التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

وزير النفط :ضرورة الاهتمام بالمطالب والسعي لتلبيتها بحلول جدية وليس ترقيعية 

بغداد – سياسة – الرأي –
اكد القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزير النفط عادل عبد المهدي ضرورة الاهتمام بالمطالب والسعي لتلبيتها بحلول جدية وليس ترقيعية.

وذكر عبد المهدي في بيان تلقت ( الرأي ) الدولية نسخة منه اليوم ان ” نستون تشرشل فشل في اول انتخابات بعد الحرب العالمية الثانية في تموز 1945.. فرئيس الوزراء الذي اذهل العالم خلال الحرب، وقاد بلاده للنصر وحطم اسطورة النازية وهتلر، والذي اصطفت خلفه الجماهير البريطانية واطاعته، هي نفسها التي خذلته بعد الحرب. امر قد يبدو غريباً، لكنه امر طبيعي.. فالحرب والخوف لهما منطق للتعبئة والالتفاف حول القيادة، يختلف عن مرحلة النصر والسلم، حيث تحتل المطالب الحياتية هموم الناس وتعبئتهم. فالجمهور لا يبحث عن ناجحين سابقين، بل عن ناجحين حاليين “.
وتابع “صحيح ان من نجح سابقاً قد ينجح لاحقاً، لكن من نجح سابقاً قد تحمل المسؤوليات، وراكم اخطاءً مبررة وغير مبررة.. فان لم تعالج في وقتها، واذا ما ضخمها الخصوم، فلن تكفي النجاحات السابقة لتغطية التعثر او الفشل الجاري. لذلك لا يتوقع اي منا ان النجاح في مقارعة النظام السابق، او محاربة الارهاب، او الاخلاص والصدق ستكفي وحدها لكسب تأييد الجمهور. فهناك صورة ستتشكل في اذهان الجمهور عن اداء المسؤول اليوم وليس بالامس.. هذه الصورة قد تكون دقيقة او مشوهة، لكنها هي من سيمنح التأييد او الرفض. وان احساس الناس اليوم بتحسن الامن سيكون عاملاً مهماً لانطلاق حركة المطالب التي ستتزايد، سواء اراحنا الامر ام ازعجنا، وهو ما يتطلب المتابعة ووضع المعالجات الجدية، وليس الشكلية” .
واشار الى ان ” الخوف كان وما زال احدى الوسائل لتطويق الازمات.. ففي النظم الاستبدادية كان منطق المؤامرة هو الذي يكبح حركة المطالب.. وستكون حاضرة تهم الخيانة لقمع اي تحرك.. بل يشمل الامر النظم الاستبدادية والليبرالية، فاحد تعريفات الحرب: انها الحل الاخير للخروج من الازمة، فيتم مواجهتها بانفجار اكبر يدخل الناس في منطق اخر تماماً”.
واضاف ان ” الازمات لن تتوقف والمشكلة ليست بحصول الازمة، بل القدرة على حلها.. فكلما تطورت المجتمعات، كلما تنوعت وتوسعت لتشمل موضوعات جديدة وتزج بشرائح اضافية.. فهذه سياقات طبيعية تعيشها كل المجتمعات حتى تلك التي تقدم حلولاً جذرية للمشاكل التي تواجهها.. فما بالك بمجتمع كمجتعنا.. وادارات كاداراتنا، راكمت فيها الازمات ولم تقدم لها حلولاً ناجعة وجذرية، واعتمدت على رشوة الناس عبر الاموال السهلة التي توفرها الثروة النفطية. لذلك عندما انهارت اسعار النفط، واصبح صعباً ارضاء الناس، وتفجرت مخاوف تراجع المداخيل، وجمود متصاعد للاسواق والاعمال، وتزايد طبيعي لمعدلات البطالة وانحسار حاد لفرص العمل، ندرك تماماً اننا امام وضع صعب لا يحتمل الحلول الترقيعية. فالقضية لا تتعلق بمسؤول، بل بالنهج العام الذي يتبناه البرلمان والحكومة والجمهور”.
وتسائل ” هل نحن مستعدون لوضع حد للنظام الريعي النفطي، واستثمار موارده لا لتضخيمه وترهله، بل لبناء الاقتصاد الاهلي والاقتصاديات الحقيقية، ورفع كل الحواجز امام انطلاقها، لنعيد انعاش الحياة الريفية والزراعية.. وتأهيل حرفنا ومهننا ومدارسنا ومعاهدنا وصناعاتنا ومصارفنا واسواقنا؟ وهل نحن مستعدون لاحتضان الاستثمارات الوطنية والاجنبية، ورفع كل العراقيل الموضوعة والمتراكمة امامها، ام سنستمر بالاعتماد على اقتصاد الدولة واموال النفط؟ فهنا يكمن الفساد العام والمطلق. فالبلد ليس فقير، لكن اجراءاتنا فقيرة، وهناك نزعة لتغليب انماط الفقر، والحصول على الموارد، خارج مصادر العمل المنتج.. وهذا يفسر اسباب الجمود، والتخلف عن احداث الاصلاحات الحقيقية، متحججين باشكالات وضوابط ونظم ومنطق، وضعناها نحن، وباتت بالية معرقلة، ونستطيع ببساطة التحرر منها، لتحقيق الانطلاق”.
واكمل ان ” المسالة ليست مسألة اشخاص بل مسألة نظام اساساً ، ان صلُح النظام صلُح الاشخاص، وان فسد فسدوا. والا سنستمر بتكرار الفشل واعادة انتاج ذات السلوكيات التي قادت منذ عقود من الزمن الى خراب البلاد واضعافها امام الاجنبي، وتدميرها وانتشار الفوضى والفساد والارهاب فيها.. فالمشكلة ليست سياسيين ومستقلين وتكنوقراط، بل مشكلة ادارة. فان بقينا عند التبريرات والشكليات وعدم الجرأة في وضع الحلول الجذرية، عندها سنبقى نغير الاسماء والاشكال ليبقى “زمال او حمار” الدولة الريعية ذاته، ويقودنا من ازمة لاخرى ومن فشل لاخر.. وينطبق عليه “ما غيّر الجل اخلاق الحمير.. ولا نقش البرادع اخلاق البراذين”.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق