محلل سياسي : السعودية تريد جر لبنان إلى الصراع السوري
لبنان ـ سياسة ـ الرأي ـ
مازال قراري كل من دول مجلس التعاون الخليجي ووزراء خارجية العرب, باعتبار حزب الله “منظمة إرهابية”, يرخيان بظلالهما على الساحة اللبنانية, حيث انعكست عبر سجالات حادة في الرأي العام اللبناني.
فقد اعتبر المحلل السياسي اللبناني الدكتور حبيب فياض, أن هناك من يحاول تفجير الوضع اللبناني وجره نحو الهاوية, كما أن السعودية لا تريد الاستقرار للبنان.
و رأى الدكتور فياض أن “السيد حسن نصر الله بعد خطابه الأخير, قطع الطريق أمام كل الأبواب الداعية للفتنة, وأن حزب الله بحكمته, إلى جانب أفرقاء لبنانيين, لن ينجروا إلى أي فتنة داخلية تؤدي إلى حرب أهلية”.
وعلق على الانقسام الحاصل داخل تيار المستقبل, المحسوب على السعودية, بأن “قسم من تيار المستقبل ما زال يمشي وراء المملكة العربية السعودية دون تفكير وأخذ البلد إلى المجهول, وهناك من جهة أخرى أشخاص عقلانيين, يدركون خطورة الوضع وحساسيته, ولا يريدون أي فتنة في البلد, كحديث وزير الداخلية نهاد المشنوق في مؤتمر وزراء الداخلية العرب الـ33 المنعقد, الذي رفض وصف “حزب الله” بالإرهابي في المقررات النهائية”.
كما لفت, في سؤال عن إمكانية تراجع حزب الله عن ترشيحه للعماد ميشال عون لصالح الوزير سليمان فرنجية, بأن “المسألة ليست رئاسة الجمهورية اللبنانية, بل هي أبعد من الشأن اللبناني بكثير, لتصل إلى الصراعات الإقليمية, خاصة حول سوريا واليمن”.
أما عن تراجع شعبية حزب الله عربيا في ظل الخلافات بينه وبين دول الخليج (الفارسي), رأى الدكتور فياض أن “أحد الأهداف تشويه صورة حزب الله عربيا, فالسعودية وخلفها الدول العربية تعمل على هذا بكل الطرق”. فهذا أمر ليس بالجديد, بل منذ القدم تقوم بذلك.
وحول ما يهول في الإعلام عن إمكانية استهداف حزب الله في سوريا عسكريا, من قبل القوات العربية بعد اعتباره إرهابيا, فقد اعتبر أنه “صحيح أن الدول العربية أصدرت هذا القرار, لكن يبقى مستبعدا أن يتم استهداف حزب الله من قبل التحالف الإسلامي العسكري, لأن الأمور لن تصل إلى هذا الحد”, أي أن السعودية والدول العربية لن تتدخل عسكريا بشكل مباشر في سوريا, فهي لا تجرأ على ذلك, وتبقى مناورة إعلامية.
خبر الباخرة المحملة بأسلحة لم يؤكد بعد
بالنسبة لما تناقلته وسائل الإعلام حول خبر توقيف باخرة متوجهة من تركيا نحو لبنان محملة بالأسلحة, فقد شدد الدكتور فياض على أنه “لم يؤكد بعد, لكن إن كان كذلك فمعروفة الجهات التي تقف وراءها, وهي أنقرة والرياض, اللتان تريدان جر لبنان إلى الصراع السوري, وتعويض الخسارة التي ألحقتها المقاومة بهما هناك”.
إذ لم يعد يخفى على أحد مدى حساسية الوضع, وأن المنطقة كلها تقف على بارود, تحتاج لشرارة صغيرة لتنفجر, وإذا لم تقتنع السعودية بضرورة التخفيف من حدة الاحتقان الذي تمارسه على شعوب المنطقة, فإنها سترمي بنفسها إلى التهلكة آخذة معها الجميع.انتهى