هل بات الوقت مناسبا للتفاوض مع الطالبان ؟
تُعقد اليوم في كابول الجولة الرابعة لاجتماع اللجنة الرباعية المعنية بمحادثات السلام الأفغانية، في حين يری بعض الخبراء أن الموقف والتوقيت الحاليين، ليسا مناسبين لتحقيق السلام. الاجتماع سيحضره ممثلو أمريكا والصين وباكستان وأفغانستان، وبناءً على بيانات وزارة الخارجية الأفغانية، فمن المقرر أن يتم في هذه الجولة تحديد موعد المحادثات المباشرة مع ممثلي طالبان.
في هذه الأثناء، ثمة مسؤولون ومؤسسات احتجت على عقد هذا النوع من المفاوضات، معتبرةً إياها مضيعةً للوقت.
من جانبه قال “أحمد ضياء مسعود” الممثل الخاص للرئيس الأفغاني أمام جمع من قادة الجهاديين والسلطات المحلية بمحافظة تخار في شمال أفغانستان: للأسف، إن الحكومة الأفغانية ليس لديها أي خطة أو برنامج لمحاربة المعارضين المسلحين للحكومة.
وأضاف: نحن لم ندافع عن الحرب مطلقاً، لكن الاتجاه الحالي لمحادثات السلام لن يكون له أي فائدة وهو مجرد مضيعة للوقت.
يذکر أن حركة طالبان الأفغانية قد حاولت توسيع نفوذها في جميع أنحاء أفغانستان أکثر من أي وقت مضى، حتى أنها قد زادت هجماتها في فصل الشتاء.
روسيا أيضاً تعارض عقد ومواصلة هذه المحادثات الرباعية، وحسب التقارير فإنها تخطط لإطلاق مبادرة جديدة لتحقيق هذا الهدف. وکان “زامير کابلوف” المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، قد قال إن السلطات في موسكو تأمل عقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية روسيا والصين والهند، في ابريل من هذا العام في موسكو، حول أفغانستان.
وأعلن “کابلوف” أن روسيا لن تنضم إلى إجراءات (المفاوضات الرباعية) غير المجدية، وقد أبلغت الأمريكيين بذلك سابقاً.
وتقول “هيلينا ملكيار” المؤرخة الأفغانية والخبيرة في الشأن الأفغاني حول الوقت المناسب لتفاوض حكومة كابول مع طالبان أيضاً، إنه ينبغي أن نواصل عملية السلام. ولكن المسألة المثيرة للقلق هي أن حكومة كابول هي في موقع ضعيف في ظل الوضع الراهن. وتری ملكيار أن الوقت غير مناسب حالياً للحكومة الأفغانية من أجل الوصول إلی الحل، وفي البداية عليها تعزيز موقعها في مجال الحرب مع طالبان.
وکشفت وسائل الإعلام الأفغانية أول أمس، عن اتفاق للحكومة مع طالبان في إقليم هلمند. و وفقاً لذلك، خرج مئات من العسکريين الأفغان من بعض المناطق الإستراتيجية لهذه الولاية.
ويبدو أن أحد شروط حركة طالبان للانضمام إلى عملية السلام، کان نقل أجزاء من أفغانستان إليها، بما في ذلك ولاية هلمند، والتي أتيحت الفرصة لذلك الآن. وهذا النقل الذي يمكن تنفيذه باعتباره اتفاقات غير معلنة، بالإضافة إلى تعزيزه لقدرة طالبان، يرتبط أيضاً بالقضايا المتعلقة بالمخدرات والتهريب، لأن هلمند هي المركز الرئيسي للمخدرات في أفغانستان، وواحدة من المراكز الرئيسية لإنتاج هذه المواد في العالم.
هذا في حين أن الرئيس الأفغاني “أشرف غني” والرئيس التنفيذي لحكومة الوحدة الوطنية “عبد الله عبد الله”، متفائلان بشأن استمرار المحادثات. حيث طالب أشرف غني في الذكرى السابعة والعشرين لخروج القوات السوفيتية من أفغانستان، من “قلب الدين حكمتيار” زعيم الحزب الإسلامي وطالبان، المشاركة في إعادة إعمار أفغانستان.
کما أعلن “عبد الله عبد الله” في هذه المراسم أن علی حرکة طالبان أن تنضم لعملية السلام، وأن دور الشعب الأفغاني أساسي في عملية السلام بأفغانستان، وينبغي أن يساعد المجاهدون لتحقيق هذا الهدف أيضاً.
المصدر / الوقت