استمرار انتفاضة السكاكين رغم إجراءات التعسفية للكيان الاسرائيلي
الوقت – يخوض الفلسطينيون اليوم حربا مفتوحة لتأكيد وجودهم وحقهم في العيش في أرضهم، فيتساقط الشهداء يومياً من أجل تحقيق حلم لطالم حلم به الفلسطينيون وذلك ببناء دولة فلسطينية موحدة، واسقاط المشروع الصهيوني. وهذا الحلم هو شرف عظيم وخاصة أنك تقاتل عدواً احتل أرضك وبيتك. منذ وعد بلفور والشعب الفلسطيني يقاوم قوىً دولية عاتية تصرفت بحقوقه فقررت أن تمنحها لمجموعات من البشر كانوا يعيشون في “بلادهم” في مختلف أنحاء أوروبا والأمريكيتين، بل وفي العديد من البلدان العربية. وخلال الثلاثين سنة الماضية شهدت فلسطين انتفاضات ثلاث، الانتفاضة الأولى أو انتفاضة الحجارة كانت عام 1987 والتي استشهد خلالها أكثر من 1300 فلسطيني، والانتفاضة الثانية أو انتفاضة الاقصى والتي بدأت في عام 2000 الى عام 2005 واستشهد خلالها أكثر من 4412 فلسطيني، والانتفاضة الثالثة وهي التي يعيشها العالم اليوم والتي بدأت في أواخر العام 2015 ومستمرة حتى الآن، وتشير آخر الاحصاءات إلى استشهاد أكثر من 160 شهيداً فلسطينياً.
التطورات الميدانية
لا شيء يمنع الفلسطينيين من غرز سكاكينهم في قلب عاصمة الكيان الاسرائيلي تل أبيب والمناطق الفلسطينية الاخرى، حيث قام الشاب الفلسطيني محمد أبو خلف (20 عاماً) من بلدة كفر عقب من غرز سكينه في قلب اسرائيليين من وحدة حرس الحدود الاسرائيلية. واستشهد الشاب محمد جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه في باب العامود في البلدة القديمة في القدس المحتلة. وقالت شرطة الاحتلال، إن أفرادها أطلقوا النار على الشاب الفلسطيني ما أدى إلى استشهاده. وادى إطلاق الرصاص عشوائيا من قبل جنود الکيان الإسرائيلي الى إصابة فتاة فلسطينية كانت تمر من المنطقة بشظايا الرصاص في قدمها، وقد نقلت لتلقي العلاج.
وأيضا استشهد 3 فلسطينيين جراء تنفيذهم محاولات طعن ودهس في بيت لحم وبلدة سلواد قرب رام الله وفي مدينة القدس المحتلة. وكان جندي إسرائيلي قتل وأصيب آخر مساء الخميس في عملية طعن قرب رام الله، أسفرت عن إصابة منفذيها بجروح خطيرة.
وشهد الثلاثاء الماضي، تطور الانتفاضة من السكاكين والرصاص الى السيارات المفخخة، حيث انفجرت سيارة مفخخة بـ “تل أبيب” وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكرت القناة العبرية العاشرة، أن ثلاثة إسرائيليين أصيبوا بجراح وصفت بالخطيرة بعد انفجار سيارة مفخخة في منطقة “رمات غان” وسط تل أبيب. وأشارت بعض المعطيات إلى أن العملية كانت محاولة لاغتيال العضو الإسرائيلي البارز أمير مولنار.
اجراءات الکيان الإسرائيلي
يعيش الجيش الاسرائيلي حالة من الارتباك الداخلي جراء انتفاضة السكاكين وعمليات الدهس، وتشير الاجراءات التي سوف نتناولها في سياق التقرير عن مدى حالة العجز والإرباك التي يعيشها الداخل الاسرائيلي.
1- قامت قوات الکيان الإسرائيلي بإعادة نشر قواتها في الضفة ومحاصرة المدن وتشغيل البؤر العسكرية المهجورة في تكرار لسيناريو أحداث الانتفاضة الثانية. وقامت قوات الاحتلال بارسال عدد كبير من الجنود الى منطقة الخليل ومناطق اخرى تشهد تحركات فلسطينية، هذه الاجراءات ما هي الا اعتراف ضمني للکيان الإسرائيلي بمدى تأثير هذه العمليات على الكيان، وأن كل إجراءاته السابقة وسياسة العقاب الجماعي قد فشلت، وأن قرار التحكم في مجريات الأحداث بيد الشباب الفلسطيني المتسلح بالإصرار والعزيمة والذي يواصل انتفاضته وعملياته البطولية.
2- وكنوع جديد من العقاب الإسرائيلي، تقوم حكومة نتانياهو باتباع سياسة “اخلاء المدينة من سكانها”، فمنذ مطلع عام 2016 قامت قوات الکيان الإسرائيلي بتدمير حوالي 400 وحدة سكنية فلسطينية في الضفة الغربية، أيضاً أصدرت قوات الاحتلال قراراً بترحيل أهالي الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات استشهادية الى غزة والأردن.
3- أيضاً تقوم الوسائل الاعلامية الاسرائيلية بتسليط الضوء على المدارس الفلسطينية والاطفال ودورهم في الانتفاضة، محاولةً تشتيت الأنظار عن الأعمال الإجرامية التي يرتكبها المستوطنون وعن حالة العنصرية المنتشرة في الکيان الإسرائيلي، وأيضاً اعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لاستهداف الأطفال.
هذه الاجراءات وغيرها بحق الفلسطينيين لن تنفع في ردعهم من توجيه خناجرهم نحو الإسرائيليين، وذلك لأن هذا الجيل الجديد من الشباب الفلسطيني الواعد يملك من الوعي والارادة ما يجعله يكمل ما بدأه آباؤهم وأجدادهم من جهاد في سبيل تحرير الأرض المقدسة، وتأكيداً على الوعي الحاصل عند الفلسطينيين يقول الفلسطينيون “حياً أناضل من أجل تحرير أرضي أو شهيداً أنام في أحضان بلادي وبذلاً بالدمي والروحِ من أجل أرضٍ مقدسةٍ تستحق أغلى التضحياتِ”.
المصدر / الوقت