب على الاسد فذلك لا يغير الحقيقة واذا استطاعت المعارضة ان تنتصر فلا مانع لذلك” وهكذا يمكن القول ان الامريكيين قد وصلوا الى حالة اليأس.
ان المشاكل الامنية في سوريا تخف تدريجيا لصالح الحكومة لكن الجماعات الارهابية مازالت تسيطر على قسم من الاراضي السورية ونظرا الى الاوضاع المعقدة في سوريا فإن الحرب ضد الارهاب ستطول هناك ونظرا الى وجود حكام مجانين في دول مثل السعودية وقطر فإن وقوع احداث غير متوقعة ليس امرا مستبعدا ايضا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق