التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

أكاديمي مصري : مازلنا نكره إسرائيل رغم التطبيع 

القاهرة ـ سياسة ـ الرأي ـ

قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الشعب المصري برمته لايزال يكره إسرائيل رغم التطبيع معها وتأتي تصريحات نافعة على وقع لقاء الإعلامي البرلماني المصري توفيق عكاشة السفير الإسرائيلي في منزله، فضلا عن تصريحات المتحدث باسم اتحاد كرة القدم عزمي مجاهد استعداده للعب في تل أبيب.

وقال الكاتب إن التجاذبات في مسيرة تطبيع الدولة المصرية مع إسرائيل تعددت منذ تبادل السفراء بينهما قبل 36 عاما، فقد استدعى الرئيس المعزول محمد مرسي سفير مصر بإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 عقب العدوان على غزة، ثم عاد في يونيو/حزيران ، وقال الكاتب إن إسرائيل حصلت مؤخرا على حكم دولي ضد مصر بـ1.8 مليار دولار تعويضا عن عدم الالتزام بتوريد الغاز، خلافا لاتفاق الطاقة وبنود معاهدة السلام، بالإضافة إلى ضلوعها في مقتل ثلاثة مجندين مصريين على الحدود في أغسطس/آب 2011، وفي إنشاء سد النهضة الإثيوبي المهدد لمصر وهذا يعني أن النظام المصري ربما يحاول احتواء الخلافات مع اسرائيل ومحاولة مصر الضغط على إسرائيل للتراجع بشأن الحكم الصادر ضدها .
وبموجب تقارب مصر مع إسرائيل رأى نافعه أن التقارب يعد بمثابة كنز إستراتيجي لإسرائيل التي تسعى لإجهاد حركة المقاومة الإسلامية “حماس ” في غزة ‘فلسطين ‘ وأن التقارب بين كلا البلدين يؤول إلى كبح جماح حركة حماس التى تشغل بال الكيان الإسرائيلي
وتابع نافعة قوله بأن الشعب المصري لا يزال ينظر لإسرائيل ككيان معتد، وأن “التعاون معها يظل مدعاة للاتهام بالخيانة”، مشيرا إلى أن التحركات الشعبية المناوئة للتطبيع باتت باهتة، لوجود انقسام سياسي وانشغال الجماهير وغرقها في مشاكلها.
وأن اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة عام 2011 أكد أن الثورة تدرك عدوها، لكن إسرائيل أعادت افتتاحها في نفس يوم ذكرى الاقتحام في 2015.
ورأى الباحث أن إسرائيل أطماعها من العالم العربي والإسلامي لم تتوقف منذ قيام هذا الكيان الغاصب لفلسطين، ولم يمنعها من العدوان المتكرر والاحتلال للأرض لا مجلس الأمن ولا القرارات الدولية، فقط حزب الله اللباني هو الذي وضع حداً للغطرسة الإسرائيلية وأشاد الكاتب بسماحة السيد نصرالله ومواقفة لردع الكيان الصهيوني قائلا إنه في كل مرة يؤجل العدوان الإسرائيلي على لبنان وفي كلّ مرّة كانت حنكة وحكمة سماحة الأمين العام هي التي تؤجل العدوان الإسرائيلي على لبنان والمنطقة، فهذا العدو لا يفهم إلّا بسياسة الحزم والردع، ولم يأت على خاطره يوماً أنّ لبنان الضعيف سيصبح السيف المسلط على رقبة كيانه المجرم، وكلّ هذا ببركة دماء الشهداء، الشهداء القادة، والشهداء الكوادر، والمجاهدين، والشعب الصابر المضحّي والمؤسسة العسكرية المخلصة، في الوقت الذي لا يريد بعض اللبنانيين هذا العزّ والمنعة لبلدهم ويعملون في الليل والنهار على النيل من هذه القوة التي جلبت الخير والتحرير ومنعت العدوان وحمت الوطن من الغطرسة الإسرائيلية ومن القوى الظلامية.
واستنكر الباحث مواقف النظام المصري الحالي قائلا، لا يكاد يمر أسبوع دون أن تعبر جهة مصرية ما عن شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، تارة من خلال الرياضة وتارة من بوابة الإعلام والسياسة.
وذكّر نافعة أن النظام المصري يحاكم مصريين -بينهم الرئيس المنتخب محمد مرسي- بتهمة التخابر مع حماس وقطر، بينما المفروض أن غير الطبيعي وغير المسبوق التقاء برلماني مصري سفيرا إسرائيليا.
ومضى يقول إن سلطة النظام الحالي وليست مصر هي من يقف وراء هذا التطبيع، وإن هدفا رئيسيا وراء هذه الهرولة هو أن تلعب مصر دور “ماسورة” لنقل عشرين مليار متر مكعب من مياه النيل إلى إسرائيل مقابل أن تحصل على ثلاثين مليارا بعد أن سيطر سد النهضة الإثيوبي على 70% من مياه النهر.
وأن درجة جديدة من التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل غيرت شكل العلاقات بينهما -في سيناء خصوصا- بدعوى محاربة الإرهاب.
وواصل القول بأن الاستثمار في هذا بدأ يأخذ مناحي أخرى زراعية وأكاديمية على سبيل المثال، ومن ذلك المكتب الأكاديمي الإسرائيلي في مصر الذي كان معطلا والآن يعود للحياة.
وواصل حواره قائلا إنه في وقت يشهد العالم مقاطعة قوية تجاه إسرائيل، خصوصا أوروبا، الأمر الذي تستثمره إسرائيل لتقول للعالم إنها مقبولة في المنطقة.
ووفقا له، فإن المسألة في عين إسرائيل ليست في شخص “قزم” كتوفيق عكاشة، بل في منصبه وبما يعنيه أنه يمثل شريحة مجتمعية، وهذا ما استطاعت تل أبيب الحصول عليه.
وختم نافعه حديثه قائلا إن ما يجري في مصر يلحق أكبر الضرر بآمال الشعب الفلسطيني الذي تعاضده حركة مقاطعة قوية في العالم، بينما يأتي تطبيع بعض المصريين ليضرب الجهود الضاغطة على إسرائيل .انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق