عندما تطيح الثورة البحرينية بممثل النظام في انتخابات رئاسة الفيفا
فاز السويسري جياني انفانتينو برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم الجمعة بعد حصوله على ١١٥ صوتا مقابل ٨٨ لسلمان آل خليفة من البحرين، وأربعة أصوات للأمير علي بن الحسين في الجولة الثانية من الاقتراع وقد اعتبرت الكثير من الاوساط السياسية والرياضية والاعلامية ان فوز انفانتينو وهزيمة سلمان آل خليفة (يدعى الشيخ سلمان) كان له علاقة مباشرة بثورة الشعب البحريني والجرائم الفظيعة التي ارتكبها سلمان ضد ابناء الشعب البحريني والرياضيين البحرينيين والتي وصلت الى حد القتل.
وكانت الجولة الأولى من التصويت في انتخابات رئاسة الفيفا قد انتهت بتقدم السويسري جياني انفانتينو بـ٨٨ صوتا، مقابل ٨٥ صوتا للشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، و٢٥ صوتا للأمير علي بن الحسين، وأخيرا سبعة أصوات للفرنسي جيروم شامبين، وكان الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل قد أعلن انسحابه من الانتخابات قبل انطلاقها بقليل.
وبهذه النتيجة، يكون انفانتينو أول رئيس يشغل المنصب بعد بلاتر الذي شغل ذات المنصب لخمس فترات رئاسية قبل تنحيه، حيث يقف الثوار البحرينيون والرياضيون البحرينيون خلف فوز انفانتينو لأن هؤلاء وكافة الناشطين الحقوقيين والديمقراطيين البحرينيين قد سعوا منذ اللحظات الاولى لترشح سلمان آل خليفة لاقناع لجنة الاخلاقيات في الفيفا بأن سلمان ليس لائقا لرئاسة الفيفا بسبب ملفه الاسود في مجال حقوق الانسان.
وقد اماط هؤلاء الناشطون اللثام عن جرائم الاتحاد البحريني لكرة القدم وكذلك جرائم سلمان في ملاحقة لاعبي كرة القدم البحرينيين الثوار الذين سجنوا وعذبوا وقتل بعضهم.
وكانت وكالة اسوشيتدبرس قد اوردت في تقرير لها في عام 2011 ان اكثر من 150 رياضيا ومدربا وحكما قد تعرفت عليهم السلطات البحرينية من خلال صور وافلام المظاهرات وقد زجوا في السجون، لكن لجنة الاخلاقيات في الفيفا أيدت أهلية سلمان رغم هذه الحقائق.
ورغم ذلك لم يتوقف الناشطون السياسيون والمدافعون عن حقوق الانسان عن فضح هذه الجرائم وقبل شهر من الان قالت صحيفة الغارديان ان مؤسسة حقوق الانسان والديمقراطية في البحرين قد ارسلت رسالة الى الداعمين الماليين للفيفا واعربت عن قلقها ازاء سعي رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سلمان آل خليفة للوصول الى منصب رئاسة الفيفا واكدت ضرورة مساءلة سلمان بسبب دوره في معاقبة النوادي الرياضية البحرينية بعد ثورة فبراير عام 2011.
ان نشاط البحرينيين تسبب بقيام الفيفا بالزام المرشحين لرئاسته بالتوقيع على تعهدات بشأن حقوق الانسان، لكن هذا لم يكن نهاية المشوار وفي يوم انتخابات رئاسة الفيفا نظمت الجماعات المدافعة عن حقوق الانسان اجتماعا امام مقر الفيفا رافعين لافتات عليها صور الشباب البحرينيين الذين تم تعذيبهم، واضافة الى ذلك طلبت منظمة مراسلون بلا حدود من الفيفا منع حضور سلمان في الانتخابات لانه ينتمي الى عائلة حاكمة تقمع الصحافيين والمدونين لسنوات مديدة، واضافت منظمة مراسلون بلا حدود ان سلمان هو ممثل نظام قمعي يريد استغلال كرة القدم لتلميع صورته.
وفي الصالة التي جرت انتخابات رئاسة الفيفا فيها استغل الامير علي بن حسين فرصة الـ 15 دقيقة الممنوحة له بالتحدث واشار الى الملف الاسود لآل خليفة في مجال حقوق الانسان ودق المسمار الاخير في نعش أماني سلمان آل خليفة قائلا “ان الفيفا يجب ان لا يقبل بأي سوء معاملة او سوء ادارة او فساد او مصالح شخصية او عنصرية او تمييز بين الجنسين او انتهاك لحقوق الانسان” في اشارة الى اعتقال وتعذيب لاعبي المنتخب البحريني لكرة القدم الذين شاركوا في ثورة عام 2011.
ويبدو ان هذه الاحتجاجات ونشر الحقائق قد تركت اثرها ودفعت الدول الاعضاء في الفيفا الى عدم انتخاب سلمان أول امس الجمعة، وحتى اذا لم يكن الامر كذلك فإن فضح هذه الجرائم التي يقوم بها النظام البحريني القمعي قد ترك تأثيره على الخلفية الذهنية للذين صوتوا لغير صالح ممثل النظام البحريني.
وهكذا يمكن القول ان البحرينيين قد رأوا نتيجة صمودهم ومقاومتهم ولو في مقياس صغير وفي مضمار غير سياسي، وربما كان هؤلاء أسعد الناس على وجه المعمورة أول أمس.
المصدر / الوقت