المانيا تكتوي بنار مقاطعتها لروسيا
مفاعيل الأزمة الأوكرانية لم تنته باعلان روسيا لضمها شبه جزيرة القرم لأراضيها، والتهديدات المتوالية التي أقدم عليها المجتمع الدولي اتجاه روسيا والتي كان أبرز مفاعيلها العملية فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على روسيا لأسباب عديدة كان أبرزها الأزمة الأوكرانية، وبطبيعة الحال كانت ألمانيا جزءاً من حملة المقاطعة الأوروبية ضد روسيا وهنا بدأت أزمة الألمان الاقتصادية.
ألمانيا تلتزم بالمقررات الأوروبية
فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عديدة على روسيا كان اولها لمدة سنة واحدة عقب اسقاط طائرة الركاب الماليزية في سماء شرقي اوكرانيا في تموز 2014، وهو الحادث الذي حمل الاوكرانيون وحلفاؤهم الغربيون ما يسمونه متمردي شرق اوكرانيا الموالين للروس مسؤوليته، ومدد العمل بالعقوبات لمدة 6 أشهر في حزيران الماضي على ان ترفع في كانون الثاني القادم ولكنها الآن ستظل حتى تموز 2016.
وكانت العلاقات بين روسيا والدول الغربية قد تدهورت على خلفية الأزمة الأوكرانية، حيث بدأت واشنطن وبروكسل بفرض العقوبات بشكل تدريجي، واقتصرت العقوبات في البداية على شخصيات رسمية وعامة روسية واتسعت في وقت لاحق لتطال قطاعات اقتصادية مختلفة، ومن جهتها المانيا وباعتبارها عضواً في الاتحاد الأوروبي التزمت بمقرارته وقطعت علاقتها الاقتصادية المنصوص عنها في المقرر الأوروبي.
من جهتها، تبنت روسيا ردا على ذلك بعقوبات مضادة تمثلت في حظر استيراد المواد الغذائية من الدول التي انخرطت في العقوبات عليها ومنها ألمانيا فباتت الخسائر الألمانية متراكمة أكثر فأكثر.
المانيا تعاني والاقتصاديون يولولون
تراجعت الصادرات الألمانية إلى روسيا بنسبة 25.5% العام الماضي نتيجة للعقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو والرد الروسي عليها، وذلك وفقا لأرقام نشرتها لجنة العلاقات الاقتصادية الأوروبية الشرقية.
وفي الوقت الحالي بدأ رجال الأعمال الألمان يطالبون بتحريك الجمود بين الدولتين لأنهم لم يعودوا يطيقون الخسائر الفادحة التي لحقت بهم على أثر هذه العقوبات، اذ كشف موقع “سبوتنيك” الروسي ما دار في أروقة المؤتمر الإقتصادي الذي نظمه حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تترأسه المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” في سترالسوند في ألمانيا، حيث طالبت “ميركل” رجال الأعمال بالصبر نتيجة الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها ألمانيا جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الإتحاد الأوروبي على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.
واعترفت “ميركل” بأن هذه العقوبات تؤثر سلبا على اقتصاد ألمانيا أي بنسبة خسائر تقدر بــ 25 في المئة أي بحوالي 7.5 مليار يورو بسبب وقف التصدير الى روسيا، وهذا يعد خسارة كبيرة لألمانيا في وقت تعاني فيه أوروبا والعالم من تراجع في الأسهم العالمية خاصة النفطية منها والتي بدورها تؤثر على مجالات إقتصادية أخرى، اضافة الى أزمة اللاجئين التي تكبد ألمانيا أيضاً عبئاً اقتصاديا اضافياً.
يذكر ان دولاً أوروبية عدة وأهمها ايطاليا تقيم تاريخيا علاقات وطيدة مع روسيا، وكانت ترغب في أن يناقش الزعماء الاوروبيون موضوع العقوبات في قمتهم التي عقدت في بروكسل، ولكن رئيس الحكومة “ماتيو رينزي” لم ينجح في ادراج الموضوع في جدول اعمال تلك القمة، ودأبت موسكو على القول إن العقوبات الاوروبية التي تستهدف قطاعات المصارف والنفط والدفاع غير فعالة وتأتي بنتائج عكسية للتفاهم المشترك الذي يقول الاوروبيون إنهم يسعون اليه.
المصدر / الوقت