التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الحرب النفسية الأمريكية السعودية بوجه تقدم الجيش السوري 

تتسارع الأحداث على الساحة السورية وبالخصوص في الشمال السوري، فالجيش السوري واللجان الشعبية بمساندة حلفائهم ايران وروسيا يتقدمون نحو تطويق احياء حلب وفصل المدينة عن اريافها والحدود التركية والتي اعتبرت الأخيرة وعلى مدى السنوات الخمس الماضية منطلقاً لتهريب مرتزقة الجماعات الإرهابية وتهريب السلاح، هذا بالإضافة إلى التقدم في ارياف اللاذقية وحمص ودمشق ودرعا. بإستعادة حلب قديمكن القول أن مخطط اسقاط النظام وتقسيم سوريا قد سقط، وبالتالي المشهد يقول أن تقدم الجيش السوري يقابله غضب تركي سعودي امريكي لأنهم يدركون جيداً بأن الوقوف بوجه هذا التقدم غير ممكن، ولذلك لجأو إلى شن حرب نفسية اعلامية مع بعض الإجراءات الشكلية والتي سنستعرض بعض منها مع وصف للمشهد الذي عليه ستكون التطورات الآتية.

أولاً: لم يأت التحرك الروسي مؤخراً في سوريا بعيداً عن التنسيق الدولي، هذا التحرك والذي شكل ضرب قوية لمشروع جماعات الفكر الإرهابي، ليشكل عامل اضافي دفع الخيارات الأمريكية لعدم التعويل على هذه الجماعات كثيراً خاصة بعد فشلها في تحقيق أي نتيجة على الساحة السورية وعلى مدى خمسة أعوام، لذلك لجأت إلى الحديث عن ضرورة تفعيل حلفها لمحاربة داعش بحسب ما تدعي، وعليه فإن امريكا ترى أن داعش ومثيلاتها من جماعات الفكر الإرهابي والتي سيطرت على مناطق في سوريا، فإن الحرب عليها يعني انتزاع هذه الأراضي منها بيد أمريكية وإحلال قوات تملك رضى أمريكي، وبالتالي خلق قوات أو كيان في قلب محور المقاومة وهو يعني استمرار للسياسة الامريكية السابقة ولكن بآلية مختلفة.

بناءً على ما سبق فإن السعودية وتركيا وخلال الأسابيع القليلة الماضية أحدثوا موجة اعلامية ملخصها عزمهم ارسال قوات الى سوريا، ووصفوا ما تقوم به روسيا بجريمة حرب، وحركوا اعلامهم في وجهة أن قرار ارسال القوات لا رجعة عنه، وأن طائرات سعودية قد حطت في قاعدة انجرليك التركية وبأن آليات ودبابات وناقلات جند سعودية استقرت على الحدود الأردنية السورية، وقد دعم كل ذلك التأييد الأمريكي بترحيبه مشاركة كل من السعودية وتركيا بإرسالهم قوات إلى سوريا، بالإضافة إلى مشاركة ابن سلمان في مؤتمر ميونخ لعرض تفاصيل ووجهة نظر بلاده حيال مسألة ارسال القوات، إلى تصريحات امريكية بأن مساهمة السعودية من شأنها احداث تغيير في المعادلة، وذهبت تحليلات الكثير من المحللين السياسيين الغربيين والعرب للحديث عن الإحتمالات الواردة للحدود التي ستدخل منها هذه القوات هل الأردن أو تركيا أو كلاهما، كل هذا كان بهدف ممارسة ضغوط على روسيا لإيقاف تحركها ضد جماعات الفكر الإرهابي.

روسيا تلقفت الرسالة وفي اتصال هاتفي بين بوتين وأوباما وبطلب من الأخير، اعتبر بوتين أن على امريكا ممارسة الضغوط على حليفتيها تركيا والسعودية، وحذر تركيا حال لم تتوقف عن قصف الأكراد ومواقع للجيش السوري، كما حذر السعودية حال لم تخفف من لهجتها التهديدية. ولهذا شهدنا خلال الساعات القليلة الماضية تراجع تركي سعودي عن لهجة التهديد والوعيد، فالسعودية نفت وجود وحدات بريّة لها خارج الحدود، وتركيا ربطت وجود قوات لها على الأراضي السورية وفق ما كان ضمن اطار التحالف الدولي الذي تقوده امريكا.

ثانياً: السبب الآخر وراء الضجة التي أحدثتها كل من السعودية وتركيا مؤخراً تعود إلى أنهما يدركان جيداً أن الأيام القادمة ستحمل معها متغيرات جذرية ليس على الساحة السورية فقط بل المنطقة بأكملها، ولهذا هم أرادوا من الموجة الأعلامية هذه أن يحصلوا على حصة لكل منهما بين الموصل وما بعد الرقة، والحصول على خطط ودور فيها في المرحلة المقبلة، وأمريكا بدورها لا ترى من مانع في أن يكون لكل من تركيا والسعودية دوراً في سوريا وفق منطقة عمليات تحالفها وخصوصاً في الرقة، وترى أن المواجهة مع روسيا وايران ليس في صالحها لا من قريب ولا بعيد، وعليه ترى ضرورة ترك شمال وجنوب سوريا وهو ما لا يتناقض كثيراً مع مخططها وإن كانت قد خسرت مع التدخل الروسي بعض أوراقها هناك.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق